كابول - المغرب اليوم
اعلن الرئيس الافغاني اشرف غني الذي يدافع بقوة عن حقوق المرأة، الثلاثاء تعيين قاضية في المحكمة العليا، فشكل بذلك سابقة في بلد ما زالت النساء يعانين فيه من التفرقة.
وقال الرئيس الافغاني في مؤتمر حول النساء في كابول والى جانبه زوجته رلى، "انا فخور بأن اعلن للمرة الاولى اني عينت امرأة في المحكمة العليا" التي تضم تسعة اعضاء.
لكن قبل ان تتسلم انيسة رسولي القاضية المتمرسة مهام منصبها مع زملائها الثمانية، ينبغي ان يصوت البرلمان الافغاني الذي يضم عددا كبيرا من المحافظين، للمصادقة على اختيارها. وانيسة رسولي هي رئيسة جمعية القاضيات وقاضية سابقة في محكمة الاحداث.
وتأخر الاعلان عن القرار بسبب معارضة مجموعة من المحافظين في وقت سابق هذا الشهر.
واضاف غني "تعيين امرأة في المحكمة العليا لا يغير النظام القضائي. لقد حصلنا على الدعم التام من العلماء". وقال "آمل في ان يؤازرني اخوتي في هذه الخطوة".
وفي هذا السياق، طلب ايضا "من جميع الوزارات ان تعين امرأة واحدة على الاقل في منصب نائب وزير".
وهذا التدبير الاخير وتعيين انيسة رسولي في منصب يتسم بهذا القدر من الاهمية -المحكمة العليا هي الحامية للدستور- يؤكدان مدى حرص اشرف غني، الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي، على اعلاء شأن المرأة الافغانية.
وقد تحسنت كثيرا حقوق المرأة الافغانية منذ سقوط نظام طالبان في 2001، لكن المجتمع الافغاني ما زال الى حد كبير مجتمعا ذكوريا، واعمال العنف ضد النساء كثيرة.
وعلى هذا الصعيد، عم الحزن في اذار/مارس اثر تعذيب وقتل الشابة فرخندة بعد اتهامها زورا بحرق نسخة من القرآن، دون ان يتدخل عناصر الشرطة لانقاذها.
وقال اشرف غني ايضا في هذا المؤتمر المخصص لتطبيق قرار مجلس الامن 1325، "يجب احترام المرأة لأنها امرأة، وليس لأنها شقيقة او ابنة هذا او ذاك". ويدعو هذا القرار الذي صدر في 2000 البلدان الاعضاء الى الدفاع عن النساء وتعزيز حقوقهن.
وجعل الرئيس اشرف غني وزوجته رلى اللبنانية الاصل من قضية المرأة احد الرهانات الكبيرة في فترة رئاسته.
وفي خطوة غير مألوفة في افغانستان، تشارك السيدة الاولى في معظم الاحيان في حفلات الاستقبال الرسمية.
ومريم ابنة الرئيس الافغاني فنانة وتعيش في نيويورك.