نيويورك- الاناضول
قالت وكالة "ستاندرد آند بورز" العالمية إنه لا توجد تأثيرات سريعة لزيادة إنتاج دول أمريكا الشمالية من النفط الصخرى والغاز على منتجى النفط والغاز فى دول الخليج، مشيرة إلى أن التأثيرات تكاد تكون معدومة فى الوقت الحاضر. وأشارت الوكالة، فى تقرير أصدرته مساء أمس الثلاثاء، وحصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، إلى أن ازدهار إنتاج النفط الصخرى بأمريكا الشمالية يمكن أن يؤثر على أسعار النفط على المدى المتوسط والطويل حسب السيناريو الأكثر تطرفا. وتضم أمريكا الشمالية دول "الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وجرين لاند"، ويتوافر النفط الصخرى بكميات كبيرة فى الولايات المتحدة إذ تقدر الاحتياطيات لديها بنحو 200 مليار برميل. وقال كريم ناصيف، محلل الائتمان فى وكالة ستاندرد آند بورز "على الرغم من العواقب المحتملة لإنتاج النفط الصخرى فى أمريكا الشمالية على مستوى واردات النفط، نرى أنه سيكون هناك تأثيرا محدودا على منتجى النفط فى دول الخليج فى الوقت الحاضر هذا جزئيا، يعكس قدرة المنتجين فى دول الخليج لإعادة توجيه صادراتها النفطية، فضلا عن حقيقة أن العديد منهم يصدرون الخامات الثقيلة التى لن يتم إزاحتها بسبب كميات النفط الزيتى". وأضاف "إن الآثار المباشرة لإنتاج النفط الصخرى فى الولايات المتحدة تتمحور فى رأينا على منتجى الغاز الطبيعى فى دول مجلس التعاون الخليجى"، وذكر أنه فى الوقت الراهن أثبت توجيه صادرات النفط والغاز من دول الخليج إلى الولايات المتحدة وآسيا والشرق الأقصى فعالية، ومع ذلك يدرك منتجو النفط والغاز فى دول مجلس التعاون الخليجى بوجود الحاجة إلى خطط إستراتيجية أكثر موضوعية ومبتكرة على المدى الطويل. وتتوقع تقارير متخصصة أن يصل إنتاج الولايات المتحدة النفطى فى عام 2014 إلى نحو 13.2 مليون برميل يومياً، بينما من المحتمل أن ينخفض استهلاكها من نحو 20 مليون برميل يومياً، فى عام 2003 إلى نحو 18.7 مليون برميل يومياً، فى عام 2013، ما يعنى تقليص الفجوة الأمريكية بين الإنتاج والاستهلاك، بحدود 5.5 ملايين برميل يوميا، وبالتالى فإن الولايات المتحدة لن تكون فى حاجة ماسة لدول الخليج لتوفير الفجوة النفطية بين الإنتاج والاستهلاك لديها، خاصة مع تراجع تلك الفجوة مع الزمن. ويقول خبراء إن الولايات المتحدة لن تتخلى عن النفط العربى بسهولة لأسباب أولها ارتفاع تكلفة إنتاج النفط الصخرى والتى تصل إلى 70 دولار للبرميل الواحد، مقابل تكلفة من 3 إلى 6 دولارات للبرميل فى دول الخليج، إضافة إلى ما يتمتع به نفط الخليج من كثافة لا تتوفر بالنفط الأمريكى. وتؤكد دراسات دولية أن إنتاج النفط الصخرى سيضع الولايات المتحدة على قائمة الدول المنتجة للنفط بنهاية العام الحالى 2013، لتسبق بذلك السعودية، التى تعد إلى الآن أكبر منتج للنفط، بحوالى 10 مليون برميل يوميا. ومن شأن تفوق الولايات المتحدة وهى أكبر مستهلك للنفط فى العالم بنحو 19 مليون برميل يوميا، فى إنتاج النفط، أن يقلص من حجم وارداتها والتى تصل إلى 12 مليون برميل يوميا، وهو ما سينعكس سلبيا على الدول المنتجة. يذكر أن المعطيات المتوافرة تشير إلى احتياط من النفط الصخرى فى أمريكا يبلغ نحو 200 مليار برميل، إضافة إلى احتياطات ضخمة من الغاز الصخرى. ويشار إلى أن النفط الصخرى هو نوع من النفط الخفيف ويختلف عن النفط الرملى أو الغاز الصخرى والنفط الخام الطبيعى، وشهدت الولايات المتحدة ثورة ضخمة فى إنتاجه، خاصة فى ولاية تكساس الغنية به، وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد صرح فى ديسمبر 2012 أن بلاده ستتخطى السعودية لتصبح أكبر منتج لنفط فى العالم فى 2017 بفضل النفط الصخرى، فيما عقدت أوبك اجتماعا فى نفس الشهر معربة عن قلقها إزاء ارتفاع إنتاج النفط الصخرى واعتبرته يهدد مستقبل الطلب على النفط الخام.