الرياض ـ أ.ف.ب
بحث الرئيس النيجيري محمد بخاري الثلاثاء مع المسؤولين السعوديين في اسعار النفط المتهاوية وتأمين الاستقرار للاسواق، في زيارة تأتي بعد اسبوع على اتفاق المملكة ودول اخرى على تجميد الانتاج.
ويتوقع محللون ان تعلن نيجيريا، عضو منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) تأييدها للاتفاق الذي يشترط التزام منتجين آخرين، علما ان المحطة المقبلة لبخاري ستكون قطر، حيث اعلن الاتفاق الثلاثاء الماضي.
وغداة وصوله الى الرياض، التقى بخاري العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الثلاثاء حيث عرضا "العلاقات الثنائية وبحث آفاق التعاون بين البلدين في شتى المجالات"، بحسب وكالة الانباء الرسمية.
الى ذلك، التقى وزير الدولة للموارد البترولية النيجيري ايمانويل ايبي كاشيكو نائب وزير البترول والثروة المعدنية السعودي الامير عبد العزيز بن سلمان وتباحثا في "اوضاع السوق البترولية الدولية وافضل الطرق لاستقرارها"، بحسب الوكالة السعودية.
كما تطرق الجانبان الى "تعاون الدول المنتجة داخل الاوبك وخارجها من اجل تحقيق هذا الهدف".
وتأتي الزيارة بعد اسبوع من اتفاق السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر، على تجميد انتاج النفط عند مستوى كانون الثاني/يناير، بشرط التزام منتجين آخرين بذلك، في خطوة تهدف الى اعادة بعض الاستقرار للسوق النفطية.
وادى انخفاض اسعار برميل النفط الى مستويات غير مسبوقة منذ نحو 13 عاما، الى تراجع حاد في ايرادات الدول المنتجة، ودفع الدول الخليجية الى اتخاذ اجراءات تقشف وخفض الدعم عن مواد اساسية.
ورجح محللون ان توافق نيجيريا على الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الاربع اثر اجتماع لوزرائها المعنيين في الدوحة الثلاثاء الماضي.
وقال المحلل في "ناتيكسيس" في لندن آبهيشك دشباندي لوكالة فرانس برس ان "نيجيريا ستدعم على الارجح تجميدا مماثلا، لذا لن افاجأ باعلانهم تأييد اتفاق الدوحة".
الا انه رأى ان الاتفاق لن يكون "وازنا" ما لم ينضم اليه العراق وايران، وهما ثاني وثالث اكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك).
ولقي الاتفاق دعم دول خليجية منضوية في اوبك، بينما اعرب العراق عن استعداده للتجاوب. اما ايران العائدة حديثا لسوق النفط العالمية بعد رفع العقوبات الاقتصادية، فدعمت الاتفاق من دون ان تلتزم صراحة به.
واعتبر المحلل في "ساكسو بنك" كريستوفر دمبيك انه مع تأييد نيجيريا لاتفاق التجميد، الا انها تريد زيادة انتاجها لتلبية ارتفاع الطلب المحلي.
اضاف "على المدى الابعد، لا سبب لعدم" مشاركة نيجيريا في الاتفاق.
وتراجعت اسعار النفط بحوالى 70% منذ حزيران/يونيو 2014 عندما كان سعر البرميل اعلى من مئة دولار، ليتداول راهنا ما دون 35 دولارا. ويعود السبب الرئيسي للتراجع الى فائض في المعروض من النفط تعذر على الاقتصادات امتصاصه، ولا سيما الصين حيث يتباطأ الاستهلاك.
ورفضت دول اوبك، بدفع من السعودية ودول خليجية، خفض انتاجها خشية فقدانها حصتها من الاسواق العالمية. كما بررت بعض الدول هذا الرفض بان اي خفض منفرد للانتاج لن يؤدي الى انتعاش الاسعار، ما لم يلتزم منتجون كبار من خارج المنظمة، بينهم روسيا، بخطوة مماثلة.