لندن ـ كاتيا حداد
لم تتمكن سارة إفتخار من الفوز عندما شاركت في مسابقة ملكة جمال إنجلترا في الأسبوع الماضي ، و كانت طالبة القانون البالغة من العمر 20 عامًا منافسة قوية مع عينيها المدهشة و بشرتها الرائعة ، لكن بكونها أول مسلمة ترتدى "الوشاح " في مسابقة ملكة جمال إنجلترا ، ادركت سارة تمامًا في هذا الوقت أنه عندما يتعلق الأمر بالرأي العام ، فأنها ستخسر دائمًا.
وقالت سارة "بالذهاب إلى هذه المنافسة وبكوني باكستانية ، وفي كلتا الحالتين كنت سأحصل على رد فعل عنيف" ، "إذا كنت ارتديت ثوبًا أسودًا صغيرًا وليس وشاحاً " ، كان سيقول الناس" لماذا لا تغطّي نفسك؟ هذا ضد دينك ، و بينما كنت أرتدي الوشاح ، أحصل على بعض الناس يقولون "لماذا تغطين نفسك؟ هذه مسابقة جمال " ، و تابعت سارة " لا أستطيع إرضاء الجميع ، شخصيتي قوية لكن بعض التعليقات التي تلقيتها عبر الإنترنت كانت صعبة على أن أتحملها ".
وأضافت "يقولون إنني أجبرت على ارتداء الوشاح وأن والداي جعلوني أرتديه ، صدقوني بمجرد أن تعرفني ، ستعرف أنني لست من النوع الذي يمكن إجباره على القيام بأي شيء " ، و تابعت "هذا خياري لارتدائه، أنا مجرد فتاة عادية من عائلة عادية أرادت المشاركة في مسابقة جمال كنوع من المرح ، لم يكن لدي أي فكرة عن أنني سأصنع التاريخ".
و كانت سارة التي تقيم في هيدرسفيلد ، غرب يوركشاير ، ظهرت بثوب طويل ورأس مغطى بعد وصولها إلى أفضل 50 متسابقة في مسابقة ملكة جمال إنجلترا ، من أصل000 22متسابقة ، بينما لم تشارك في عرض البيكيني الاختياري أو الجولات الخاصة بالشعر ، لكنها حرصت على التحرك مع الزمن ، فقد تغيرت المنافسة جذريًا على مر السنين ، فالمنافسون في الوقت الحالي يشاركون هواياتهم واهتماماتهم من ناحية الرياضة والمعرفة العامة.
وقامت سارة بجمع الأموال للأعمال الخيرية ، كما قامت بصناعة "فستانًا صديق للبيئية" خاص بها من عبوات بلاستيكية وبطانات السلا، وصندوق وجباب مطاعم KFC لتسليط الضوء على الحفاظ على البيئة من القمامة ، وعلى الرغم من هذا خسرت في النهاية ، وأشاد معظم المشاهدين ومنظمي ملكة جمال إنجلترا بسارة ، لإضافة بعض التنوع الذي تشتد الحاجة إليه فى ظل الإجراءات التي لا تزال قديمة الطراز ، لكن البعض الآخر انتقدها بأن عليها ألا تشارك في مسابقة ملكة جمال بريطانية تقليدية إذا لم تكن مستعدة "لإظهار" صفاتها الجسدية ، بيما أظهر البعض لها اسلوب فظًا وعنيف.
وظل ارتداء الوشاح يثير الجدل في المملكة المتحدة ، و قال بوريس جونسون وزير الخارجية السابق أخيرًا ، "إنّ النساء اللواتي يرتدين الوشاح يشبهن صناديق الرسائل أو لصوص البنوك ، مما تسبب في ضجة".
ولدت ساره من الجيل الثالث من المسلمين البريطانيين ، و أقامت في مدينة هيدرسفيلد ، وهي تعيش مع والديها ، إفتخار البالغ من العمر 51 عامًا ، وهو يعمل مدير مبيعات في شركة للمواد الكيميائية ، و والدتها التي تدعى صادية البالغة من العمر 46 عامًا ، ويعمل شقيقها حسن ، البالغ من العمر 24 عامًا ، كخبير تغذية أما أخواتها الفتيات فهم عائشة و التي تبلغ من العمر 22 عامًا ، و تعمل أخصائية بصريات ، وأمينة التي تبلغ من العمر 14 عامًا .