القاهرة-المغرب اليوم
منذ أكثر من 50 عامًا اكتشفت شغفها بالمجوهرات وتصميمها بعد قراءة كتاب باللغة الألمانية عن المجوهرات التراثية، فحاولت تخطي كلّ الحواجز؛ لتستهلّ مسيرة جديدة في حياتها تنحت من خلالها تصميمات تعبّر عن تراث بلدها، لكونها تؤمن بجمال التراث المصري. إنها المصممة المصرية عزة فهمي «Azza Fahmy».في لقاء ابنة المصممة عزة فهمي، فاطمة غالي، وهي الرئيسة التنفيذية للدار، في حوار خاص أخبرتنا فيه عن الإستراتيجيات التي تُعدّ سر نجاح علامة عزة فهمي ووصولها إلى العالمية، وكيف كان لوالدتها دور كبير في تقبّل الفشل؛ لأنه أساسي في طريق النجاح.تقول كانت والدتي في جولة على معرض الكتاب، عندما استرعى انتباهها كتاب خاص بالمجوهرات. كان الكتاب باللغة الألمانية، وهي لغة لا تجيدها ولا تتقنها، إلا أنه شدّها بطريقة لا توصف؛ فأشعل داخلها الشغف بالمجوهرات، وكشف عن عشقها للتصميم.
و أرادت أمي أن تتعلم فن تصميم المجوهرات، إلا أنه لم يكن لديها فرصة مُتاحة للقيام بذلك. الطريقة الوحيدة التي كانت لديها للتعلّم هي الذهاب إلى خان الخليلي.هذه القصة في الستينيّات حيث كانت عزة في أوائل العشرينات من عمرها. لم يكن حينذاك مستحبًا لفتاة جامعية من عمرها أن تذهب إلى خان الخليلي، مكان الورش وتصنيع المجوهرات، إلا أنها واجهت قيود بعض التقاليد واستكملت المضي خلف حلمها وشغفها. هناك، انفتحت أمامها أبواب الكاليغرافي وتصميم وترجمة الأشكال التي تراها من شبابيك وأبواب قديمة على المجوهرات التي تصممها. والآن، لدى علامة عزة فهمي الكثير من المجوهرات المستوحاة من الفن المعماري مثل مجموعة العهد المملوكي؛ كما أننا نستوحي من الخط والشعر، ومن السجاد والطبعات المرسومة عليه.
وقالت توجد الكثير من التحديات التي تلازمنا في عملنا، فالمركز الرئيس لتصميم المجوهرات والأزياء هو أوروبا؛ لذا فإن القادم من خارج تلك القارة، بالأخص من خارج فرنسا وإيطاليا، يواجه تحديات صعبة جدًا للدخول إلى هذا العالم والوصول إلى العالمية، سواء من ناحية المواد المتوافرة للتصنيع أو اليد العاملة المطلوبة أو السوق المحلي، وغيرها الكثير.إن علامة عزة فهمي في تحدٍّ مستمر؛ كي تصل إلى مستوى عالمي، فقد أسسنا مدرسة التصميم الخاصة بالدار، بالإضافة إلى مجلس الأزياء والتصميم؛ كي نساعد المصممين الصغار على تسهيل حياتهم المهنية ونجعلهم يتجنبون - إلى حد ما- ما مررنا به من صعوبات وتحديات.و إننا بطبيعتنا نؤمن جدًا بالتعاون والشراكات؛ فهي توجهنا نحو توسيع آفاق تفكيرنا والخروج عما هو مألوف بالنسبة إلينا. فضلاً عن ذلك، فالشراكات هي بمنزلة تحدٍّ جميل، بالأخص عندما تُطلب منّا أفكار لتصميمات معينة لسنا معتادين عليها، وتجعلنا نفكّر خارج الإطار. على سبيل المثال، لقد مكّنا المتحف البريطاني، الذي تعاونا معه لتصميم مجموعة حلي الحج رحلة في قلب الإسلام من الوصول إلى أرشيف غني، فكان ذلك بالفعل بمنزلة شرف وامتياز حصري لنا.
واكدت تُعدّ اتفاقات التعاون والشراكات التي أجريناها واحدة من أهم الإستراتيجيات التي ساعدتنا في الوصول إلى العالمية. فضلاً عن ذلك، من الإيجابي أنه من طبيعتنا أن نندمج بسرعة مع السوق الذي ندخله حتى لو كان خارج العالم العربي؛ ما يساعد على العالمية، فذلك جزء من استراتيجيتنا.وقالت تعلّمت من عزة فهمي الكثير، إلا أن أكثر ما أقدّره هو أنني أخذت من شخصيتها عدم إيماني بالمستحيل؛ فذلك ليس موجودًا في قاموسها، فهي عندما تضع هدفًا معينًا نصب عينيها تسعى إلى تحقيقه سواء كان ذلك اليوم أو غدًا.وان علامة عزة فهمي هي عبارة عن مؤسسة عائلية، وذلك ليس بالأمر السهل؛ إذ يجب علينا دائمًا أن نفصل بين الحياة الشخصية التي تلعب فيها عزة دور الأم الحنون، والحياة المهنية التي تكون فيها عزة صاحبة العلامة وربة عملي.
وان جزء من رسالتنا هو أن نجعل ثقافتنا العربية على وجه العموم وثقافتنا المصرية خصوصاً؛ تصل إلى العالمية من خلال مجوهرات عزة فهمي. إننا نريد أن ننقل للعالم أجمع الصورة الجميلة لثقافتنا التي تنضوي على الفن والرقي؛ فعندما افتتحنا متجرنا في لندن لم نتوقّع أن تحدث مجوهراتنا ضجة، وأن تحبها السيدات البريطانيات؛ نظرًا لخط الكاليغرافي القريب من كتابة القرآن، إلا أنهن قد عشقن هذه القطع عندما أخبرناهنّ بأنه شعر عربي عريق، وأَضْحَيْنَ على يقين بالشعراء العرب أمثال الرومي وجبران خليل جبران.وتقول إننا نعمل على التوسع من خلال طريقتين: التوسّع الجغرافي، وهو إيصال علامة عزة فهمي إلى العالمية. ونقوم بذلك سواء من خلال اتفاقات التعاون والشراكات أو من خلال افتتاح متاجر في بلدان جديدة.
التوسّع الثاني هو الأفقي، أي أن تصبح العلامة متخصصة ليس فقط في تصميم المجوهرات، وإنما خطوط لايف ستايل أخرى مثل الأزياء وقطع الديكور وغيرها؛ مع الحفاظ بشكل أساسي على هوية الدار.و يتميز متجر THAT بطابع مميز وفريد، وقد أردنا من خلال تعاوننا معه أن نخلق للعميلة تجربة تسوّق مجوهرات عزة فهمي بأسلوب مريح.حاولنا أن نمزج في المجموعة الموجودة هنا بين القطع الكلاسيكية التي تناسب مختلف الأذواق، والقطع العصرية التي تبحث عنها الشابات بشكل دائم.
قد يهمك أيضا:
"تقرير يؤكد أن الأثرياء هم الأكثر إقبالا على شراء النسخ "المقلدة
سليم مزنّر يؤكد أن قطعة "أمل" هي بمثابة جائزة أوسكار في عالم المجوهرات