واشنطن ـ المغرب اليوم
تعد البقعة الحمراء العظيمة واحدة من أكثر السمات المعروفة في الغلاف الجوي للمشتري والنظام الشمسي بأكمله، وهي عاصفة يفوق حجمها كوكب الأرض. وتتميز العاصفة المتحركة بعكس اتجاه عقارب الساعة، وهي مقاومة للأعاصير، بسرعات تصل إلى 500 كلم في الساعة، وهذه الميزة البارزة، التي لوحظت منذ عام 1830، كانت منذ فترة طويلة مصدرا لحيرة العلماء وموضوعا هاما للدراسات العلمية.
وما تزال الكثير من المعلومات حول البقعة الحمراء العظيمة غير معروفة، بما في ذلك متى وكيف تشكلت، وما الذي أعطاها لونا أحمر لافتا، ولماذا استمرت لفترة أطول من العواصف الأخرى التي لوحظت في الغلاف الجوي للعملاق الغازي، ومع ذلك، يعتقد علماء الفلك أن موقعها في خط العرض، والذي يلاحظ دائما على بعد 22 درجة جنوب خط الاستواء لكوكب المشتري، يرتبط بنطاقات سحابة بارزة في الغلاف الجوي لكوكب المشتري.
وتملك الأرض كتلا برية تسبب فقدان العواصف الكبرى للطاقة جراء الاحتكاك بسطح صلب، بعكس كوكب المشتري، الذي من دون هذه الميزة، تكون العواصف فيه أطول، ورغم ذلك، فإن البقعة الحمراء العظيمة طويلة الأمد، حتى بمعايير كوكب المشتري، ما تزال غير مفهومة تماما، لكن العلماء يعرفون أن عواصف كوكب المشتري التي تقع في نطاقات أحزمة السحب ذات اتجاه الدوران ذاته، تميل إلى أن تكون طويلة الأمد، وهذه السحب الملونة التي تعمل بالتناوب، هي عبارة عن أحزمة داكنة ومناطق فاتحة تدور باتجاهات معاكسة، بالتوازي مع خط استواء المشتري.
ويقترح العلماء أن الاختلافات في التركيب الكيميائي ودرجة الحرارة وشفافية الغلاف الجوي للضوء، هي العوامل المساهمة في إعطاء الأحزمة والمناطق لونها، فيما أظهر تحليل للبيانات التاريخية التي تم الحصول عليها مؤخرا حول البقعة الحمراء العظيمة، أنها تتقلص وتصبح أكثر استدارة وأطول، وتغير لونها أيضا بمرور الوقت، بعد احتدامها لمدة 300 عام.
ولا يعلم العلماء حتى الآن، ما الذي يدفع البقعة الحمراء العظيمة نحو هذه التغييرات، وماذا سينتج عنها في ما يتعلق بمستقبل هذه العاصفة العظيمة على العملاق الغازي، ولذا، تقوم مركبة "جونو" الفضائية، التابعة لوكالة ناسا، والتي تدور حاليا حول كوكب المشتري، بجمع المزيد من البيانات حول الأحزمة السحابية والبقعة الحمراء العظيمة، حيث يتوقع أن توفر البيانات الجديدة رؤى ثاقبة للعديد من الميزات في الغلاف الجوي للمشتري.
قد يهمك أيضا ..
غرامة مالية على أولياء الأمور الممتنعين عن إلحاق الطلبة بالمدارس في تونس