باريس ـ المغرب اليوم
اختارت علامة Ermenegildo Zegna XXX مبنى صناعياً ضخماً في حالةٍ من الهلاك لتُقيم فيه عرض أزيائها لموسم صيف 2020.
تمتدّ منصة العرض تحت أسقف عالية جداً كانت تحتضن مسرح Area Falck، وهو عبارة عن معلم للحداثة تحوّل مع مرور السنوات إلى أرض مقفّرة في قلب المدينة.
لكن هذه البقعة المنسيّة ستستعيد الحياة بفضل مشروع Milanosesto الذي سيحوّلها إلى مجمّع للصحة والعلوم، ويُقيم فيها مناطق سكنية وحدائق، فينفح فيها الروح وينتشلها من الخراب لتُصبح أرضاً خصبة.
هكذا ستندمج المنطقة في نسيج المدينة مجدداً، ويتهافت إليها الناس. تُطبّق دار Zegna المبدأ ذاته على الأقمشة التي تستخدمها في تصاميمها، انطلاقاً من التزامها بابتكار أقمشة جديدة من تلك القديمة.
وهذا ما يُحفّز Zegna على إعادة ابتكار مفهوم الخياطة بما يلائم العالم الحديث، تحت عنوان #UseTheExisting.
بهذه المناسبة، قال أليساندرو سارتوري، المدير الفني في دار Zegna: "بصفتنا مقيمين في هذا العالم، من واجبنا أن نعيش بطريقة مسؤولة. أنا أريد تحقيق ذلك من خلال الاستفادة من الوسائل الإبداعية التي هي تحت تصرفي، بدءًا من الناحية المادية وهي صناعة الأقمشة، مروراً بالناحية التقنية وهي الخياطة وصولاً إلى ناحية التواصل التي تتمثّل في إقامة عروض الأزياء. كل النواحي مرتبطة ببعضها البعض وتوحي بالفكرة نفسها: ليس علينا أن نبتكر الجديد من الصفر، بل بإمكاننا إعادة استخدام الموارد القديمة، وابتكار أقمشة جديدة من تلك القديمة، فنُترجم التقنيّات التقليدية إلى تصاميم مبتكرة تدوم طوال العمر، ونحوّل المساحات المهجورة إلى فسحة للإبداع".
تطغى الحساسية الصناعية على المجموعة هذا الموسم، كما يتجلّى في البدلات المصمّمة من البلوزات والقمصان وتي-شيرتات البولو مع سراويل متناسقة.
يُحوّل سارتوري التقاليد إلى تصاميم تُلائم وتيرة حياة هذا الجيل العالمي الذي يعتمد على التكنولوجيا إلى حدّ كبير. أتت القصّات بسيطة، كالبلوزات المربّعة، والمعاطف الواسعة، والسترات الأنيقة المزوّدة بثلاثة أزرار، والسترات الضيّقة المزوّدة بزرّ واحد مع جيوب مرقّعة ثلاثية الابعاد، والسراويل الناعمة أو الواسعة.
تنتقل الجيوب الكبيرة من التصاميم الرياضية إلى تلك الرسمية، وكذلك التفاصيل الرسمية إلى الأزياء الرياضية، ممّا يوحي بتداخل الفئات ببعضها البعض لتأمين خيارات لا تُعدّ ولا تُحصى من الإطلالات.
الملابس المحبوكة من الصوف أشبه بوحدات بناء تزيد من تراكبية الأزياء الحديثة. بدورها، تُعزّز الأقمشة المتينة والخفيفة، مثل الصوف والحرير، دقّة الخطوط وخفّة القصّات، مع تفاصيل مجعّدة وصور مركّبة ونقشات مقلّمة تُضفي الإيقاع إلى التصاميم.
تبدو النقشات الصينية وكأنّها ملوّنة بريشة رسّام، فيما تُضفي الأصباغ المعدنية العُمق إلى الدنيم.
تحت عنوان #UseTheExisting، تلتزم العلامة باستخدام المزيد من الصوف والأقمشة التي تطوّرها في معاملها مستعينةً بتقنيات مبتكرة. مثلاً بدلة Achill المصمّمة كلياً من بقايا الصوف في مزرعة Achill التابعة لدار Zegna، هي خير دليل على الاستدامة والمسؤولية في التصميم.
بالتوافق مع هذه الأجواء، أتت الأكسسوارات عملية، كالجزمات أو أحذية الديربي المزوّدة بنعل مطبّع، وحذاء Claudio الرياضي، والدفاتر والمحافظ القابلة للارتداء بأشكال هندسية صغيرة.
تُساهم الألوان في تسليط الضوء على الأناقة الصناعية التي تطغى على المجموعة، مع مزيج من تدرجّات الرمادي والأسود من وحي الطين والفولاذ والكربون، ونفحات ترابية كالنحاسي والأحمر المائل إلى البني والأحمر الساطع والرملي والذهبي الماتي، وتتداخل فيها نفحات من النيود والأزرق والأخضر والأزرق المائل إلى الأخضر والأخضر المائل إلى البني.
قد يهمك أيضاً :