بروكسل ـ وكالات
فجَّرت صورة لكيسي قمامة وامرأة مسلمة مع ابنتها المنقبتين جدلاً كبيرًا في بلجيكا، بعد نشرها من قبل فيليب ديونتر زعيم الحزب اليميني المتطرف.وحظرت بلجيكا ارتداء النقاب او البرقع في الأماكن العامة في تموز/يوليو 2011، ويتم معاقبة المخالفين لهذا القرار بسبعة أيام سجنا أو غرامة قدرها 137,5 يورو.ووفقا للمعطيات التي قدمها أمن الدولة البلجيكي، فإن اقل من 200 امرأة ترتدي النقاب في بلجيكا.وكان هذا الزعيم السياسي البلجيكي قد سبق له أن استفز المسلمين بنشر صورة لابنته آنا صوفي ديونتر (19 سنة) قبل أيام وهي ترتدي فيها البكيني والنقاب فقط. وكان زعيم فلامس بلانغ أكبر أحزاب اليمين المتطرف في بلجيكا قد أطلق حملة دعائية عدائية تحت عنوان "الحرية أو الإسلام".ونشر ديونتر صورة في حسابه في "تويتر" تظهر فيها امرأة مسلمة منقبة مع ابنتها بين حقيبتي قمامة، مطالبًا متابعيه تحديد خمسة فروق بين المنقبتين وحقيبتي القمامة، وذلك بحسب صحيفة ستاندرد البلجيكية.وقد ردَّ رئيس حزبه خرولوف أنيماس قائلاً: إنها "دعابة"، قبل أن يضيف: "الفرق بين النقاب وكيس القمامة هو أن الأخير شيء مفيد وله منفعة".واثارت رغبة بلجيكا وباريس في حظر النقاب والبرقع في وقت سابق ردودا منتقدة في الاوساط المتشددة في العالم الاسلامي، في حين ان الحكومات المنقسمة حول العلمانية تتردد في اتخاذ موقف من هذا النقاش الحساس بالنسبة لها. وحتى الان كانت ايران التي يسود التوتر علاقاتها بفرنسا الوحيدة التي هاجمت هذا الحظر حيث انتقد الناطق باسم وزارة الخارجية رامين مهمنبارست عدم احترام "حقوق المسلمين غير المسموح لهم باتباع تعاليمهم الدينية خصوصا في ما يتعلق بارتداء الحجاب".وفي اندونيسيا، اكبر بلد اسلامي في العالم، حيث لا يلقى النقاب ولا البرقع رواجا، اعتبر رئيس مجلس العلماء عميد هان ان بلجيكا وفرنسا "ستفرضان قيودا على حقوق النساء المسلمات في الالتزام بالواجبات الدينية".وفي باكستان توقع قادة سياسيون ورجال دين توترات اخرى بين الاديان في اوروبا وقال صديق الفاروق الناطق باسم اكبر حزب معارض، الرابطة الاسلامية الباكستانية- نواز، ان على فرنسا وبلجيكا "احترام شرعية الامم المتحدة".وقال فريد احمد براشا الناطق باسم حزب الجماعة الاسلامية المتطرف ان "تلك الدول التي تزعم انها من ابطال حقوق الانسان تتحدث عن حرية المعتقد لكنها تلغي هذه الحرية بتلك القرارات".من جانبها اعربت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان عن استيائها. وقالت منظمة العفو الدولية ان هذا الحظر "ليس ضروريا ولا متوازنا" وانه "ينتهك الحق في حرية التعبير والمعتقد لدى النساء اللواتي اخترن التعبير عن هويتهن او عقيدتهن بهذه الطريقة".واعتبرت جوديت سندرلند من منظمة هيومن رايتس ووتش ان حظر النقاب "ينتهك حقوق اللواتي اخترن ارتداءه ولا يساعد في شيء المرغمات على ارتدائه.واججت حوادث ناجمة عن اعتقال امرأة ترتدي النقاب في بلدية مولينبيك ببروكسل سابقا الجدل السياسي.وتمردت المرأة البلجيكية التي اعتنقت الاسلام، داخل مقر الشرطة، وقالت خلال مؤتمر صحافي عقدته جماعة الشريعة لأجل بلجيكا انها وجهت ضربة برأسها الى احدى الشرطيات كسرت انفها واثنين من اسنانها، بحجة الدفاع عن نفسها.من جانبه استنكر المتحدث باسم الشريعة لأجل بلجيكا فؤاد بلقاسم، الحظر المفروض على ارتداء النقاب في بلجيكا والتمييز ضد المسلمين.وقال في تصريح نقله الاعلام انه "في مركز الشرطة طلبوا منها ازالة النقاب لتفتشيها لكنها رفضت لأن ديننا يحرم اظهار جسدها للكفار".