الدارالبيضاء_حاتم قسيمي
نظم مركز "مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني"، الأحد، اللقاء السنوي الثاني مع المفكر والفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، في موضوع يحمل عنوان "سماء فارغة وعالم بلا حدود !"، في القاعة الكبرى للمكتبة الوطنية في الرباط.
ويعد المفكر والفيلسوف الدكتور طه عبد الرحمن، رائد المنطق والأخلاقيات، والملقب بـ"فيلسوف الأخلاق" أحيانًا، و"فقيه الفلسفة" أحيانًا أخرى، من القامات الرفيعة في سماء الفكر والمعرفة في المغرب والعالم الإسلامي.
ويعود عبدالرحمن بعد عامان من صدور كتابه "روح الدين: من ضيق العلمانية إلى سعة الائتمانية"، والذي زلزل فيه المؤلف لائحة من القراءات التي اشتغلت على مفهوم العَلمانية، سواء تعلق الأمر بالقراءات التي تنهل من إيديولوجية حداثية أو محافظة، يعود هذا العام عبر كتاب جديد يسلط فيه الضوء على المفهوم ذاته، من خلال كتاب علا فيه في مراتب التفكير والنقد، والذي اختار له كعنوان "بؤس الدهرانية: النقد الائتماني لفصل الأخلاق عن الدين".
وتطلب التدقيق في مقتضيات المفاهيم الجديدة "الائتمانية"، "الدنيانية"، "الدهرانية"، من المؤلف التذكير بأنه أنجَز في التاريخ الغربي الحديث، الانفصال عن أرباب الكنيسة الكاثوليكية، ردًا لتحكمهم في مصائر الشعوب ووجدانهم ولظهورهم بالفساد والظلم، وكون هذا الانفصال اشتهر باسم "انفصال السياسة عن الدين". كما تمت، قبلَ ذلك، الدعوة إلى الانفصال عن أركان الدين المسيحي، لدرء مسألتين مركزيتين وهما "لا عقلانيات المعتقدات" و"لا تسامحية المعتقدين"، وعرِفَ هذا الانفصال الثاني باسم "انفصال الأخلاق عن الدين". ولقد أطلق على الانفصاليين السياسي والأخلاقي، اسم واحد جعل له مقابل عربي هو "العَلمانية"، لولا أنّ المؤلف استقر رأيه على أن يخص مصطلح العَلمانية بالدلالة على انفصال السياسة، وأن يضع مصطلح "الدهرانية" للدلالة على انفصال الأخلاق، مقترحًا مصطلح "الدنيانية" للدلالة على عموم انفصال نشاطات الحياة المختلفة عن الدين.