الرباط - المغرب اليوم
كانت الصدمة واضحة على وجه إدريس عسيلة، مدير السائق المغربي بوجمعة، حين سمع الخبر، حتى أنه رفض تصديق أن السائق “الطيب” على حد وصفه قتل شابة ألمانية ثم حرقها ورماها بعيدًا، فالسائق يعمل في شركة الشحن هذه ومقرها في طنجة المغربية منذ 3 أعوام، خضع قبلها لتدريب كسائق شاحنات.
ويقول عسيلة “كان يعيش حياة طبيعية تمامًا في المغرب وكان عاملًا لطيفًا، يأتي لأجل تصفية حساب عمله في المكتب مع أطفاله، ويقوم بالكثير من الرحلات الدولية”، يقوم فيها بنقل قطع غيار السيارات والنسيج. المدير المذهول للغاية من الاتهامات الموجهة للسائق، قال إنهم لم يظنوا البتة أن يقوم بشيء كهذا، كما أشار إلى أن المشتبه به كان رجلًا مؤمنًا، يذهب لصلاة الجمعة ويصلي 5 مرات في اليوم كأي مسلم، وهو متزوج لديه 4 أطفال هم ثلاث فتيات أعمارهن (9، 10، 14) وطفل في الثانية من العمر. وكان يحصل بحسب مديره على راتب شهري “جيد” بالمقارنة بالوضع في المغرب، قدره 800 يورو شهريًا إلى جانب علاوة قدرها 30 يورو عن كل يوم عمل خارج المغرب.
ويعيش المشتبه مع عائلته في شقة مكونة من 4 غرف، وكان وفقًا لمديره إدريس محبًا للرياضة، فسجل اثنتين من بناته في مدرسة كرة قدم في طنجة.
تفاصيل الجريمة
ونقلت "بيلد" عنه قوله إن السائق قاد أكثر من 3 أيام فيما كانت الجثة موجودة في كابينة الشاحنة، على حد زعمه، فيما أكدت النيابة العامة والشرطة في مدينة بايروت البافارية، أن فحص DNA أظهر أن الجثة التي عُثر عليها في إسبانيا الأسبوع الماضي، تعود بالفعل إلى الشابة الألمانية صوفيا التي اختفت في ألمانيا بعد أن صعدت إلى شاحنة يُعتقد أن سائقًا مغربيًا كان يقودها.
وكانت الطالبة صوفيا (28 عامًا) ناشطة في مجال الدفاع عن المهاجرين، تريد إيقاف سيارة والسفر مجانًا من مدينة لايبتزغ في شرق ألمانيا حيث تدرس، إلى مدينة نورنبرغ بولاية بايرن في الرابع عشر من شهر حزيران/يونيو الماضي.
وكان شهود قد رأوا الشابة لآخر مرة في محطة استراحة قرب مدينة لايبتزغ على الطريق السريع A9 حيث صعدت للشاحنة التي يقودها الرجل المغربي، المشتبه بشدة بقتلها فيما كان متواجدًا في مقاطعة فرانكفونيا العليا ببافاريا، ثم رميها قرب محطة وقود في بلدة أسبارينا بإقليم الباسك شمال إسبانيا لاحقًا.
وألقي القبض على الرجل المغربي (41 عامًا) جنوب العاصمة مدريد قبل يومين من العثور على الجثة. وعُثر على جثة محترقة لامرأة في إسبانيا في الحادي والعشرين من شهر يونيو/حزيران الماضي. وأشارت بيانات تحديد المكان GPS في الشاحنة إلى أن بقايا الجثة التي عُثر عليها تعود للشابة المختفية، قبل أن تؤكد الفحوصات الجينية ذلك، وأوضحت الشرطة الألمانية في بايروت السبت 30 يونيو/حزيران أن التحقيقات قد تدوم لفترة طويلة لأنه ينبغي الانتظار حاليًا للنظر كيف ستتواصل الإجراءات الجنائية وأين، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وليس من الواضح حتى الآن فيما إذا كان المشتبه به المحتجز حاليًا في إسبانيا، سيُسلم أو متى سيسلم لألمانيا. وبحسب معلومات المحققين في بايروت في ألمانيا، كان المشتبه في طريقه نحو المغرب عندما تم اعتقاله.
وانتقل منذ يوم الإثنين الماضي محققان من الشرطة الجنائية الألمانية وشرطي من مدينة بايروت إلى إسبانيا للمشاركة في التحقيقات. وقد تواصلت صحيفة Elcorreo مع مصادر قضائية، أكدت أن جثة القتيلة كانت تحمل أثار عنف واضحة، ويبدو أن المتهم في هذه الجريمة عمد إلى حرق الجثة، في محاولة يائسة لمحو كل آثار الجريمة التي قد تدينه. وذكرت الصحيفة الشهر الماضي أن الضحية أرسلت رسالة هاتفية قصيرة SMS مع رقم السيارة إلى أحد معارفها قبل الصعود للسيارة، وعندما لم تصل بلغ شقيق الضحية، وهو سياسي من حزب "الخضر"، عنها كمفقودة، وبدأ بالبحث في الإنترنت عن شقيقته، ووجد السائق.
ونقلت الصحيفة عن شقيقها أندرياس لوشه قوله إنه اتصل مع السائق، الذي أخبره بأن صوفيا نزلت من الشاحنة على مخرج للطريق السريع “A9” في بايرن.