نيبال ـ المغرب اليوم
بدأت ساميتا باجراشاريا الحياة كأقرانها، تذهب فيها إلى المدرسة، وتتعامل مع أفراد مجتمعها كإنسانة، بعد أن عاشت عمرها كـ"إله"، يعبده الآلاف من معتنقي الهندوسية والبوذية، ففي نيبال الآلهة ليست مجرد رمز روحي كسائر المجتمعات، بل فتيات عذراوات يعشن ويتنفسن.
وكادت أنفاس ساميتا أن تنقطع من فرط الرهبة، فهي المرة الأولى التي تطأ فيها قدماها الأرض، حرّرت شعرها، ومسحت عن وجهها، بمياه النهر، لتمحو آثار عين ثالثة، تمَّ رسمها على جبهتها.
وتمَّ اختيار باجراشاريا لتصبح "كوماري"، أي العذراء التي تجسد إله القوة في الهندوسية، بعد أن مرّت باختبار صارم، من 32 مرحلة، لتستقر بعدها داخل أحد المعابد، جوار نهر باجماتي، محمولة دائمًا على الأكتاف، غير مسموح لها بالخروج سوى 13 مرة في العام الواحد، في المناسبات الدينية دون سواها.
وغيّر وصول الفتاة الصغيرة إلى لحظة البلوغ كل شيء، فالمتعارف عليه في نيبال أنَّ الـ"كوماري" تنتهي حياتها كإله عندما يبدأ الحيض، لتسقط كل المحظورات، فيصبح مسموحًا لها بالسير على قدميها بعد أعوام طويلة من الحمل على العرش، وستعيش من الآن حياة عادية، حيث يمكنها العزف أو الذهاب إلى المدرسة، والأهم من ذلك أنها ستترك المعبد، بعد أعوام من الاختباء داخله بعيدًا عن الأعين.