كييف - سلوى ضاهر
دعت بطلة الحرب التي تحولت إلى سياسية "نادية سافيتشينكو" والملقبة في أوكرانيا ب“Joan of Arc” إلى وقف فلاديمير بوتين الآن وإلا ستتقدم روسيا إلى الحدود مع بولندا أو ألمانيا، وأطلق سراح نادية سافيتشينكو من السجن الروسي قبل أسبوعين فقط، واعتقلت الطيارة الأنثى التي كانت أول إمرأة تطير طائرة هليكوبتر أوكرانية وأول من تخرجت من أكاديمية سلاح الجو أثناء قتال المتمردين الموالين لروسيا في الشرق في يونيو/ حزيزان 2014، وبعد مكوثها في السجن الروسي انتخبت السيدة سافيتشينكو في البرلمان الأوكراني في زنزانتها واستخدمت محاكمتها كوسيلة لإثارة الغضب ضد القاضي والمدعي العام وبوتين على وجه الخصوص واصفة إياهم بأنهم مجرمون وبلهاء.
وحققت السيدة سافتشينكو عودة مظفرة إلى أوكرانيا بعد إطلاق سراحها في عملية تبادل للأسرى في 25 مايو/ أيار، فيما أشادت بها الصحافة المحلية ووصفتها بكونها Joan of Arc، وحصلت على مقعدها في البرلمان في العاصمة كييف وتعد بالفعل بمثابة الرئيس المستقبلي للبلاد، وبعثت السيدة سافيتشينكو برسالة قوية للقوى الغربية في أول مقابلة لها مع وسائل الاعلام الأجنبية " ينبغي أن يكون لديهم موقف أكثر وضوحا وأن يظهروا لروسيا أنهم سيوقفون وقاحتها وشهيتها عاجلا أم آجلا، وربنا يكون ذلك غير مريح بالنسبة لأوروبا وحتى أميركا لبعض الوقت ولكنهم يجب أن يفهموا أنهم إن لم يوقفوا روسيا على الحدود مع أوكرانيا فالمرة المقبلة ستكون في الحدود مع بولندا أو ألمانيا"، وتواجه القوات الأوكرانية المتمردين الانفصاليين المدعومين من القوات والدبابات الروسية في المناطق الشرقية من دونيتسك وهانسك إلا أن زملاء سلاح السيدة سافيتشينكو على خط المواجهة يتفوقون في السلاح والعدد.
وانخفض دعم أوروبا وأميركا لأوكرانيا بالسلاح خشية أن يؤدي ذلك إلى تصاعد المواجهة مع روسيا، وأوضحت السيدة سافيتشينكو أنه يجب عليهم أن يغيروا هذه السياسة لكنها كانت حذرة خاصة حول المخاطر، مضيفة " يجب أن نكون حذرين للغاية حيال ذلك لأنه إذا تم اتخاذ خطوات حادة فربما يؤدي ذلك إلى حرب كبيرة، بالطبع المساعدة مطلوبة ولكن يجب القيام بها كنوع من الشراكة والتعاون على سبيل المثال من خلال دعم حلف الناتو واستخدام الأدوات الموجودة، ربما نموت نعم ولكن إذا كنت تريدون ألا نموت وأن توقفوا هذا فعليكم أن تقدموا لنا هذه الوسائل".
وأفادت أنه على الغرب توفير أسلحة دفاعية مثل أنظمة مضادة للطائرات، مضيفة " إذا تحدثنا عن المعدات الأرضية الأخرى فربما تتورطون في هذه الحرب ولا أحد يريد حرب عالمية ثالثة"، وعلى الرغم من محارب الغزاة الروس إلا أن الجيش الأوكراني الرث في كثير من الأحيان يعتمد على المدنيين المحليين للتبرع بالغذاء والزي، وعندما وصلت الحرب إلى ذروتها في أغسطس/ أب 2014 أظهرت الأدلة الواردة في أوراق بنما أن بيترو بورشينكو الرئيس الملياردير أنشأ تمويل خارجي لأصوله الثابتة، ويشعر الجنود الأوكرانيون بالألم بسبب تبديد السياسيين لموارد بلدهم تاركين وحدات الجبهة تعتمد على المساعدات الخيرية.
وترى السيدة سافيتشينكو(35 عامًا) نفسها كصوت الجنود وعادت إلى زيارة منطقة الحرب شرق البلاد في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكنها لا تعتبر نفسها الرئيس القادم للبلاد قائلا " أرى نفسي كطيارة أنا أحب هذه المهنة، ولكن في الوقت الحالي لدي دين عظيم للشعب الأوكراني فكل شئ يعتمد على الشعب الأوكراني، إنهم سيظهرون لي الطريق، وأنا مستعدة للعمل في أي مكان من شأنه جعل أوكرانيا أقوى، وإذا تطلب ذلك أن أصبح رئيسة للبلاد سأكون الرئيسة، ولكني ليس لدي طموح من أجل السلطة وسوف أعتمد على الشعب".
وانتخبت السيدة سافيتشينكو في البرلمان الأوكراني في حزب يوليا تيموشينكو وهي رئيسة الوزراء السابقة والتي هي الآن في تحالف غير مستقر معها، وبالكاد يعرف كلا السياسيين بعضهما البعض، ولدى السيدة تيموشينكو العنيدة قوية الإرادة سجل طويل من إسقاط تحالفاتها، إلا أن السيدة سافيتشينكو أظهرت خط معتدل وكسرت الممنوعات وعرضت التفاوض مع قادة جمهوريات الشعب الموالية لروسيا لكن الحكومة الأوكرانية لن تتحدث إلى رجال تعتبرهم إرهابيين، بينما تعتبرهم السيدة سافيتشينكو أوكرانيين تم تضليلهم، مضيفة " أنا لا أتحدث كسياسية ولكن كإنسانة، الناس يريدون السلام ولكن لن يكون هناك سلام ما لم نبدأ بالحديث عن هذا الأمر، وقبل أن نبدأ كأوكرانيين في التحدث عما يحدث في الأراضي المحتلة نحن بحاجة إلى إزالة الجيران، ولهذا دعونا نبعد روسيا عن الطريق أولا ثم يمكننا أن نتحدث".
وبينت السيدة سافيتشينكو بالنسبة لقادة جمهوريات الشعب في دونيتسك ووهانسك أن " على الرغم من كونهم انفصاليين لا يوجد شئ لنناقشه أريدهم أن يتذكروا أنهم أوكرانيين نحن دم واحد، أريد أو أيقظ ضمائرهم وأريدهم أن يقولوا لروسيا بأنفسهم:لا تتدخلوا في الأمر أكثر لأنكم لا تدافعون عنا لكنكم تريقون الكثير من الدماء في أرضنا بالفعل، أريدهم أن يتذكروا أننا دم واحد وأطلب منهم التحدث مباشرة وأن يدركوا أن روسيا لن تتواجد في هذه المفاوضات، وبالطبع هناك إرهابييون ولكن ليس كل رجل يحمل بندقية للمرة الأولى في يده يعد إرهابي، أنا أفهم ذلك"، وفي حين تسئ وسائل الاعلام الروسية إلى السيدة سافيتشينكو وتصفها بأنها قاتلة ترتدي تنورة ترى شافيتشينكو نفسها كصانعة سلام، قائلة " كنت جنديا لمدة 12 عاما إنها مهنتي، ولكن إذا لم يرد الجندي السلام من داخله فإنه ليس جنديا بعد لكنه قاتل، فالجندي يقاتل من أجل السلام".