واشنطن ـ المغرب اليوم
يخضع روّاد الفضاء لتدريبات مرهقة في بيئات محاكاة تهدف إلى إعدادهم للتأقلم مع الظروف خارج الغلاف الجوي للأرض، وذلك قبل الدخول للمركبة الفضائية للسفر إلى الفضاء، ويتم اختبار كل شيء بدءا من الطاقم ووصولا إلى أصغر الأدوات، لذلك يخطط الباحثون لإعادة تهيئة ظروف سطح القمر على الأرض، في إطار السعي المتزايد للعودة إلى القمر.
وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر، أنها تعمل على تجهيز منشأة جديدة في مركز الفضاء التابع إلى وكالة الفضاء الأوروبية بكولونيا في ألمانيا، سيستخدم قريبا لبناء نسخة مصغرة من سطح القمر على الأرض.
ويستخدم هذا البرنامج الذي أطلق عليه اسم "Luna"، في اختبار تقنيات وأدوات جديدة وأنظمة يمكن أن تعتمدها طواقم المستقبل أثناء استكشاف القمر وإنشاء قاعدة على سطحه.
ويحاكي العلماء من خلال هذا المشروع أيضا التربة القمرية التي سيتم إنشاؤها على مساحة 1000 متر مربع داخل مركز الفضاء الألماني، وسيكون المركز مدعوما بنظام مماثل للطاقة الشمسية في الفضاء، وهو ما سيمهد الطريق أمام الاستكشافات المستقبلية للقمر، والتي تتنافس العديد من الوكالات في جميع أنحاء العالم حاليا على تحقيقها.
وقال أندريا ديكمان، وهو مدير مشاريع وكالة الفضاء الأوروبية للتخطيط الاستراتيجي والتطوير المستقبلي، إن "القمر هو محور أساسي لوكالة الفضاء الأوروبية وهو الخطوة المقبلة للبحث عن البشر"، وأضاف أن مشروع "Luna" سيساعد في بناء الخبرات والاستعداد للبعثات إلى القمر، إذ إنه يوفر منصة للباحثين في جميع أنحاء أوروبا لاختبار التكنولوجيا والأدوات.
ويجلب الفريق المشرف على المشروع بديلا للغبار القمري من مسحوق بركاني ناتج عن ثوران بركاني في منطقة بركان إيفل القريبة من المركز، عمره 45 مليون عام.