واشنطن - المغرب اليوم
يقولون إن الصورة بألف كلمة، لكن في عصرنا الحالي هناك في ثنايا الصور الرقمية التي نلتقطها بكاميراتنا الحديثة، ما هو أكثر من ذلك بكثير؛ كما يقول الباحث جيرون أندروز.
في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2020، نشر البيت الأبيض صورتيْن للرئيس الأمريكي وقتذاك دونالد ترامب، وهو يوقع أوراقا ويطلّع على إحاطات. قبل ذلك بيوم واحد، كان ترامب قد أعلن أنه أصيب بفيروس كورونا المستجد، ما جعل خطوة نشر هاتين الصورتين، تبدو كما لو كانت محاولة لإظهار أنه في صحة طيبة. وقد نشرت كريمته إيفانكا إحدى الصورتين عبر حسابها على موقع تويتر، مع تعليق يقول: "ما من شيء يمكن أن يوقفه عن العمل من أجل الشعب الأمريكي. دون هوادة!" لكن أصحاب العيون المدققة لاحظوا شيئا ما بدا غير معتاد في صورتيْ ترامب هاتين.
فالصورتان، اللتان التُقِطتا في غرفتيْن مختلفتيْن في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني، وظهر ترامب في إحداهما مُرتدياً سترة بينما اكتفى في الأخرى بقميص أبيض اللون، أوحيا - على ما يبدو - بأنه يمارس واجباته الرئاسية طوال اليوم، برغم مرضه، خاصة في ضوء تزامن نشرهما مع التصريحات التي تحدثت عن أنه يتمتع بصحة جيدة، وأنه يؤدي عمله بشكل معتاد. لكن خانة التوقيت الظاهرة على طرفيْ الصورتين، أشارت إلى شيء مختلف، فقد أظهرت أن الفارق الزمني بين كل منهما لم يتجاوز 10 دقائق.
ومع أنه كانت هناك بالطبع عدة تفسيرات لهذا التقارب الزمني الشديد، من قبيل أن الوقت المتاح للمصور، ربما كان يتمثل في تلك الدقائق الـ 10 فقط، وأن ذلك تزامن مع رغبة ترامب خلال الفترة ذاتها في الانتقال من غرفة لأخرى، فإن البيت الأبيض لا بد وأنه لم يكن سعيدا، بمن لاحظوا خانة التوقيت في الصورتين، فقد قاد ذلك وسائل الإعلام والمعلقين للتساؤل عما إذا كان تصويرهما قد رُتِبَ لإيصال رسالة سياسية ما، بل وللتشكيك في ما إذا كان ترامب قد عمل بالفعل "دون هوادة"، خلال فترة وجوده في المستشفى، من عدمه.