الدار البيضاء -ناديا احمد
نظمت مؤسسة "التجاري وفا بنك"، في الدار البيضاء، ندوتها الحادية العاشرة ضمن سلسلة الندوات المنعقدة تحت شعار "لنتحاور من أجل فهم أفضل"، مركزة اهتمامها على موضوع "الملحون، بين الجانب الروحي وفن العيش".
وسمح هذا اللقاء، الذي نظم على شكل فطور مناقشة، لأكثر من 250 مدعوا من رجال الأعمال والثقافة والمجتمع المدني بالاستمتاع بموروث الملحون العريق الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية المغربية، حيث قدمت المؤسسة لضيوفها لحظة مميزة لتذوق واكتشاف بعض أشهر قصائد الملحون، مع التركيز على السياق الذي تم فيه نظمها والحمولة الفكرية التي تختزلها.
وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز المدير العام للمجموعة عمر بونجو، الأهمية الخاصة التي يكتسيها موضوع هذا اللقاء، مشيرا إلى أنه يسمح باكتشاف وإعادة اكتشاف بلاغة وقوة النصوص التي تميز القصائد المنظومة بدقة وبلهجة دارجة غنية وحبلى بالمجاز.
وذكر بونجو بالدور المهم الذي لعبه الملحون في التماسك الاجتماعي والتأثير السوسيو ثقافي لهذا التراث اللامادي الذي يعد ثمرة للثقافة الشعبية ويتوفر على كل الصفات التي تجعل منه تراثا عالميا مصنفا من لدن منظمة اليونيسكو.
وأوضح الكاتب المسرحي والخبير في الفنون التقليدية، عبد المجيد فنيش، بالمناسبة، تاريخ فن الملحون ونشأته في منطقة تافيلالت خلال عهد الموحدين، قبل أن يمتد لأهم مدن المملكة وينتشر بين صفوف الحرفيين والطبقة الشعبية والنخب الفكرية. وحرص فنيش على التطرق لمسار الشعراء الكبار الذين أبدعوا في نظم القصائد التي تم إنشادها في هذه الليلة، كما زود الحضور بمفاتيح تساعد على فهم معاني القصائد، مع التمييز بين المعنى الظاهر والمعنى الرمزي الذي تختزله تلك الأبيات الشعرية.
وأشار فنيش إلى أنه من الضروري إدراك الأهمية التي يكتسيها الإبداع الشعبي، مشيرا إلى أن فن الملحون تمكن من التكيف بشكل دائم مع التحولات الاجتماعية التي عرفها المغرب، سواء على مستوى الدارجة أو البنيات الاجتماعية أو نمط عيش السكان.