الرباط – المغرب اليوم
أهم محاور العرض الثقافي الموجه من الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة إلى مغاربة العالم ما يتعلق باشتغالات المراكز الثقافيّة، يقول الوزير أنيس بيرو، قبل أن يذكر أن باكورة هذه المراكز كانت بمدينة مونتريال الكنديّة، ثمّ تم التحرك لإنشاء المركز الثقافي المغربي بالعاصمة الهولندية أمستردام.
وأثار وزير الجالية الانتباه، إلى وجود أشكال مختلفة عن هذين المركزين، مثل مشروع “دارنَا” في بروكسيل في بلجيكا، القائم على شراكة مع الحكومة الفلامانيّة، وكذا المركز الثقافي المشتغل في إشبيلية الإسبانيّة، دون إغفال المركز الثقافي المغربي الذي أعطَى الملك محمّد السادس انطلاقة أشغال تشييده في العاصمة الفرنسية باريس.. وزاد: “هذه فضاءات ثقافية لها قيمة كبيرة”.
المسؤول الحكوميّ ذاته شدّد على أن العامين المنصرمين شهدا تركيز الوزارة على تغطية فراغ قانونيّ بمنطوق مرسوم ينظّم خلق وإنشاء مراكز ثقافية مغربية خارج التراب الوطنيّ، زيادة على حكامتها، وإقامة لجنة إشراف بها عدد من القطاعات ذات الصلة، لها صلاحية اتخاذ قرار الإنشاء من عدمه، بمراعاة كيفية التدبير والمصادقة على برامج.
“المركز الثقافي القائم بمونتريال الكندية أبرز، أثناء شروعه في الاشتغال، وجود عدد من المشاكل المقترنة بالجوانب التقنية والتدبيرية والحكماتيّة، وهذا ما جعل المركز الخاص بأمستردام محط تركيز في الاشتغال على نظام حكامته، وأيضا برنامجه الذي سيعرض قريبا على أنظار اللجنة الإستراتيجيّة.. والحين نتوفر على نموذج حكامة للمراكز الثقافية المغربيّة بالخارج”، يقول الوزير المسؤول عن القطاع.
وأثار بيرو الانتباه إلى أن تدخل مثل هذه المنشآت الثقافيّة لا يهمّ المغاربة فقط، رغم أنهم سيمكّنون من لدن المراكز المذكورة من صلة وصل بالوطن، مضيفا أن سكان مجتمعات الإقامة ينبغي أن يطلعوا على كل ما يعرفه المغرب من دينامية وحيويّة وجرأة وإصلاحات وأوراش.
ويسترسل الوزير المكلف في المغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، بأن “هذه المراكز يراد لها أن تكون حيّة بالانفتاح على لقاءات وعقد نقاشات، بوجود للتعابير السينمائية والمسرحية، وكل الإفرازات الثقافية، مع استحضار برامج متماشية مع انتظارات المغاربة وغيرهم”، ويزيد: “التصور الذي نتوفر عليه بخصوص النموذج المبتغى يجعلني مطمئنا على العمل في هذا الإطار”.
من جهة أخرى، وصلة بالموضوع ذاته، أكد إسماعيل المغاري، وهو مدير الأعمال الاجتماعية والثقافية والتربوية والشؤون القانونية بالوزارة ذاتها، إن “المراكز الثقافية المغربية في الخارج لبنة أساس ضمن السياسة الثقافية الجديدة التي وضعتها الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة لفائدة مغاربة العالم”.
“بموجب مرسوم صادقت عليه الحكومة في أواخر 2014، يهم إنشاء وتتبع هذه المراكز..الآن لدينا مركزان اثنان يحملان اسم دار المغرب في الخارج، أحدهما مركز مونتريال، الذي جرت إعادة تأهيله وإطلاق نشاطه من جديد، أما مركز أمستردام فعرف إنهاء كل الأشغال، وهو في انتظار التدشين لانطلاق العمل به”، يردف المغاري، الذي ذكر أيضا، في تصريحه لهسبريس، أن برامج عمل دور المغرب في الخارج “سيتم إعدادها والمصادقة عليها من طرف لجنة إشراف تضمّ عددا من القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية بكل ما هو عرض ثقافيّ موجّه إلى مغاربة العالم”.