القاهرة-سهام أبوزينة
ارتفعت أسعار النفط الجمعة نحو 1% متعافية من انخفاضات سجلتها على مدى يومين، بعد أن أظهرت بيانات زيادة في مبيعات التجزئة الأميركية، مما ساهم في تهدئة المخاوف بشأن حدوث ركود في أكبر اقتصاد في العالم، وارتفع خام برنت 1% إلى 58.74 دولاراً للبرميل، بعد أن انخفض 2.1% الأربعاء و3%، وزاد الخام الأمريكي أيضاً 0.6% إلى 54.60 دولاراً للبرميل بعد أن تراجع 1.4% في الجلسة السابقة و3.3% يوم الأربعاء.
وأظهرت بيانات ارتفاع مبيعات التجزئة الأميركية 0.7% في تموز/يوليو، في الوقت الذي اشترى فيه المستهلكون مجموعة من السلع لكنهم خفضوا مشترياتهم من السيارات.
جاء ذلك بعد أن شهدت الأسواق العالمية موجة بيع عقب انقلاب عائد سندات الخزانة الأميركية للمرة الأولى منذ حزيران/يونيو 2007، وهو تطور عادة ما يُنظر إليه كمؤشر ذي مصداقية على ركود وشيك.
وما زال سعر برنت مرتفعًا نحو 10% هذا العام بفضل تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء مثل روسيا، المجموعة المعروفة باسم (أوبك+).
واتفقت (أوبك+) في تموز/يوليو على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى مارس 2020 لدعم أسعار النفط، لكن مساعي أوبك تقوضها المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة من الخام وزيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي.
توقعات متشائمة
في سياق متصل، قدمت "أوبك" الجمع توقعات متشائمة لسوق النفط للفترة المتبقية من عام 2019 مع تباطؤ النمو الاقتصادي وسلطت الضوء على تحديات 2020 في الوقت الذي يضخ فيه المنتجون المنافسون المزيد من الخام، مما يبرر الإبقاء على اتفاق تقوده "أوبك" لكبح الإمدادات.
وفي تقرير شهري، خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2019 بمقدار 40 ألف برميل يومياً إلى 1.10 مليون برميل يومياً، وأشارت إلى أن السوق ستسجل فائضاً طفيفاً في 2020.
والتوقعات المتشائمة التي ترجع إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، قد تعزز مبررات أوبك وحلفاء بما في ذلك روسيا للإبقاء على سياسة خفض الإنتاج لتعزيز الأسعار. وبالفعل، لمح مسؤول سعودي إلى اتخاذ خطوات أخرى لدعم السوق.
وقالت "أوبك" في التقرير: "بينما تبدو توقعات العوامل الأساسية للسوق متشائمة نوعاً ما لبقية العام، بالنظر إلى ضعف النمو الاقتصادي، والمشكلات التجارية العالمية الجارية وتباطؤ نمو الطلب على النفط، يظل من المهم المتابعة الوثيقة للتوازن بين العرض والطلب ودعم استقرار السوق في الأشهر المقبلة".
ومن النادر أن تعلن "أوبك" عن رؤية متشائمة لتوقعات السوق، وقلص النفط مكاسب حققها في وقت سابق بعد نشر التقرير وجرى تداوله دون 59 دولاراً للبرميل.
خفض الإنتاج
وعلى الرغم من التخفيضات التي تقودها "أوبك"، انخفض النفط من ذروة سجلها في أبريل 2019 عند ما يزيد على 75 دولاراً بفعل ضغوط من مخاوف التجارة وتباطؤ اقتصادي. وتنفذ أوبك وروسيا ومنتجون آخرون اتفاقاً منذ أول يناير لخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً. ومدد التحالف المعروف باسم (أوبك+) الاتفاق حتى مارس 2020 لتفادي ارتفاع المخزونات، مما قد يؤثر سلباً على الأسعار.
وأبقت "أوبك" على توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2020 عند 1.14 مليون برميل يومياً، بارتفاع طفيف مقارنة مع العام الجاري. لكن المنظمة أضافت أن توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2020 تواجه مخاطر نزولية.
وقال التقرير: "المخاطر المتعلقة بالنمو الاقتصادي العالمي تظل تميل إلى الجانب النزولي.. التطورات المتعلقة بالتجارة على وجه الخصوص بحاجة إلى إعادة نظر شاملة في الأسابيع المقبلة مع وجود احتمال نوعاً ما لإجراء مراجعة نزولية أخرى في أيلول/سبتمبر"، وقلصت "أوبك" توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي إلى 3.1% من 3.2%، وأبقت على توقعاتها لعام 2020 عند 3.2% في الوقت الحالي.
ارتفاع المخزونات
وذكر التقرير أن مخزونات النفط في الدول المتقدمة زادت في يونيو، مما يشير إلى اتجاه قد يعزز مخاوف "أوبك" بشأن تخمة نفطية محتملة. وتجاوزت المخزونات في يونيو متوسط خمس سنوات، وهو معيار تتابعه "أوبك" عن كثب، بمقدار 67 مليون برميل.
يأتي هذا على الرغم من تخفيضات الإنتاج التي تنفذها (أوبك+) وفاقد إضافي غير طوعي في إنتاج إيران وفنزويلا، وهما عضوان في "أوبك" يخضعان لعقوبات أمريكية. وأظهر التقرير أن "أوبك" عززت تخفيضاتها في تموز/يوليو، ووفقاً لبيانات تجمعها "أوبك" من مصادر ثانوية، انخفض إنتاج دول المنظمة البالغ عددها 14 بمقدار 246 ألف برميل يومياً مقارنة مع يونيو إلى 29.61 مليون برميل يومياً مع تعزيز السعودية لخفض الإمدادات.
وتكبح "أوبك" وشركاؤها الإمدادات منذ 2017، للمساهمة في التخلص من تخمة المعروض التي تكونت في الفترة بين 2014 و2016. وتمنح تلك السياسة دعماً مستمراً للنفط الصخري الأمريكي وإمدادات بقية المنافسين، ويشير التقرير إلى أن العالم سيحتاج إلى كمية نفط أقل بكثير من "أوبك" العام المقبل.
توقعات
توقعت منظمة "أوبك" أن يبلغ الطلب على النفط 29.41 مليون برميل يومياً العام المقبل بانخفاض 1.3 مليون برميل يومياً مقارنة مع العام الجاري. ورفعت توقعات 2020 بمقدار 140 ألف برميل يومياً مقارنة مع التوقعات الصادرة في الشهر الماضي.
ويشير التقرير إلى أنه سيكون هناك فائض في المعروض في 2020 بمقدار 200 ألف برميل يومياً إذا واصلت "أوبك" ضخ النفط بالمعدل المسجل في يوليو وظلت بقية العوامل متساوية.
قد يهمك ايضا:
الولايات المتحدة تعلن إصدار مذكرة لضبط ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1"
المغرب يلجأ إلى "تأمين دولي" لمواجهة وتغطية مخاطر ارتفاع الأسعار