بغداد - نهال قباني
وصفت معلمة سابقة تُدعى فاطمة ممن فروا من تنظيم "داعش" المُتطرَف استخدامهم لأداة تعذيب معدنية تسمى "العاض" لقطع جزء من لحم أي امرأة يظهر جلدها، موضحة أن ألم هذ الأداة أسوأ من آلام الولادة، وتشبه الأداة الفك المعدني الحاد الذي يقطع لحم الضحية، واستخدمتها "داعش" في الموصل لمعاقبة النساء عن عدم تغطية أجسادهن بشكل غير كاف.
ويصر المتطرفون على ضرورة ارتداء أي امرأة للحجاب الكامل في الأماكن العامة حيث ترتدى ملابس فضفاضة وجوارب وقفازات مصحوبة بأحد أقاربها الذكور، وأوضحت فاطمة (22 عاما) التي هربت من معقل "داعش" كيف عوقبت شقيقتها بأداة العاض لأنا خرجت من بيتها دون ارتداء القفاز، مضيفة، "أصبح العاض كابوسا للنساء، وعوقبت شقيقتي بقسوة لأنها لم ترتدي القفاز، ولا تزال هناك كدمات وندوب واضحة في ذراعها".
وأفادت فاطمة بأنها قررت الفرار إلى مخيم اللاجئين في سورية الذي يسيطر عليه الأكراد بعد زيادة عنف "داعش" عن العام الماضي، موضحا أنها اضطرت للهرب بعد عدة محاولات فشل بسبب تضور أطفالا جوعا، وأشارت تقارير سابقة إلى استخدام التنظيم المتطرف لجهاز تعذيب، وفى عام 2014 بينت امرأة في الرقة تعرضها للتعذيب بأداة العاض بعد ظهور صدرها أثناء محاولة إرضاع طفلها.
وأضافت المرأة " لم أكن أعرف ما هو العاض، أحضروا آلة حادة ذات أسنان وأمسكوا بها صدري وضغطوا بقوة وصرخت من الألم ثم أخذت إلى المستشفى، شعرت بعدها أن أنوثتي تدمرت تمامًا ولم نستطيع العيش بهذه الطريقة، وهناك الكثير من النساء اللاتي تعرضن للتعذيب بهذه الأداة". وأكد العديد من اللاجئين الذين فروا إلى مخيم اللاجئين أن الموصل تعاني من نقص حاد في الغذاء والماء والوقود والكهرباء، ولم يكن حليب الأطفال متاح لمدة ستة أشهر ووصل سعر كيلو الأرز إلى سبعة أسترليني، وأصبحت عمليات الجلد والإعدام أكثرا تكرار علانية في محاولة من "داعش" لتأسيس خلافتها المزعومة".
وفرضت "داعش" عقوبات وحشية صارمة عبر مساحات شاسعة من الأراضي التي تسيطر عليها في سورية والعراق حيث كان الإعداء عقوبة للكفر ومن يتهم بكونه مثلى الجنس، وحظر التنظيم المتطرف في بيان له قبل عامين الموسيقى والأغاني في السيارات والمتاجر والأماكن العامة وتصوير الناس في واجهات المحال التجارية.