لندن ـ كاتيا حداد
اتهم موظف كبير في حكومة رئيس الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر بموقف "صادم" و "متعجرف" الليلة الماضية بعد أن دافع عن التستر على إساءة معاملة الأطفال.
وأفاد أمين مجلس الوزراء السابق اللورد ارمسترونغ، من قبل الأجهزة الأمنية عام 1986 بأن نائبًا "لديه ميل إلى الأطفال الصغار"، ولكن لم يتخذ أي إجراء حيال ذلك.
ورفض أرمسترونج تسمية النائب المعني، وأصر على أنها كانت مجرد ادعاءات "وظلال للشائعات"، مضيفًا أنه يعتقد أن قرار عدم التحقيق في مزاعم الاستغلال الجنسي للأطفال "كان صحيحًا في ذلك الوقت".
وحذر رئيس المخابرات البريطانية الداخلية "MI5"، السير أنتوني داف، حكومة تاتشر من ادعاءات بشأن نائب لديه "ميل إلى الأطفال الذكور".
ووجد المحققون في الانتهاكات ضد الأطفال أنه لم يتم أخذ هذه التحذيرات بجدية بشأن التهديدات التي يشكلها هذا السياسي على الأطفال، غير أن جهاز المخابرات حذر مسؤولين رفيعي المستوى أن هذه الاتهامات ستلحق ضررًا بالغًا بالإدارة، ولم يتم تسمية النائب ولكن كشفت بعض الملفات المتعلقة بالشخصيات الحكومية الرئيسية من الثمانينات، بما في ذلك وزير تاتشر السابق البرلماني السير بيتر موريسون ووزير الداخلية السابق ليون بريتان.
وتحقق الشرطة البريطانية بالفعل في المطالبات التي تربط الرجلين المزعومين بعصابات الاستغلال الجنسي في وستمنستر.
وأوضح اللورد ارمسترونغ لصحيفة "الديلي ميل" حول الموضوع: "ظننت أن إجراءات المخابرات البريطانية الداخلية كانت صحيحة في ذلك الوقت، أعتقد أنهم كانوا على حق في الإبلاغ عن الشائعات، وأعتقد انه إذا كان هناك دليل أنه تم فحصها بشكل صحيح في ذلك الوقت، فلا أعتقد أن المسألة كانت حماية الأشخاص المهمين، لا يمكنك متابعة التحقيقات إلا إذا كان لديك أدلة التي يمكنك إسناد التحقيق إليها وأن الشائعات ليست كافية".
وأضاف اللورد ارمسترونغ أنه كان يعرف هوية النائب ولكن رفض الكشف عن اسمه، ذاكرًا: "أعتقد أنه تم استجوابه لكنه نفى ذلك، وليس لي تصريح لأقول اسمه".
وأشارت صحيفة "ديلي ميل" إلى أن رئيس الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال بيتر وانليس، وريتشارد وايتمان اللذين حققا في المزاعم التاريخية بشأن تورط مسؤولين بارزين في الإساءة إلى الأطفال، ذكرا في تقييمهما للمستندات: "كان هناك عدد من المراجع في الأوراق التي اطلعنا عليها أكدت الملاحظات التي خلصنا إليها بشأن قضايا الجرائم ضد الأطفال، وخصوصًا الحق المتعلق بتقديم الشكاوى، وهي أنها لم تكن يتم التعامل معها بالجدية المتوقعة اليوم".
وأضاف وانليس ووايتمان: "لضرب مثال على ذلك، الرد على مزاعم مصدرين بأن عضو برلمان لديه ميل إلى الأطفال الذكور، كان في المرحلة الحالية مخاطر الإحراج السياسي للحكومة أكبر من الخطر الأمني ليكشف ذلك أن المخاطر ضد الأطفال لم يتم اعتبارها".
وجاء في الصحيفة أن وثيقة نشرت على موقع الحكومة، جاء فيها أن وزارة الداخلية أعلنت أن الأرشيف تم بحثه مرة جديدة بعدما ظهر ملف في وقت سابق من هذا العام كان من المفترض أن يسلم لتحقيق وانليس ووايتمان.
وكشفت الملفات تورط الوزير الداخلية الأسبق ليون بريتان، وبيتر موريسون الذي كان مساعدًا لمارغريت تاتشر، والدبلوماسي السير بيتر هايمان، والوزير الأسبق وليام فان ستروبنزي في هذه القضية.
وأضافت أن الادعاءات المتعلقة بكون وزير الداخلية الأسبق البارون بريتان، يستغل الأطفال جنسيًا سبق أن أشارت إليها مجلة "برايفت أي" في الثمانينيات، موضحة "هذه المزاعم حملة تشويه من قبل المخابرات البريطانية الداخلية MI5 لخشيتها أن برتيان سيجري سلسلة تغيرات بعد مقتل ضابطة الشرطة ايفون فليتشر خارج السفارة الليبية".