لندن _ المغرب اليوم
أظهرت التجارب أنه إذا شعر أحد بنظرة شخص آخر لحظة اتخاذ قرار، فسيواجه صعوبة في اتخاذه. وعلى وجه الخصوص، يمكنه تغيير نواياه حتى لو نظر إليه إنسان آلي (روبوت على هيئة الإنسان).
وقد نُشرت نتائج البحث بهذا الشأن في المجلة العلمية Science Robotics. وقالت الباحثة وصاحبة الدراسة، أنيشكا فيكوفسكا: "سنتعامل أكثر فأكثر مع الروبوتات في حياتنا اليومية، لذلك من المهم لمخترعيها ألا يدركوا الجوانب التكنولوجية، فحسب بل وأن يفهموا تفاصيل استجابة البشر على تصرف الروبوتات". وشملت الدراسة التي أجرتها، فيكوفسكا وزملاؤها 40 متطوعا. طُلب منهم المشاركة
في لعبة تعتمد على نموذج Hawks and Doves (الصقور والحمام) الشهير باستخدام الروبوت iCub. وتقضي اللعبة بنوع من التنافس بين سائقين يسيران بعضهما نحو الاخر في أجهزة محاكاة المرور. واعتمادا على دور في اللعبة - عدواني أو سلمي - يقوم بأدائه المشارك وخصمه، إما أن يتلقى السائقان "إصابات" في التصادم، أو لا يتعرضان لأضرار. ومن خلال مراقبة نشاط دماغ المتطوعين أثناء اللعب مع الروبوت اكتشف العلماء تفاصيل مثيرة للاهتمام. وإذا "نظر" الروبوت إلى الشخص في الوقت الذي كان مصمما على تفادي الاصطدام أو الاستمرار في السير، كان القرار صعبا
بالنسبة للمشارك في التجربة. في الكثير من الأحيان، يغيّر المشاركون نواياهم بسبب نظرة من الروبوت. ويعتبر ذلك أمرا مثيرا للدهشة، حيث عادة ما يتفاعل الشخص مع النظرة، مدركا أن هناك نوعا من التفاعل الاجتماعي وراءها. مع ذلك، ففي حال وجود الروبوت، لم يحدث شيء من هذا القبيل. وتوصل العلماء إلى استنتاج مفاده بأن إعطاء الروبوتات سمات بشرية بحتة - ليس فقط خارجية، بل سلوكية أيضا - يمكن أن يلعب دورا إيجابيا أو سلبيا للبشر. ويقول العلماء إن هذا الأمر يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند تصميم مثل هذه الروبوتات في المستقبل. وتأمل فيكوفسكا وزملاؤها بأن تساعد نتائج بحثهم مخترعي الروبوتات - بما في ذلك تلك التي ستتفاعل باستمرار مع البشر - على تصميمها بأفضل طريقة ممكنة.
قد يهمك ايضا
سبيس إكس تطلق روبوت من النمل والأفوكادو إلى محطة فضائية
الروبوت الحرباء يفسح المجال نحو أنماط جديدة من التخفي والتمويه