لندن - سامر شهاب
قالت شركة "بلاك بيري" لتصنيع الهواتف الذكية، الاثنين، "إنها وقعت على خطاب تعتزم فيه مجموعة تقودها شركة "فيرفاكس فاينانشال هولدينغز"، وهي شركة استثمار وتأمين كندية ومساهمة في "بلاك بيري"، لدفع أسهم مالية لشركة "بلاك بيري" تصل إلى 9 دولارات للسهم الواحد نقدًا، من أجل أخذ شركة الهواتف المحمولة وتحويلها إلى شركة خاصة، فيما يعد العرض الذي يبلغ قيمته 4.7 مليار دولار من شركة "فيرفاكس" ،
التي تملك بالفعل ما يقرب من 10% من شركة بلاك بيري، دليلا قويًا على تراجع شركة "بلا بيري" التي كانت رائدة في تصنيع الهواتف الذكية، وجاء العرض بعد أن أعلنت "بلاك بيري"، الجمعة، الماضية أنها تتوقع الإبلاغ عن خسائر تشغيل فصلية ضخمة تقترب من 1 مليار دولار، وهي الخسائر الناجمة إلى حد كبير عن فشل خط إنتاج نسخة الهاتف "بلاك بيري10"، والذي كان من المفترض أن يعمل على إحياء مبيعات الشركة، هذا و قالت الشركة "إنها تخطط لتقليص قوتها العاملة ما يقرب من 40 % ، والذي يعادل 4.500 شخص.
ولم تحدد "فيرفاكس" المستثمرين الآخرين في الصفقة. وعلى الرغم من أن العرض قد يطيح بمنافسين محتملين، فإنه من غير الواضح من هو المنافسين الآخرين الذين قد يميلون للدخول في الصفقة، مما يعطي للشركة آفاقًا غير مؤكدة، وقد أعطى المستثمرون موافقتهم، الاثنين، على ارتفاع أسهم "بلاك بيري" بنسبة 1% ليصبح 8.82 دولار، ولكنهم فشلوا في الوصول إلى سعر 9 دولارات للسهم الواحد.
وجاء العرض بعد أن أعلنت "بلاك بيري"، الجمعة، الماضية أنها تتوقع الإبلاغ عن خسائر تشغيل فصلية ضخمة تقترب من 1 مليار دولار ، وهي الخسائر الناجمة إلى حد كبير عن فشل خط إنتاج نسخة الهاتف "بلاك بيري10"، والذي كان من المفترض أن يعمل على إحياء مبيعات الشركة، وقالت الشركة أيضا "إنها تخطط لتقليص قوتها العاملة ما يقرب من 40 % ، والذي يعادل 4.500 شخص.
ومن أجل الاستشعار بأن هذه الفرصة يمكن أن توقف الانخفاض في أسهم الشركة، وإمكانية الابتعاد عن المزاد، انتهز مجلس إدارة شركة بلاك بيري الفرصة، ووقع بسرعة على العرض. وجاء إعلان تفاصيل الصفقة معا في غضون ساعات صباح يوم الاثنين.
ومن جانبه قال رئيس شركة "فيرفاكس" ومديرها التنفيذي بريم واتسا، للمساهمين في آذار / مارس "إن الشركة دفعت بمتوسط سعر 17 دولارًا لأسهمها في بلاك بيري، مما أتاح له اهتمام واضح على الأقل في المماطلة وكسب الوقت بخصوص أسهم بلاك بيري .
ويقول العديد من المحللين "إنه من غير الواضح كيف يمكن لمجموعة "فيرفاكس" أن توقف الانهيار السريع لشركة "بلاك بيري" أو العمل على استقرار الشركة".
و يضيف ، محلل الاتصالات السلكية واللاسلكية بشركة " Ovum " يان داوسون ، " كان هناك الأسبوع الماضي إعلان أساسي ورئيسي بأنهم يتركون قطاع الهواتف . واضاف "لكن اختيار أي سوق يحاولون الخوض فيه، فهناك أسواق قوية، ومنافسين راسخين وثابتين. "
ونظرا للمخاطر العالية التي تنطوي علي الاستثمار في شركة "بلاك بيري"، واحدة من المسائل الأكثر إلحاحا التي تحيط بالصفقة هي هوية أي شخص على استعداد للاستثمار في الشركة جنبا إلى جنب مع شركة فيرفاكس . وهناك أحد الأفكار المتاحة وهي حقيقة أن بايرون تروت ، المصرفي الذي يتم استخدامه من قبل رجل الأعمال البارز وارن بافيت، إنه يقدم المشورة لشركة "فيرفاكس" ، ويعمل تروت وشركته " BDT & Company " غالبًا مع مستثمرين في القطاع الخاص أثرياء .
وقال أشخاص مطلعون على الوضع، "إن المؤسس المشارك في شركة بلاك بيري والذي تنحى عن الرئيس التنفيذي المشارك في عام 2012 مايك لازاريديس ، كان مهتما في عمل عرض مع مستمرين في القطاع الخاص . وهو ما أدى إلى تكهنات يوم الاثنين بأنه قد ينضم إلى مجموعة "فيرفاكس" .
فيما يبقى غير واضح كيف سيتم تمويل هذا الاستحواذ" . ولم تفصح "فيرفاكس" عن المبلغ النقدي التي هي مستعدة لوضعه تجاه الصفقة، أو ما هو كم الديون الذي يتوقع أن تستحوذه "بلاك بيري". وبلاك بيري إلى حد كبير خالية من الديون، وكان لديها ما يقرب من 2.6 مليار دولار نقدا في نهاية الربع الأخير ، وتترك فقط بضع مليارات من الدولارات اللازمة لعملية الاستحواذ.
ولكن أي بنك أن يقدم التمويل يمكن أن يأخذ على عاتقه المخاطر. فالشركة استهلكت ما يقرب من 500 مليون دولار من أموالها خلال الربع الأخير، في حين أن عمليات التسريح المقبلة و تباطؤ المبيعات يزيد احتمال أنه حتى أكثر من ذلك قد يتلاشى في الربع الحالي .
وإذا قبلت بلاك بيري صفقة أخرى أو تخلت عن عرض "فيرفاكس" قبل أن يتم التوقيع على الاتفاق النهائي، فإن "بلاك بيري" تكسون مدينه لشركة "فيرفاكس" بما يقرب من 157 مليون دولار، وإذا تخلت عن العرض بعد توقيع اتفاق رسمي ، فستكون مدينه لـ"فيرفاكس" بما يقرب من 262 مليون دولار، ولا يظهر الاتفاق ربط "فيرفاكس"، والتزامها بـ 9 دولارات للسهم الواحدة، وبعد مزيد من الاجتهاد، قد تقرر "فيرفاكس" خفض عرضها.
ووفي السياق ذاته يضع المحللون تقديرات قيمة براءات الاختراع بما يقرب من 2 مليار دولار . ولكن السوق ليس لبراءات الاختراع فحسب، وبلاك بيري لا تتحكم مباشرة في العديد من براءات الاختراع الأكثر أهمية ، والتي تتقاسمها مع شركات تكنولوجيا أخرى مثل شركة آبل ومايكروسوفت.
ومع ذلك، لا تزال "بلاك بيري" لديها دعم قوي للسيد واتسا . فقد استقال من مجلس شركة بلاك بيري في آب/ أغسطس لتجنب أي تضارب في المصالح بعد أن أعلنت الشركة أنها دخلت في مراجعة استراتيجية قد تشمل البيع .
و يشار إلى أن "فيرفاكس" تستخدم التحوط وممتلكات نقدية كبيرة لحماية المستثمرين من الاستثمارات الفاشلة . وحتى من دون الانسحاب من قطاع الهاتف ، قالت إدارة بلاك بيري انها تخطط لتوسيع قطاع البرمجيات في الشركة. فشركة بلاك بيري لديها خطط طموحة لبرمجياتها الجديدة التي تسمح للشركات بمراقبة وإدارة الأجهزة المحمولة للموظفين، بما في ذلك أجهزة ""iPhone و الهواتف "الأندرويد". وقامت أيضا بمجهودات لتحويل خدمة الرسائل الفورية الخاصة ببلاك بيري إلى خدمة لوسائل الاعلام الاجتماعية .
بينما في تلك المناطق، كما هو الحال في مجال الهاتف، وقفت "بلاك بيري" أمام منافسين كبار وممولين جيدًا مثل "مايكروسوفت" و"فيسبوك" .
جدير بالذكر أنه إذا لم تذهب "بلاك بيري" على تخصيص الشركة، فإنها ستكون ثاني شركة تكنولوجيا كبرى منتجاتها عفا عليها الزمن تسير في هذا الطريق، فقد تم شراء شركة "Dell" ، صانعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية ، من قبل مؤسسها، مايكل ديل. وتم شراء شركة " سيلفر ليك بارتنرز" هذا الشهر مقابل 24.9 مليار دولار .