لندن - ماريا طبراني
تستعد سفيرة العلامة التجارية الإيطالية الفاخرة منذ عام 2013 كارلا بروني ساركوزي لافتتاح المتجر الرئيسي الجديد البلغاري الليلة في شارع بوند، وتقول بروني: "كل قطعة مجوهرات ترتديها المرأة تنبئ عن قصة خاصة بها، ومن أعطاها إياها ولأي سبب وما إذا كانت مناسبة خاصة أم اشتروها بأنفسهم، فالجواهر مثل الذكريات إنها قطعة من ماضيك"، وبدت بروني في قميص من الحرير الأبيض وسروال أسود في جناح في الطابق الخامس من فندق بلغاري في غرب لندن، ويبدو أن بروني تملك القليل من الموظفين الذين تحركوا هنا وهناك استعدادًا للافتتاح الليلة.
وتحل بروني ضيفة شرف للافتتاح مضيفة: " لدي قصص عن مجوهرات أعطيت لي بواسطة أشخاص أحبهم، ولكني أرتدي القليل منهم اليوم فأحيانا أحب إضافة القليل للتألق"، ورفعت بروني يدها اليسرى محركة أصابعها قائلة " هذا هو خاتم زواجي وأهم قطعة أهديت لي، وليس هناك شئ أكثر معنى من ذلك، إنه تصميم بسيط مع حفر أسمائنا في الداخل، ولكن خاتم الزواج أكثر من مجرد قطعة مجوهرات، إنه التزام، وعلى أي حال ما فائدة الزواج من دون الخاتم؟ أليس صحيح".
وعُرفت كارلا بروني لعدة سنوات بعدة طرق، وعلى مدى العقد الماضي تعلق الأمر بخاتم زواجها من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في قصر الإليزية عام 2008 بعد خطوبة لمدة شهرين، وأصبحت السيدة الأولى للبلاد لمدة 4 أعوام لاحقة ما جعلها واحدة من النساء الأكثر تميزا في العالم، وبدت بروني (48 عاما) طبيعية للغاية وظهرت بالحد الأدنى من المكياج ودون حراسة كما أنها شخصية مرحة سريعة النكات، وبعد 15 عاما من ابتعادها عن مجال العروض ظهرت بروني في حملات حديثة للعلامة التجارية "بلغاري" والتي تحبها بروني بسبب تمسكها بالطراز القديم الذي يثبت أن التقاليد يمكن أن تستمر حتى عندما تكون الحياة أسرع.
وأوضحت بروني أن مجال عرض الأزياء حاليا كما تركته سابقا ، مضيفة " الأمور كما هي وذلك لم يكن أمر لطيف بالنسبة لي، أحب المصممين والعارضين وفناني المكياج ومصففي الشعر والمصورين، عالم الأزياء عبارة عن عائلة مرحة كبيرة أيامها مليئة بالدردشة، وأنا إيطالية ولذلك أستمر بالتحدث، والموسيقى مهنة تجعلك وحيدًا ولكن في عالم الموضة أجد نفسي محاطة بمجموعة وأنا أحب ذلك"، وولدت كارلا ابنة رجل صناعة الإطارات والملحن الثري البرتو بروني تيديشي وابنة ماريسا بوريني عازفة البيانو في الحفلات في تورينو، وغادرت كارلا عندما كان عمرها 7 سنوات مع شقيقها فيرخينيو الذي لقى حتفه نتيجة مضاعفات فيروس نقص المناعة عام 2006 إلى باريس عن عمر يناهز 46 عامًا، وشقيقتها الممثلة فالريا في خطوة بسبب خطر الاختطاف من قبل عصابة Brigate Rossa والتي تستهدف الأطفال الإيطاليين الأغنياء في السبعينات.
وحضرت بروني الوريثة لثروة عائلتها في مدرسة Château Mont-Choisi المرموقة في لوزان، حيث تعلمت الإنجليزية بطلاقة وأضافت ضاحكة " كنت أحب أن يختارني زملائي لطرح الأسئلة على المعلمين في المدرسة، كنت أسأل الأسئلة المروعة مثل: سيدي هل يمكننا التدخين في الفناء؟ حيث كان من المحظور التواجد خارج المدرسة ونحن نريد أن ندخن، أنا أحب الشباب وحاليا يخرج الشباب في فرنسا في الشوارع ضد القانون لكنهم لا يعرفون ما الذي يقاتلون ضده، لقد كنت مثلهم غاضبة فقط، في هذا العمر تعتقد أن التمرد شئ مثير وهو بالفعل كذلك ولكن بعد ذلك تدرك أنه أيضا عديم الفائدة".
وتخلت كارلا عن مواصلة التعليم في الفنون والعمارة في باريس في عمر 19 عاما وأصبحت واحدة من أكثر العارضات المطلوبات في فترة التسعينات، وعملت مع معظم بيوت الأزياء الكبرى وكانت تكسب أحيانا أكثر من 7 مليون دولار سنويا، وأصبحت كارلا محطمة القلوب من طراز عالمي حيث أقامت علاقة مع اريك كلابتون كما استمرت علاقتها مع ميك جاغر لمدة 7 أعوام، حتى أنه قيل أنها على صلة بدونالد ترامب امبراطور العقارات حينها، وتناثرت الكثير من الشائعات التي افتعلها ربما ترامب نفسه متفاخرا وقالت عنه كارلا أنه مجنون، وتركت كارلا عالم الموضة عام 1997 بعد عام من وفاة والدها، وأثناء مرضه الخطير أخبرها بروني أن والدها البيولوجي كان في الواقع عازف جيتار يدعى ماوريتسيو روميرت وعلاقتها به وثيقة حاليا.
وتفتقد كارلا متعة سنوات الأزياء ولكن لم يكن لديها رغبة عن التحدث عن هذه الأيام، وعندما سُئلت عما تفعله للتخلص من الهموم أجاب بشكل غامض بالأغاني وخاصة أغنية Guy Lombardo وتدعى Enjoy Yourself، مضيفة " هذا ما أقوله لكل شاب استمتع بنفسك"، وأشعلت كارلا أثناء الحديث معها سجائرها من ماركة فوج فائقة النحافة ، ويعتبر صوت غناء كارلا أثيري حتى أنك تشعر بالجاذبية عند الاستماع إلى موسيقاها وكأن شئ ساحر يهمس في أذنيك، وتكتب كارلا باستمرار وتحتفظ بدفتر دائما في حقيبة يدها، وتشعر بسعادة كبيرة عندما تؤدي عرض على خشبة المسرح، وتشبه اندفاع الأدرنالين لديها في مثل هذه الحالات بالإثارة الفائقة للشهرين الأولين من الحب.
وكان أول ألبوم لها في 2002 بعنوان Quelqu’un m’a dit والذي باع 2 مليون نسخة، وكُتب أثناء علاقتها بالفيلسوف رافاييل انثوفين والذي واعدت والده من قبل وأنجبت منه طفل يدعى أوريليان، في عام 2001 ، وقدمت كارلا 4 تسجيلات أخرى على مدى 13 عاما، وبالنظر إلى الوراء نجد أن علاقتها بدت غريبة بعض الشئ بساركوزي عندما انكشفت علاقتهم للجمهور، وأوضحت الصحف حينها أن كارلا كانت المرأة البوهيمية التي صرحت ذات مرة أن الزواج الأحادي ممل لها، لكنها تزوجت ساركوزى السياسي مدمن العمل الممتنع عن الكحوليات الذي يكبرها ب 12 عاما كما أنه أب لثلاث أبناء من زواجين سابقين.
وأصبحت كارلا السيدة الأولى بزواجها من ساركوزي واستغلت مهارات تعليمها في إبهار بريطانيا وخاصة في أول زيارة رسمية لها في 2008 حيث شاركت في المساعي الخيرية بما في ذلك المؤسسات التعليمية لكنها استمرت في مهنتها في الموسيقى، وفي عام 2011 عندما كان لا يزال ساركوزي رئيسا وضعت كارلا طفلتها الثانية "جوليا"، وفي عمر 43 عاما لم تتوقع كارلا أن تصبح أم ثانية، وذكرت كارلا " الحصول على ابنة غيّر كل شئ، ولم أكن في عمر يسمح بالانجاب لذلك كان الأمر أشبه بمعجزة كما أنه أنا وزوجي لدينا 4 أبناء يمثلون فريق كرة قدم صغير ولكن الأن لدي فتاة أخرى في أرجاء المنزل إنه أمر رائع".
وعلى الرغم من نشأة جوليا على مرأى ومسمع من وسائل الاعلام إلا أن كارلا اتي أصبحت جدة قبل 6 سنوات عندما حصل جين أكبر أبناء ساركوزي على ابن لكنها أوضحت أنها لا تخاف على استقلال ابنتها، وتقول " ربما لأنني إمرأة وأعلم مصدر قوتها كما أعلم مصدر قوتي، ولأسباب ما أعتقد أن الرجال أكثر هشاشة ولذلك أقل أكثر على أوريليان (14 عاما) عن ابنتي وعمرها 4 سنوات، فيجب علي أن أحميهم دوما من الحياة ومن الموت ومن اليأس والأسف والاكتئاب، ويجب أن نمنحهم حياة كريمة أتمنى أن تكون حياتهم كريمة".
وتغيرت حياة كارلا مرة أخرى بشكل سعيد بعد 4 سنوات من خروجها من قصر الإليزية، حيث ستصبح الوجه التسويقي لماركة "بلغاريا" وهو ما يساعدها في الحفاظ على ما وصفته بتقديم القطع الثمينة الحديثة بشكل كلاسيكي، مشيرة إلى أن "هذا النوع من العمل ربما لن يكون موجود خلال 50 عاما، يوما ما سينتهي الحال بهذه المجوهرات في المتاحف"، كما أن لديها التزامات خيرية ثابتة ويوشك ألبومها على الانتهاء، وتعد هذه التسجيلات وخطط أخرى قيد الانتظار وفقا للشائعات التي تشير إلى أن ساركوزي سيرشح نفسه لولاية ثانية كرئيس للبلاد في الانتخابات العامة العام المقبل، وذكرت كارلا " سنرى ما سيفعله زوجي في هذه الأمور السياسية، أنا فقط أريد لعب موسيقاي أمام الناس لكني أيضا أحب الحياة العائلية الهادئة، إنها نهاية الحرية الكاملة عندما يكون لديك أبناء ولكنه شئ جميل، لكنك تحصلين على شئ أخر".
وتضيف كارلا " انتقلت من بلد إلى أخر عندما كان عمري 7 سنوات ثم علمت بتغير والدي عندما كان عمري 28 عاما، وعندما كان عمري 30 عاما غيرت مهنتي ثم حصلت على طفل وكان هذا أكبر تغيير في كل شئ ثم تزوجت بينما كان زوجي الرئيس، لقد اعتدت على التغيير لكنه لم يؤثر على القاعدة الأساسية في حياتي لكنه فقط يؤثر على السطح، وظاهريا يبدو الأمر مختلفا تماما ولكن من الداخل أنا نفس الشخص وسأظل دائما كذلك".