كشفت بريطانيا عن وسيلة جديدة (عبارة عن نظارة وقفازات وسماعة رأس) يمكن من خلالها القيام بجولة تفاعلية "داخل ذهن وعقل" أحد المصابين بالاختلال العقلي والخرف.
وتعتمد هذه الوسيلة التي تحمل اسم "جول الجنون الافتراضية" على تبديل المشاعر والأحاسيس والإدراك بهدف
محاكاة التجارب اليومية للأفراد الذين يعانون من الاضطرابات العصبية والذهنية مثل مرض الزهايمر.
ويستعمل المستخدم لهذه الوسيلة نظارة لا تسمح له سوى برؤية اتجاه واحد ورؤية أشياء تسبب له أحاسيس ومشاعر غير مريحة وعصبية، وسماعة رأس يسمع من خلالها خلفية صوتية مليئة بالضوضاء ، وقفازات تعمل على تعطيل أو تأخير حاسة اللمس عنده.
وعقب ذلك يُطلب منه القيام بخمس مهام بسيطة مثل قراءة ما هو مكتوب على الحائط ، وزوج من الجورابات وأن يصب كوبا من الماء وان يعقد عقدة وأن يكتب ملاحظة.
وقال مخترعو هذه الوسيلة أنها تهدف إلى زيادة الوعي والتفهم لحالات الاختلال العقلي والجنون وتحسين مستوى الرعاية لهم.
وأشاروا إلى أن فترة الحيرة والارتباك الافتراضية التي يتعرض لها المستخدم للجهاز والتي تستغرق 8 دقائق سوف تساعد القائمين على رعاية المختلين عقليا مثل الأطباء والممرضين في تفهم الإحساس بمشاعر مرضى الجنون أو الخبل أو الزهايمر في العالم.
وتم تجربة تلك المعدات على مرضى في المراحل الأولى من الاختلال العقلي وذلك بهدف التمكن من مدى دقتها.
ودعت شركة "التدريب من أجل الرعاية المحدودة" التي تقوم بهذه البرامج التدريبية في بريطانيا، الحكومة إلى ضرورة جعل هذا البرنامج إجبارياً على العاملين المحترفين في مجال الصحة كافة.
ولاقت فكرة هذا النوع من التدريب ترحيبا من بعض الممرضات المتخصصات في مجال رعاية المختلين عقليا وذهنيا، وقالت كارين هاريسون دينينغ أن هذه التكنولوجيا الجديدة مثيرة للغاية ومهمة جدا لكل فرد يعمل في مجال الرعايا حتى يستطيع أن يتفهم جيدا الحالة المرضية التي يتعامل معها.
وأضافت أنه على الرغم من أن وسائل الإعلام تقدم العون في زيادة الوعي بتجارب ومشاعر المرضى إلا أن هذه التكنولوجيا الجديدة تعد بمثابة إضافة جديدة في هذا المجال.
وطالب مدير برامج التدريب بالشركة جلين نايت والتي تملك حق استخدام هذه التكنولوجيا في بريطانيا، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتمويل هذه التكنولوجيا، خصوصا وأنه دائما ما يطالب بزيادة الإحساس بهؤلاء المرضى.
وشدد على ضرورة أن يتم تطبيق هذه الرحلة ألافتراضيه عليه كي يطل بوعيه على مشاعر هؤلاء، لافتا إلى أن تلك الرحلة الافتراضية غير عادية ومثيرة للعواطف ومحفزة على التفكير.
ودعا إلى تطبيق هذه التكنولوجيا على أهالي المرضى بغية المزيد من الحس بهم وبمعاناتهم والتعاطف معهم على نفس المستوى الذي يتعاطفون به مع مرضى مثل السرطان