الرباط - المغرب اليوم
يُقيم "غاليري موزاييك روومز" في لندن الأربعاء، 21 من الشهر الجاري، أمسيةً تحت عنوان "أهم نسوية مغربية لم تسمع بها من قبل" يستعيد بها مسار مليكة مستظرف ويتوقّف عنده، وتتضمّن الفعالية قراءات من نصوصها الرائدة باللغتين العربية والإنكليزية، ومناقشةَ قصتها وأهميتها بالنسبة إلى المرأة المغربية النسوية المعاصرة، المغربية بشكل خاص والعربية بالعموم.
وقضت الكاتبة المغربية مليكة مستظرف (1969 – 2006) سنواتها الأخيرة تصارع مرض الفشل الكلوي الذي أُصيبت به عام 1986، وذاكرتها المترعة بالعنف الذي تعرضت إليه في طفولتها وطيلة سنوات صباها.
وتركت مستظرف كتابَين: رواية “جروح الجسد والروح” ومجموعة قصصية بعنوان “ترونت سيس” ومجموعة من المقالات. كتابتها كانت غالباً عن حياتها؛ حيث تحدّثت فيها عن اغتصابها وهي طفلة، وعن أمراضها المزمنة، ومعتقداتها في الحياة، ونسويتها وموقفها من العنف، ونظرتها إلى ذاتها كامرأة وكاتبة.
اعتبر كثيرون أنَّ في عمل مستظرف السردي الذاتي “جراح الروح والجسد” صنواً لتجربة محمد شكري في “الخبز الحافي”؛ فقد كانت تروي حياتها التي كتبتها بينما هي تعيش نصف أيامها تحت أجهزة غسيل الدم في المشافي، أمّا عملها الثاني “ترونت سيس”، أي 36، فقد كان من المفروض أن يكون رواية، وفيه رصدت معاناتها وأوجاع رفاقها في المرض، لكن وبعد أن بدأت حالتها تزداد سوءاً وأصيب بمرض آخر أقعدها على كرسي متحرك، صرفت النظر عن الرواية وكتبت قصصاً قصيرة.
أعطت مليكة مخطوط المجموعة إلى صديق لها هو الكاتب أحمد بوزفور، تستمزج رأيه فيها، فتأخّر عليها حتى أنها يئست، لكن وبينما كانت تقلّب في صحيفة ذات صباح قرأت خبر صدور مجموعة لها بعنوان “ترونت سيس”.
نشر بوزفور وأصدقاء الكاتبة عملها كمفاجأة لها، واختير لها العنوان الذي يدل في المغرب على جناح المصابين بالأمراض النفسية والعقلية في أحد مستشفيات الدار البيضاء، وهو تعبير يشير في الدارجة المغربية إلى الجنون.
قد يهمك أيضًا:
مجلس جهة الشرق يُبرز إنجازات المرأة المغربية في احتفال بيومها العالمي
المرأة المغربية تقتحم مهنة "المأذون الشرعي" وتكسر احتكار الرجال