لندن ـ أ.ف.ب
خفض بنك التنمية الاوروبي الاربعاء قليلا توقعاته للمناطق التي يستثمر فيها، وقال ان ذلك يعود الى اسباب اهمها انخفاض اسعار النفط واضطرابات السوق والتوترات الدولية.
وقدم البنك الاوروبي للاعمار والتنمية تقييماته لمنطقة استثماره التي تضم 36 بلدا -- تتالف من دول في اوروبا الشرقية واسيا الوسطى وحوض البحر المتوسط -- في اليوم الاول من اجتماعه السنوي الذي يعقد في مقره في لندن.
وسيصوت المجلس الحاكم للبنك الذي تاسس قبل 25 عاما الاربعاء على اختيار رئيسه للسنوات الاربع المقبلة.
وذكرت مصادر مقربة لوكالة فرانس برس انه من شبه المؤكد اعادة انتخاب البريطاني سوما شاكرابارتي - الذي يتولى المنصب منذ 2012 . ويتنافس مع ماريك بيلكا الحاكم المنتهية ولايته للبنك المركزي البولندي.
وصرح شاكرابارتي للمشاركين في الاجتماع الاربعاء "جميع اجتماعات البنك السنوية لها طابع خاص. ولكن اجتماع هذا العام استثنائي لانه يصادف الذكرى الخامسة والعشرين لتاسيسه".
واضاف "خلال السنوات ال25 الماضية، استثمر البنك اكثر من 105 مليارات يورو (119 مليار دولار) في اكثر من 4500 مشروع وحقق الكثير".
وتوقع البنك الاربعاء ان يبلغ معدل النمو الاقتصادي في منطقة استثماره 1,4% في 2016.
ويقل ذلك قليلا عن توقعات تشرين الثاني/نوفمبر التي كانت بمعدل 1,6%.
الا ان هذا النمو يعد جيدا مقارنة مع نسبة 0,5% سجلت في 2015. كما توقع البنك نموا بنسبة 2,5% في 2017.
وقال البنك في بيان ان "التوقعات الاقل بقليل سببها انخفاض اسعار النفط منذ صدور التقرير السابق، وزيادة تقلبات اسواق المال العالمية وانخفاض تدفق راس المال الى الاسواق الناشئة في العالم، وضعف التجارة العالمية وزيادة التوترات الجيوسياسية".
كما سلط البنك الضوء على المخاطر الجيوسياسية "المرتفعة" خاصة في الشرق الاوسط وشرق اوكرانيا.
الا ان نائب كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك هانز بيتر لانكيس حذر من ان توقعات 2016 المنخفضة "تخفي صورة مقسمة".
ويتوقع ان تسجل دول اوروبا الشرقية والقوقاز -- التي تشمل دولا مثل ارمينيا وبيلاروسيا ومونتينغرو -- انخفاضا في النمو بنحو 0,2% هذا العام.
ويتناقض ذلك بشدة مع التوقعات السابقة بتحقيق نمو بنسبة 1,4%.
وقال البنك ان هذه المنطقة اضافة الى اسيا الوسطى تاثرت بشكل كبير ب"ضعف اسعار السلع والركود المتواصل في روسيا".
اما دول حوض المتوسط وهي مصر والاردن والمغرب وتونس، فقد خفض البنك توقعاته لنموها بشكل كبير الى 2,9% في 2016 مقارنة ب4,1% سابقا.
وقال البنك ان "ضعف ايرادات السياحة بسبب المخاوف الامنية وتباطؤ التجارة العالمية يلقيان بثقلهما على التوقعات في جنوب وشرق المتوسط اضافة الى تركيا".
الا ان المناطق الاخرى التي يستثمر فيها البنك - وسط اوروبا والبلطيق وجنوب شرق اوروبا - شهدت تحسن التوقعات بسبب انخفاض اسعار لطاقة والسياسة المالية الجيدة في منطقة اليورو المجاورة.
تاسس البنك الذي يستثمر في المشاريع الخاصة مع شركاء تجاريين، في 1991 لمساعدة الجمهوريات السوفياتية السابقة على الانتقال الى اقتصاد السوق الحر والديموقراطية.
ووسع البنك نشاطاته في السنوات الاخيرة لتشمل تركيا والاردن وشمال افريقيا.