موسكو - المغرب اليوم
قال البنك المركزي الروسي إن أسعار السلع الاستهلاكية الغذائية وغير الغذائية والخدمات ارتفعت بشكل ملموس خلال الفترة الماضية، نتيجة جملة عوامل، ومنها بصورة خاصة ضعف الروبل الروسي.
وفي تقرير بعنوان «ديناميكية الأسعار الاستهلاكية: حقائق وتقديرات»، أوضح «المركزي» أن «ضعف الروبل خلال العام الحالي كان له تأثير كبير على ديناميكية أسعار المنتجات الغذائية، والمنتجات والخدمات غير الغذائية»، وأشار إلى «ارتفاع معدلات النمو السنوية لأسعار السلع الطبية والأثاث والسلع الكهربائية وغيرها من الأجهزة المنزلية، فضلا عن خدمات السياحة، وذلك على وجه الخصوص خلال الفترة من أغسطس (آب) حتى سبتمبر (أيلول)».
في الوقت ذاته فإن «نمو الطلب، الذي انعكس بدوره في زيادة ملحوظة في مبيعات التجزئة لهذه المجموعة من السلع خلال شهر أغسطس، كان له أثر متصاعد على ديناميكيات أسعار المنتجات غير الغذائية». ويُرجع التقرير هذا المشهد إلى «بقاء توقعات التضخم العالية، على خلفية ضعف الروبل الروسي».
وأشار إلى استطلاعات للرأي قال عنها إن غالبية المشاركين فيها عبروا عن اعتقادهم بأن «ديناميكية سعر صرف الروبل سبب رئيسي للارتفاع المتوقع على الأسعار».
وقال المركزي إن التضخم السنوي سجل ارتفاعاً من 3.1 في المائة في شهر أغسطس، حتى 3.4 في المائة في شهر سبتمبر الماضي، وأكد أن هذا الارتفاع يتوافق تماماً مع مسار التوقعات الأساسية.
وتوقع «المركزي» استمرار ارتفاع أسعار السلع الغذائية وغير الغذائية، والخدمات خلال العام القادم. وقال إنه «من المتوقع أن تكون هناك زيادة في معدلات نمو الأسعار حتى 5 إلى 5.5 في المائة في عام 2019»، موضحا أن هذا أيضا نتيجة ضعف الروبل والتضخم الغذائي، وكذلك الزيادة المخطط لها مع مطلع العام القادم على ضريبة القيمة المضافة.
وبالنسبة للتضخم السنوي، فمن المتوقع أن يرتفع حتى مستوى ما بين 3.8 إلى 4.2 في المائة في عام 2018. على أن يعود إلى المستوى المستهدف بنسبة 4 في المائة خلال النصف الأول من عام 2020.
في شأن متصل، قالت مؤسسات مالية دولية إن سعر صرف الروبل حاليا أقل من السعر العادل، وقال بنك «جي بي مورغان»، في تقرير أعدته المحللة الاقتصادية أنيجكا كريستوفا، إن الروبل في الأشهر المقبلة سيكون أكثر استقرارا من عملات الدول النامية الأخرى، لا سيما الليرة التركية، والراند الجنوب أفريقي، ومن المتوقع أن يجري تداوله في نهاية مارس (آذار) المقبل بسعر نحو 65.5 روبل لكل دولار أميركي. وترى مُعدة التقرير أن «الروبل يمتلك عناصر أمان، لأن قيمته الآن أضعف من سعر الصرف العادل».
ووفقا لمنهجية تقدير سعر الصرف التي يعتمدها «جي بي مورغان»، فإن الروبل الروسي مقدر حاليا بأقل من قيمته بنسبة 8.3 في المائة. وإذا تم استثناء مشتريات المركزي الروسي للعملات الصعبة من السوق، وبناء على أسعار النفط الحالية، فإن قيمة الروبل حاليا منخفضة نحو 15.6 في المائة عن القيمة العادلة.
ويشير التقرير إلى عناصر أخرى ستمنح الروبل المزيد من القوة والأمان خلال الفترة المقبلة، وفي مقدمة تلك العوامل السعر المرتفع للنفط (يتوقع البنك أن يصل سعر النفط حتى 90 دولارا للبرميل)، واستقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي في روسيا.
وفي وقت سابق، خلص كريستيان فيتوسكا، الاقتصادي في «دويتشه بنك»، إلى استنتاجات مماثلة. ووفقاً لنموذجه، أصبح الروبل يحتل المرتبة الثالثة على قائمة أعلى 21 عملة مقومة بأقل من قيمتها. ويقول إن العملة الروسية مدعومة بمجموعة من العوامل، وهي: ارتفاع سعر الفائدة، واحتياطيات النقد الأجنبي، وتعليق عمليات شراء العملة وفقاً لقاعدة الميزانية، والارتفاع المتوقع لأسعار النفط.