الرئيسية » نساء في الأخبار
السيدة فايدة حمدي

لندن - سليم كرم

أوضحت السيدة فايدة حمدي، التي كانت تعمل مفتشة للبلدية في مدينة سيدي بوزيد في تونس عام 2011 صاحبة قصة البائع المتجول محمد البوعزيزي، أنها ومحمد "ضحايا على حد سواء".

وأضافت فايدة: "هو خسر حياته وأنا حياتي لم تعد كما كانت، عندما أنظر إلى المنطقة، وبلادي أندم على كل شيء، فالموت في كل مكان والتطرف ينتشر، والأرواح البريئة تٌقتل".

وتتساءل فايدة حمدي عن ما إذا كانت مسؤولة عن كل ما حدث في العالم العربي، بعدما صادرت عربة الخضروات الخاصة بالبائع المتجول محمد البوعزيزي منذ خمسة أعوام.

ووفقا لصحيفة "التليغراف" البريطانية فإن الشاب في حالة من اليأس قرر إشعال النار في نفسه احتجاجًا على ذلك أمام مكاتب مجلس البلدية، ليموت في غضون أسابيع عشرات من الشبان العرب الذين تبعوه في فعلته، ثم أطاح الشعب التونسي بالرئيس زين العابدين بن علي، وبدأت شرارة الربيع العربي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تحل الذكرى السنوية الخامسة لاندلاع شرارة الربيع العربي في العالم بدءا من تونس، فإن سورية والعراق يشتعلان، وليبيا انهارت وأصبح للتطرف والقمع قدم وساق في المنطقة.

وأفادت فايدة لـ"التليغراف" في ذكرى الاحتفال بهذه المناسبة: "أتمنى في بعض الأحيان لو لم أفعل ذلك أبدًا، مضيفة أنه بعد اعتقالها من نظام بن علي على خلفية القضية وإسقاط كل التهم عنها وإطلاق سراحها ثم أطيح بالرئيس لينصب اهتمام وسائل الإعلام على مصر وليبيا وسورية.

وتابعت: "أشعر أنني مسؤولة عن كل شيء، فبعد خمسة أعوام تحولت منطقة الشرق الأوسط بالكامل، إلا أن تونس لم تتغير سوى قليلًا، وخصوصًا في البلدات الفقيرة مثل سيدي بوزيد".

وأضافت: "في بعض الأحيان ألوم نفسي وأقول كل ذلك بسببي، أنا صنعت التاريخ منذ كنت هناك بما فعلته، ولكن انظروا إلينا الآن، فالتونسيون يعانون كما هو الحال دائمًا".

ورأت مفتشة البلدية السابقة، أن هناك كثير من الأساطير حول قصة البوعزيزي، التي أشعلت الغضب العميق في العالم العربي، كما كان هناك الكثير حول طبيعة الانتفاضات وسقوط بن علي لاحقا، ولكن الحقيقة الأساسية هي أن الفساد والبيروقراطية الخانقة، والدول البوليسية القمعية التي حجمت قطاع كبير من الشباب في جميع أنحاء المنطقة، دفعت ضحاياها إلى التضحية بأنفسهم  تعبيرًا عن شعورهم بالإحباط.

وتوصلت دراسات متلاحقة إلى أن التضحية بالنفس أصبحت بالفعل عمًال شائعًا في تونس، وأحصت نحو 15% من جميع حالات الحروق في المستشفيات في تونس، ففي غضون ستة أشهر، حذا أكثر من 100 تونسي حذوهم، وعشرات آخرين في جميع أنحاء العالم العربي من المغرب إلى السعودية والعراق، أشعلوا النار في أنفسهم.

ووفقا للصحيفة البريطانية، لم يكن في تصور عديد من المراقبين كم الفوضى التي ترتبت على رحيل بن علي بعد أسابيع من الاحتجاجات، واستقل طائرة للسعودية مع زوجته وجزء كبير من احتياطي الذهب في البلاد.

وأطيح بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، بعد 18 يومًا من المظاهرات من ميدان التحرير في القاهرة، ثم اضطر العقيد معمر القذافي للخروج بعدما تحولت الاحتجاجات إلى حرب أهلية ثم حرب دولية مع قوات التحالف الجوي الغربية.

وجاء بعد ذلك مقتل القذافي  في تشرين الأول / أكتوبر 2011، واشتعلت النيران في سورية، وبدأ الغرب يتأرجح حول دوره، مع الآثار التي يمكن لا تزال مرأى العين حاليًا، فليبيا وسورية وأجزاء كبيرة من العراق لا زالت دولًا فاشلة، كما تحولت الانتفاضة الاجتماعية إلى صراع بين الإسلاميين مع الحكومات العلمانية والسياسيين، ثم بين الطوائف الدينية، وانقلب كل من السنة والشيعة على بعضهما.

وعلى الرغم من يأس السيدة فايدة من استمرار الفقر في تونس، فإنه ينظر على تونس بأنه الناجح الوحيد في الربيع العربي، إذ شهدت البلاد موجتي من الانتخابات العامة في الأعوام الماضية مع حزب النهضة الإسلامي المعتدل، الذي فاز في البداية، قبل أن يخضع للمعارضة في مواجهة تحالف بين الأحزاب العلمانية التي تضم أعضاء من النظام السابق في العام الماضي، ليتوصلا إلى اتفاق عن طريق التفاوض مع رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي، الذي وافق على التخلي عن السلطة على الرغم من القوة الانتخابية للحزب.

وذكر الغنوشي للصحيفة في وقت سابق أنه وزملاءه قرروا تقديم تنازلات بعد النظر في ما تعنيه القيمة الأساسية للديمقراطية، وأضاف أن حكم الأغلبية بـ 50% من الأصوات ليس كافيًا".

وأردف الغنوشي: "كنت أعرف دائمًا، منذ بداية الانتقال السياسي في تونس، أن علينا السعي إلى التحالفات، وفي أول حكومة لحكم النهضة كانت جنبًا إلى جنب مع الحزب العلماني الذي يمثل يسار الوسط".

واستطرد: "فكرنا أن تشكيل حكومة ذات أغلبية لن يكون كافيًا، ثم فأدركنا أننا بحاجة أكثر إلى مزيد من الآراء"، واعتبر الغنوشي أن الفرق بين تونس ومصر صارخ، حينما أشار في حديثه إلى ومصر وسورية والعراق وجميع البلدان بأنها أكثر تعقيدًا وصعوبة من تونس.

وتظل الحقيقة أن حزب النهضة قلل مطالب الإسلاميين عندما تم وضع دستور البلاد، والوثيقة الناتجة بفوزهم بـ 94% من الأصوات في التجمع الدستوري البلاد حسب الصحيفة، أما في مصر فحاولت جماعة الإخوان المسلمين، التي فازت  بالرئاسة بنسبة 52 % إلى 48% فرض دستور إسلامي بمرسوم، وتم الإطاحة به في انقلاب بعد سبعة أشهر فقط.

ولا يزال الغنوشي متفائلًا بشكل غربي، إزاء مستقبل الديمقراطية في العالم العربي، وقال: "كان عام 2011 نقلة من الاستبداد في العالم العربي، التاريخ أظهر أن الانتقال إلى الديمقراطية ليس خطا مستقيمًا، فالتحولات التي جرت في فرنسا وبريطانيا أخذت أكثر من 100 عام".

ورأت الصحيفة أنه في نهاية الحروب يتذكر قليلون أما السيدة فايدة أو حمدي، ورغم أن الاثنين يظهران كطرفي نقيض إلا أنهما متداخلان في صناعة التاريخ.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت…
السجون الإسرائيلية تفرض عقوبات انتقامية على الأسيرات الفلسطينيات
كامالا هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق…
الأميرة للا حسناء تُدشن الصرح المعماري "دار المغرب" في…
إسرائيل تطالب باستقالة المقررة الأممية لحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيزي…

اخر الاخبار

مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…
المغرب والسعودية يتفقان على تسهيل عملية ترحيل المحكوم عليهم…
أخنوش يعرض تجربة المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية…
الحكومة المغربية تؤكد التعامل الإيجابي مع الرقابة البرلمانية وقبول…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

الأخبار الأكثر قراءة

كلينتون تُحذّر هاريس من مفاجأة في أكتوبر قد تدفعها…
كامالا هاريس تتعهد بمحاربة مجموعات تجارة المخدرات إن فازت…
كيت ميدلتون تظهر بحالة جيدة علناً للمرة الأولى منذ…
جورجينا رودريغز تتحدث عن رحلتها مع كريستيانو للسعودية في…
هاريس تُعلن عن رغبتها في إجراء مناظرة ثانية مع…