الرباط_ المغرب اليوم
وصف محمد الأعرج، وزير الثقافة المغربى ، عملية اكتشاف بقايا عظام لأقدم إنسان عاقل في موقع جبل "إيغود"، نواحي مدينة اليوسفية، بـ”الحدث التاريخي، وقال في ندوة صحافية الجمعة في مقر أكاديمية المملكة في الرباط إنّ هذا الاكتشاف العلمي “يستدعي إعادة النظر في كتابة تاريخ البشرية.
ويعود تاريخ أقدم بقايا عظام إنسان، المكتشفة من قِبل باحثين مغاربة من المعهد الوطني لعلوم الآثار وباحثين ألمان، وهي عبارة عن جمجمة وفكّ سّفلي وجانب من فك علوي، وأجزاء من أعلى الرقبة، إلى 315 ألف سنة؛ وبذلك يكونّ موقع جيل إيغود يضم أقدم إنسان عاقل HOMO SAPIENS. وحسب المعطيات التي قدمها عبد الواحد بنصر، الباحث في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وهو من الباحثين الذين ساهموا في الاكتشافات الحديثة، إلى جانب باحثين ألمان، فقد جرى اكتشاف بقايا تعود لخمسة أجساد بشرية، عمّرت ما بين أربعين وخمسين سنة قبل وفاة أصحابها، مرجّحا أن تكون بقايا العظام التي كشفت التحاليل الدقيقة التي خضعت لها أنها تعود إلى 315 ألف سنة لامْرأة.
الاكتشافات الحديثة في جبل إيغود ليست الأولى من نوعها، فهذا الموقع الأثري معروف منذ عام 1960، إذ اكتُشفت فيه بقايا إنسان من طرف الباحث الفرنسي إميل نوشي، يعود تاريخها إلى 50 ألف سنة، وفي الثمانينيات من القرن الماضي جرى اكتشاف بقايا إنسان جديدة يعود تاريخها إلى 110 آلاف سنة، قبل أن يتمّ اكتشاف البقايا الأخيرة، والتي يعود تاريخها إلى 315 ألف سنة.
وكانت أقدم بقايا إنسان عاقل توجد بكلّ من كينيا، وتعود إلى 200 ألف سنة، وأخرى توجد في جنوب إفريقيا، يعود تاريخها إلى 260 ألف سنة.
وجاءت اكتشافات جبل إيغود لتجعل من المغرب مهدا لأقدم إنسان عاقل، لكنَّ هذا المُعطى ليس قارّا، إذْ يُمكن أن يتمّ اكتشاف بقايا إنسان أقدم من الذي اكتُشف في المغرب مستقبلا، حسب عبد الواحد بنصر.