لندن - المغرب اليوم
أثار انتخاب الطالبة المسلمة «مليا بوعطية» رئيسة لاتحاد الطلبة البريطانيين ضجة بين طلاب عدة جامعات إنجليزية، بينها كامبريدج وأكسفورد، حيث هددوا بالانسحاب من الاتحاد.
وبوعطية التي تنحدر من أصل جزائرى، تعد أول فتاة من أصول غير بيضاء تنتخب لرئاسة الاتحاد، وأعتبر معارضيها أفكارها المعادية لليهود إحدى النقاط التي تبرر ضرورة عزلها، معتبريها بذلك تدعو للتطرف والعنصرية، بينما نفيت مليا ذلك قائلة: «أعلم أن كثيرين رأوا اسمى يمرغ في الوحل من قبل الإعلام المتطرف، وكتبوا أنى إرهابية وسياستى مليئة بالكراهية».
وتضيف: «هم مخطئون، فأنا أعى تمامًا كم هو ثمن الإرهاب ونتائج العنف والظلم، لأنى شهدت بلدًا يمزقه الإرهاب وأجبرت على الهجرة».
وأكدت مليا مواصلتها معركة الطلبة ضد معاداة اليهود والخوف من الإسلام وكل الأفكار المتطرفة، مؤكدة أن مشكلتها مع السياسة الصهيونية، وليست مع الديانة اليهودية أو اليهود.
وفازت مليا بوعيطة، ٢٨ عامًا، برئاسة اتحاد الطلبة البريطانيين، عن اتحاد الطلاب العام، خلفا لـ«ميجان دن»، حيث فازت بـ٣٧٢ صوتًا مقابل «دن» التي حصلت على ٣٢٨ أي الفرق بينهما ٤٤ صوتًا في الانتخابات التي أجريت بالمؤتمر السنوى للاتحاد في برايتون الذي عقد في ٢٠ إبريل الماضى.
هاجرت عائلة بوعيطة من الجزائر بعد ما عانته الدولة من هجمات إرهابية متطرفة، وتعد بوعيطة من اليساريين الذين لهم باع في الساحات الجامعية البريطانية، حيث اهتمت بالاتحادات الطلابية والسياسات الحكومية للتقشف وأزمة اللاجئين، واتهمت بكونها ناشطة ضد الصهيونية، من قبل ٥٠ من الجمعيات اليهودية على مستوى بريطانيا حيث طالبوها بتوضيح موقفها من «معاداة السامية».
أوضحت «مليا» في حديث إلى «الجارديان» بعد انتصارها أن النصر كان مشجعًا، قائلة «التنافس ضد الزعيم الحالى للاتحاد أمر صعب، وأعتقد أنها حدثت مرة واحدة من قبل في تاريخ الاتحاد، وأعتقد أن البيان كان قويًا وخاصة باعتبارى أول امرأة مسلمة ملونة ترأس الاتحاد»، وتعد الفتاة ذات الأصول العربية الرئيسة الجديدة للاتحاد شخصية مثيرة للجدل بين الطلاب حيث برزت مكانتها في الصحافة الوطنية، بعد أن تحدثت ضد حركة الاتحاد لإدانة تنظيم داعش ودعم القوات الكردية في قتالها ضدها، كما أعربت عن عدم ثقتها في التدخل العسكري الأمريكى، وفشلت الحركة وبينت أنها اعترضت على الصياغة، وأصدرت بيان أعربت فيه عن تضامنها مع الأكراد ضد «داعش» وإدانة الأعمال الوحشية للتنظيم.
وفى خطابها الانتخابى تحدثت عن إجبارها على الفرار من الحرب الأهلية في الجزائر عندما كان عمرها ٧ سنوات بعد أن تعرضت هي وزملاؤها إلى وابل من النيران في المدرسة الابتدائية، واستهدف والدها بقنبلة في محاضراته المسرحية.
وأشارت «مليا» إلى أنها تريد أن يذهب الاتحاد الوطنى للطلاب لما هو أبعد من قضايا الطلاب بما في ذلك معالجة أزمة اللاجئين.
وتابعت «هذا المؤتمر ليس عن الاتحاد الوطنى للطلاب لكنه يجب أن يكون عن مجتمعنا، وربما لا يحبنى ديفيد كاميرون أنا أو حركتى ولكن عندما نصبح أقوياء سيكون مضطرًا لسماعنا».