باريس ـ أ.ف.ب
تقدم المومس الفرنسية السابقة كارول شهادة تسلط فيها الضوء على سلوكيات تشوب الكثير من اوساط الاعمال في فرنسا، وتقول "كنت احظى بمعاملة كبار الشخصيات، واقدم كهدية لمدراء شركات ورجال سياسة".
ويتزامن تقديم هذه الشهادات مع حلول موعد بدء محاكمة الرئيس السابق لصندق النقد الدولي دومينيك ستروس كان في مدينة ليل الفرنسية الاثنين، في قضية اخلاقية تورط فيها اشخاص مرموقون في عالم الاعمال.
واختارت هذه المومس السابقة اسم كارول المستعار في شهادتها التي ادلت بها لوكالة فرانس برس، وهي تؤكد ان تقديم مومس كهدية هو أمر شائع في اوساط الاعمال بهدف تسهيل توقيع عقود تجارية معينة.
وتركت كارول البالغة من العمر 41 عاما مهنة الدعارة في العام 2013، بعد ان كان عملها يقتصر على "الاوساط الراقية" من رجال الاعمال والسياسة في شمال فرنسا.
وكانت كارول تقدم كهدية، منها مرة قدمت لمدير شركة محلية وطلب منها "فعل كل ما يلزم لجعله يوقع على العقد".
ويقول ايف شاربنيل مدير مؤسسة "سيل" التي تكافح الدعارة "انها ممارسات موجودة وان بشكل غير ظاهر"، موضحا ان البدل المدفوع عن هذا النوع من المومسات يكون عاليا جدا، لكن معظمه يذهب الى القوادين وليس الى المومسات.
ويشار الى هذا النوع من "الهدايا" عادة بعبارات مثل "غرقة مع وسادة"، او "غرفة مفروشة".
ويقول غريغوري تيري من منظمة "نيد" التي تقدم المساعدة للمومسات "بات امرا شائعا في اوساط الاعمال ان تستخدم المومسات لتسهيل توقيع عقود تجارية".
ويحسب جان سيباستيان ماليه الخبير الاوروبي في قضايا الدعارة، فان هذه الظاهرة تزدهر خصوصا في الاوساط التي يشوبها "الفساد والرشاوى".
ويقول "في عدد من الدول العربية يرفض بعض رجال الاعمال توقيع عقد ما لم يحصل على +غرفة مع وسادة+".
واذا كان الجنس يستخدم للتودد في سبيل اتمام عقود تجارية، فانه يستخدم ايضا لممارسة الضغوط.
ويروي ماليه "عثر رجل اعمال على مومس في غرفته في الفندق، فطردها، اذ كيف يمكن ان يتمكن من التفاوض بعد ذلك لو كان قبل هذه +الهدية+؟".
وتقول كارول انها كانت تستخدم احيانا للايقاع برجال معينين.
وتضيف "كانوا يرسلوننا الى مطعم او حانة، ويطلبون منها ان نغري رجلا لجعله يقع، ومن ثم يبتزونه".
ويأسف شاربنيل لكون "عدد قليل فقط من المؤسسات التي تتبع هذه الوسائل تلاحق امام القضاء".
ويضيف "من الصعب اثبات هذه الوقائع الا في حالات نادرة تقرر فيها المومس نفسها ان تقدم دعوى قضائية او ان تدلي بشهادتها".
وفي المحاكمة التي تبدأ الاثنين في ليل، ترافق منظمة نيد عددا من المومسات الى المحكمة لمساندتهن في تقديم شهاداتهن.
ويقول غريغوري تيري "تمارس عليهن ضغوط كبيرة لمنعهن من الادلاء بشهاداتهن".