القاهرة ـ أ ش أ
كشف المخرج المسرحي الكبير جمال ياقوت - الحاصل على عدة جوائز محلية ودولية - عن التراجع الحاد في حال البيت الفني للمسرح الذي يعد المسرح الرسمي للدولة الذي كان من المفترض أن يكون الأقوي والأفضل سواء من الناحية الفنية أو من الناحية المجتمعية في بث رسالة التنوير ، وذلك بسبب إهمال شديد من قبل الدولة لهذا القطاع الثقافي الهام ونقص المخصصات المالية.
وقال ياقوت - في حوار خاص مع النشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن المسارح التابعة للبيت الفني لا تقوم بدورها بسبب تهالك البنية التحتية لغالبية هذه المسارح ، في حين نرى على الجانب الآخر أن مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة غير المحترفة تقدم عروضا تتميز بجودتها الفنية ، من هنا يجب البحث عن الخلل في هذه المعادلة.
وأوضح أن الخلل يكمن في أن الميزانية المخصصة للبيت الفني يستخدم معظمها في تغطية نفقات المرتبات والأجور التي تبلغ نحو 90 % من إجمالي الميزانية ، في حين يخصص نحو 10 % فقط لإنتاج العروض المسرحية ، الأمر الذي أثر بالسلب على أشكال الإنتاج المسرح ومضامينها الفكرية فأصبحت غالبية العروض فارغة من المضمون وتحول الإنتاج من الفاعلية للصورية التي تهتم بتستيف الأوراق لا بجودة الإنتاج.
ويدعو الدكتور جمال ياقوت إلى ضرورة إحياء دور البيت الفني للمسرح باعتباره إحد أهم الأدوات الثقافية التي تساهم في إثارة الوعي ونشر ثقافة التنوير ، بمنحه ميزانيات أكبر ، وباستكمال التجهيزات الفنية في المسارح التابعة له ، وأيضا بإنشاء قاعات عرض جديدة في القاهرة والمحافظات على أسس حديثة ، وحل مشاكل الصيانة والدفاع المدني.
وأكد ضرورة أن ينتهج القائمون على البيت الفني سياسية تخطيطية طويلة الأجل تضع في اعتبارها عنصر الجودة والاتصال الفاعل بالجماهير لخلق الحاجة لفن المسرح والاستفادة من طاقته التأثيرية الهائلة ، وأيضا إعداد برامج تدريبية لرفع الكفاءات الإدارية والفنية للعاملين في البيت الفني والأخذ بمنهج علمي للمواءمة بين الموارد والأهداف.
وعن عمله المسرحي"القصة المزدوجة للدكتور بالمي" من تأليف الكاتب الأسباني أنطونيو بويرو باييخو وإنتاج قصرالتذوق بالإسكندرية ، فقد حصل العرض على جوائز أفضل عرض ومخرج وديكور وإضاءة وممثل وممثلة مركز أول ، وأفضل موسيقى مركز ثان في المهرجان الختامي لقصور الثقافة، كما حصل على جائزة أفضل ممثلة دور أول ، وأفضل ممثل دور ثان ورشح لثلاث جوائز أخرى هي أفضل مخرج وعرض وممثل دور أول في المهرجان القومي للمسرح المصري.
وقال إن المسرحية تتناول فكرة يقظة ضمير شرطي يعمل بالقسم السياسي ويقوم بتعذيب السجناء بأفظع أنواع التعذيب،وتأتيه اليقظة من خلال إصابته بالعجز الجنسى فلكل فعل ثمن يدفعه الإنسان فالعمل الجيد له ثمن والردىء أيضا له ثمن.
وعلى الرغم من أن العرض باللغة العربية الفصحى إلا أن الجمهور تجاوب معه بشكل جيد وثم عرضه في الإسكندرية في مايو 2013 ثم في القاهرة في فبراير 2014 ثم خلال مهرجان المسرح القومي في أغسطس الماضي ، وسوف يقدم العرض على مسرح قاعة المؤتمرات الكبرى بمكتبة الإسكندرية يوم 19 نوفمبر القادم.
وقد جاءت ثورة 25 يناير في خلفية الأحداث من خلال أعمال الدراماتورجية التي قام بها المخرج،من أجل تكييف بيئة النص الإسباني مع البيئة المصرية، دون الوقوع في فخ المباشرة.
وأعرب جمال ياقوت عن أمله في إعادة الروح لمسرح الدولة وأن يخرج المسرح من آلية المسرح إلى روح المسرح حيث تتحد الهواية مع الإحتراف.