الرباط - المغرب اليوم
تناقلت وسائل الإعلام الدولي والمغربي في الآونة الأخيرة البلاغ الصادر عن الشركة البريطانية "Europa Oil & Gas"، والذي أعلنت فيه عن اكتشاف بترولي "هائل"، بسواحل إنزكان ضواحي أكادير.وكانت السلطات المغربية حذرة مع هذا الإعلان، ذلك أنها سرعان ما قامت بتوضيح الأمر، مؤكدة أن الموضوع يتعلق بإمكانية العثور على النفط، وليس حتمية العثور عليه، كما أن مصدرا حكوميا مطلعا وصف تنبؤات الشركة البريطانية بأنها "غير دقيقة".كشف موقع "الصحيفة" أن التفاؤل المفرط للشركة البريطانية بإمكانية اكتشاف ملياري برميل نفط في سواحل إنزكان لا يدخل إلا في لعبة "التأثير على المساهمين في هذه الشركة" لرفع رأسمالها بعد الكثير من الخلافات بين الحاملين للأسهم مع اقتراب الجمع السنوي لأعضاء مجلس إدارتها.ووفقا لما أكده مصدر موثوق للموقع، فإن "ما أعلنت عنه الشركة قد لا يكون بهذه الصورة المتفائلة التي أرادت ترويجها عبر الإعلام الدولي، لوجود أسباب أخرى تضع ما تم نشره إعلاميا محط شكوك، خاصة أن أسهم شركة "Europa Oil and Gas" المدرجة في بورصة لندن عرفت تراجعا مستمرا منذ منتصف مارس الماضي في قيمة سهمها".
أشارت مصادر مطلعة، في إطار التحقيق الذي قادته وسائل الإعلام حول إعلان الشركة البريطانية، إلى أن الأخيرة "لم تبني تنبؤاتها بخصوص نفط سواحل إنزكان على أي دراسات تقنية ولا مؤشرات ملموسة"، مرجحة أن تكون الخطوة التي قامت بها الشركة تهدف إلى تجاوز مشاكلها الداخلية وإنعاش أسهمها في البورصة.هذا، وقامت ذات المصادر بتتبع أسهم الشركة البريطانية "Europa Oil & Gas" ومنحى أسهمها طيلة الأيام التي تلت إعلانها عن اكتشاف ملياري برميل نفط في سواحل أنزكان، وكذا في الفترة التي سبقت هذا الإعلان.وتبعا لذلك، تبين أن سهم الشركة في بورصة لندن ارتفع بشكل واضح قياسا بما كان عليه قبل أسابيع، حيث بلغ 1,35 جنيه استرليني في يوم الإعلان عن احتمالات النفط في المغرب، وهو بالمناسبة أعلى ارتفاع لسهم الشركة منذ 18 ماي عندما بلغ 1,40 جنيه استرليني، بينما كان أكبر ارتفاع لأسهمها هذا العام في 18 مارس عندما بلغ السهم 2,00 جنيه استرليني.
كان المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن سباقا لمحاربة "لعبة التوقعات" التي حاولت "Europa Oil & Gas" استغلال اسم المغرب فيها، إذ خرج ببلاغ عقب الإعلان المتداول، أفاد فيه أن ما أعلنت عنه الشركة المعنية يتعلق فقط "بموارد محتملة وليس باحتياطيات مؤكدة".وكان البلاغ المذكور بمثابة نفي لما روجت له الشركة البريطانية، كما أنه سعى لاحتواء الرأي العام المغربي، ومنع انزلاقه حول ما تنشره الشركات البترولية في العادة من أجل الترويج لصورتها ورفع أسهمها في البورصات العالمية.يذكر أن عددا من الدراسات الدولية، وتقارير أخرى منشورة لشركات أجنبية، سبق أن أشارت إلى أن عددا من المناطق الموجودة في الساحل المغربي الغربي، مثل أكادير والصويرة وإنزكان، توجد بها احتماليات لوجود نفط أو غاز طبيعي.لكن ومع هذه التوقعات، تجدر الإشارة إلى أن التنقيب عن النفط يحتاج إلى الكثير من الأبحاث والدراسات بعيدا عن التوقعات الكبيرة التي لا تجني الأرباح سوى على المروجين لها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تأثير وأبعاد الهجوم الإيراني على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" على مباحثات الاتفاق النووي
البيت الأبيض يعلن أن زيادة إنتاج النفط المقررة من كبار المنتجين "غير كافية"