الرباط - المغرب اليوم
اختار مهرجان كناوة هذه السنة ان يحتفل بالمرأة الافريقية، حيث افتتح المهرجان امس الجمعة منتدى “إفريقيا قادمة”، الذي ينظمه المهرجان بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تحت شعار “النساء الإفريقيات.. الإبداع والمبادرة”باستضافة عدد من الباحثين والمثقفين.
وفي هدا الإطار، اعتبرت صوفي بيسيس مؤرخة تونسية فرنسية، خلال المائدة المستديرة الاولى للمنتدى، والتي اختير لها عنوان “الاسرة في تطور”، ان المرأة تمثل نصف المجتمع (الأم والزوجة والعاملة والمدبره والمفكرة)، وان دورها أصبح في المجتمع المعاصر يحتل مكانة عالية، وان المرأة تلعب دورها حيويا في مجال الحياة العامة والأسرة وتعتبر الركن الأساسي في الأسرة واللبنة الأساسية في المجتمع، مشيرة الى ان تعلم المرأة ساهم في تغيير عدد من جوانب حياة، حيث اثر على ثقافتها وطريقة مسكنها وملبسها واساليب التعامل مع الزوج والأولاد والاهل والاقارب وحتى فى مجالات الحياه العملية، واضافت قائلة:”المرأة المتعلمة ليس مثل التي لم تتعلم والمرأة التي أنجبت طفلين ليست مثل المرأة التي أنجبت سبعة او اكثر”، مضيفة أن تعليم المرأة يجعلها أكثر تحضرا ووعيا بما حولها لمعرفة أنماط جديدة من السلوك، حتى تكون قادرة على تحمل عبء الدور المنوط بها فى الحياه و في الحياة العامة.
واختارت عايشتو مبودج نائبة ورئيسة لجنة الثقافة والتواصل بالجمعية العمومية السينغالية، الحديث خلال المائدة المستديرة، عن أهمية المرأة السينغالية في الاسرة، قائلة:” ان كان للمرأة دورا عظيم في الأسرة، من خلال الوقوف إلى جانب زوجها فى شتى مناحى الحياة، قبل ان تضيف انه كان دور المرأة الافريقية محصور على الانجاب والبيت ومساعدة الرجل فى الحقل او الرعى حسب معرفتها الا ان هنالك عوامل كثيرة ادت الى تغير الملامح التقليدية فى المجتمع السينغالي والإفريقي عموما، حسب تعبيرها.
من جانبها قالت أدجيراتو فاتو ندياي مساعدة ممثلة هيئة الامم المتحدة الخاصة بالنساء في نجيريا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا،أنه منذ تغيير في نظم الحكم في العالم من إقطاعية إلي ملكية ثم إلي ديمقراطية ، نالت المرأة الافريقية حقوقها، وتغيرت المفاهيم عن دور المرأة قديما واصبحت لها وجودها، وبدأت ترتاد مجالات العمل بكل انواعه و أصبحت اليوم مكملة للرجل بكل المقاييس العالمية.
واشارت أدجيراتو فاتو ندياي التي تتوفر على جنسية سينغالية نيجيرية، الى ان السينغال ونيجيريا يعتبران من الدول النامية ، فهما يعانيان من مشكلات اجتماعية واقتصادية وعدم استقرار في الأوضاع السياسية، الا انه توضح انه رغم ذلك استطاعت المرأة سواء النيجيرية او السينغالية، أن تشق طريقها في مجال العمل بداء من الأعمال البسيطة ثم ارتادت العمل العام بشتى انواعه كالتعليم والطب والهندسة والمحاماة والقضاء والعمل السياسي.
وتحدثت مريم بابا احمد باحثة انتروبولوجيا من موريتانيا،عن النساء الحرطانيات في موريتانيا اللائي تتعرضن بصمت للعبودية والفقر والتمييز، مؤكدة ان حرية ما تزال بعيدة المنال،” نضال النساء الحرطانيات في موريتانيا، مازال متواصلا للحد من العنف اليومي والاضطهاد .”وكشفت بابا احمد ان أشكال العبودية تختلف ما بين الاستغلال، إلى الترهيب والسجن والاغتصاب والعنف والفصل القسري للأسر.