القاهرة ـ المغرب اليوم
متعة لحظية شكلية بنظر البعض، وبنظر آخرين وسيلة لتجميل النفس، إنها برامج التجميل التلفزيونية، التي باتت تنتشر في الآونة الأخيرة على القنوات العربية، إذ تعتمد على تواصل نساء يرغبن بتغيير إطلالتهن مع البرنامج ويحقق لهن ذلك.
تعتبر برامج التجميل التلفزيونية من البرامج التي تقدم للمرأة الحلول لتغيير الإطلالة، بعدما يتعرف خبير أو خبيرة تجميل البرنامج إلى رغباتها على جميع مستويات الشكل والشعر، الأسنان وغير ذلك.
يروق هذا النوع من البرامج لكثيرات ومنهن شذى عمر (موظفة)، التي تتمنى أن تكون يوماً من الأيام ضيفة في أحداها، فلديها الكثير مما ترغب في تغييره بشكلها، لكن افتقاد الثقة بالمتخصصين وثقتها بالقائمين على البرامج يجعلها تتمنى أن تكون ضمن المشتركات.
كذلك هي سوسن يوسف (ربة بيت)، إذ تجد أنها أهملت نفسها في سنوات الحمل والإنجاب ولم يعد لديها الوقت الكافي للاعتناء بنفسها، فوجدت نفسها يوماً بعد يوم تزداد إهمالاً لشكلها، وجعلتها اليوم هذه البرنامج تعي إهمالها وتتشوق لتكون من ضيوف البرامج تلك.
سمية حسن (موظفة عزباء)، تتعامل بعقلانية خلال مشاهدتها برامج التجميل، إذ ترى أن أغلب ما يقدم للمشاركة لا يحقق سوى متعة لحظية، تتبين في آخر الحلقة، فالمرأة العاملة أو حتى ربة البيت غير قادرة على وضع مستحضرات التجميل بالمهارة نفسها ولا حتى تصفيف شعرها بذات الطريقة بشكل دائم .
وتضيف حسن قائلة: "إنه بريق مؤقت، أزياء فارغة وشعر مصفف بغاية الدقة، وتهذيب للأظافر وغيرها من المظاهر التي ليست كل امرأة قادرة بالاستمرار عليها مادياً وزمنياً، والحاجة الحقيقية هي لحلول طويلة الأمد".
وتجد عبير سماك (طالبة جامعية)، أن من يظهرن بكامل تألقهن على التلفزيون، هن من عزز فكرة أن الجمال المصَنع، حاجة أساسية لكل مرأة، إذ خلقن لدى المرأة حاجة دائمة لزيارة صالون التجميل للعناية بالشعر، وتجميل الأظافر والتدليك والخضوع لجلسات "سنفرة البشرة"، وذلك ما يعزز فكرة الجمال الخارجي متناسين الجمال الداخلي".
تشاركها الفكرة سمية المنصوري (موظفة )، في أن الجمال الخارجي هو ما أصبح التركيز عليه غير متناسية ان الجمال الخارجي في كثير من الأحيان جسر للوصول إلى الثقة بالنفس، فكثير من النساء يفتقدن الثقة لعدم ظهورهن بأشكال يرضين عنها".
جمال داخلي ثم خارجي
الترويج لثقافة المظهر هو عنصر أساسي في برامج التجميل التلفزيونية، فالإعلام اليوم أصبح مكلف بشكل كبير بالعناية بتلك البرامج، كاختيار أوقات الذروة المسائية لعرضها، هذا ما تراه مستشارة الصحة النفسية رحاب حبيب.
وترى حبيب أن اهتمام المرأة بمظهرها أمر مهم، وقد تعيد تلك البرامج لكثير من النساء ثقتهن بنفسهن، لكن الترويج له كثقافة أساسية دون الرجوع إلى أهمية اهتمام المرأة بصحتها أولا هو الأمر غير السليم.
إهتمام المرأة بصحتها داخلياً سواء عضوياً أو نفسياً هو ما ينعكس على جمالها الخارجي، إذ تظهر تلك البرامج عمليات التجميل وكأنها أمر عادي دون الإشارة إلى المضاعفات الصحية التي قد تنتج عنها مستقبلاً، بحسب حبيب.
العناية بالشعر والأظافر والشفاه والجلد ورشاقة الجسد ، كلها أمور يجب على كل مرأة التنبه لها كما تقول حبيب، فأساسها هو الاهتمام بالصحة تناول المأكولات المغذية، عدم الإكثار من مستحضرات التجميل بالأخص الكيميائية منها، والرضى عن الذات لأنه الأهم في الشعور بالسعادة.
وتقدم حبيب عدداً من النصائح للنساء الراغبات بإطلالة جميلة دائماً:
- عدم التعامل مع برامج التجميل التلفزيونية على أنها الحل السحري فهي برامج ترويجية بشكل أساسي.
- عمليات التجميل لها مخاطرها وآثارها الجانبية، وعلى المرأة اتباع كل الحلول الممكنة، وجعل خيار العمليات آخرها.
- العناية بالصحة النفسية والجسدية أولاً لأنهما الخيار الأمثل للشعور بالرضى، وهي المحفز للعناية بالشكل.
- لكل مرأة جمالها وظروفها أيضاً، وما نستنتجه من هذه البرامج هو تقديم شكل واحد للمرأة، فالمرأة العاملة لا تشبه ربة البيت، ولكل منهن وسائلها وطريقتها وحيزها من الوقت في التعامل مع شكلها وعليها اختيار الأنسب.
- تفيد هذه البرامج المرأة حين تستطيع أن تأخذ منها ما هو منطقي، أو ما يحفز على العناية بالشكل دون إضراره.
- نادراً ما تقدم البرامج طرقاً شخصية للعناية أو طرقاً لاختيار الأزياء الأنسب، ولذلك على كل امرأة البحث عن تلك الوسائل لجمالها.