سول - يونهاب
أقامت منظمة مدنية تمثال لفتاة يرمز إلى ضحايا الاسترقاق الجنسي في زمن الحرب بواسطة الجيش الياباني أمام القنصلية اليابانية في بوسان أكبر ميناء في كوريا الجنوبية يوم الجمعة بعد موافقة بلدية بوسان.
وافقت البلدية في وقت سابق من اليوم على السماح للمنظمة المدنية بتثبيت التمثال على الرصيف على بعد حوالي 40 مترا من الباب الخلفي للقنصلية.
ويعد هذا التمثال الثاني من نوعه الذى تتم أقامته أمام البعثات الدبلوماسية لليابان في الخارج بعد تثبيت واحد أمام السفارة اليابانية في سيئول.
وقال بارك سام-سيوك رئيس البلدية في مؤتمر صحفي "لن نوقف المنظمة المدنية من اقامة التمثال أمام القنصلية إذا كانوا يرغبون في ذلك " .
وجاء هذا القرار بعد يومين من محاولة المجموعة لنصب التمثال أمام الباب الخلفي للقنصلية إلا أنه تم إيقافها بسبب معارضة من المسؤولين والشرطة. مشيرين الى ان اقامة التمثال تسبب فى عرقلة الطريق، ثم استولي مكتب البلدية على التمثال.
وخلال المؤتمر الصحفي، تقدم بارك باعتذار للمواطنين عن الحادث، قائلا: " أرغب في إعطاء المواطنين كلمات اعتذار واننا نجد هذه المسألة ( نصب التمثال) من الصعب التعامل معها كحكومة محلية".
وقال ايضا ان حكومة البلدية لن تحشد المسؤولين أو الشرطة لوقف المنظمة من تثبيته أمام القنصلية.
وستقيم المنظمة حفل حوالي 9:00 صباحا في اليوم التالي، جنبا إلى جنب مع المواطنين في المدينة، وذلك بمناسبة إزاحة الستار عن التمثال.
وقال تشونغ كيونغ سوك، الرئيس المشارك للمنظمة "اننا نشعر بارتياح كبير في أننا تمكنا من اعادة التمثال"، مضيفا أنهم سوف يحتفلون بتركيب التمثال مع سكان بوسان في اليوم التالي. والتمثال ، الذي يعرف أيضا باسم النصب التذكاري للسلام، هو النصب التذكاري الـ 37 الذى يتم تأسيسه في كوريا الجنوبية.
والتمثال زنة 1 طن لفتاة في سن المراهقة تجلس حافية القدمين في ثوب الهانبوك التقليدي الكوري، على غرار تمثال آخر تمت اقامته أمام السفارة اليابانية في سيئول، سيجلس على قاعدة من الرخام بعرض 2 متر وطول 1.6 متر. والقاعدة منقوش عليها أسماء 5,143 شخصا تبرعوا لإنشاء التمثال .
يسعى أعضاء المنظمة لتثبيت التمثال كجزء من احتجاجهم ضد صفقة بين سيئول وطوكيو تم التوصل اليها في ديسمبر من العام الماضي. وبموجب الاتفاق التاريخي، اعتذرت طوكيو لفظائع الحقبة الاستعمارية ووافقت على تقديم 1 مليار ين (9.61 مليون دولار ) لمؤسسة تهدف إلى دعم الضحايا، اللائي يطلق عليهن مجازا نساء المتعة.
في وقت سابق من اليوم، سلمت البلدية التمثال المصادر، الذى احتفظت به فى مبنى مكتب الحي .
بعد الاستيلاء، تلقى مكتب الحى كمية ضخمة من المكالمات والرسائل الغاضبة، التي أغلقت موقعه على شبكة الانترنت نظرالان المشاعر ضد الخطوة التى قام بها كانت عالية. بعد ذلك يبدو ان المكتب وافق على إعادة التمثال الي المنظمة لانه لايمتلك أي أسس قانونية لمصادرتة.
ومن المتوقع أن يؤدي تغيير موقف مكتب الحى الى احتكاك دبلوماسي بين كوريا الجنوبية واليابان. فى يوم 20 ديسمبر، أعرب كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانى يوشيهايد سوجا اليابان عن معارضة اقامة التمثال، قائلا انه "مؤسف للغاية" ، وقد ارسلت القنصلية اليابانية الي مكتب الحى وثيقة احتجاج رسمية ضد اقامة التمثال.
واتهم الضحايا ومنظمات مدنية ليبرالية وأحزاب المعارضة الكورية الجنوبية حكومة كوريا الجنوبية بالتوصل لصفقة ديسمبر 2015 على عجل دون الحصول على اعتراف من اليابان بالمسؤولية القانونية. وقالوا ايضا انه تم التوصل الى الاتفاق من دون تشاور مسبق مع الضحايا.