الرباط - المغرب اليوم
لازالت جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة تلتزم الصمت في قضية الصحافيات الشاكيات وضحايا الإعتداءات الجنسية التي تعرضن لها من طرف توفيق بوعشرين، على الرغم من مرور أسبوع على اعتقال هذا الأخير وإحالته على غرفة الجنايات بتهم خطيرة موثقة بأشرطة فيديو وتسجيلات وفق ما هو مؤكد في بيان النيابة العامة، وذلك في موقف غريب وغير مفهوم.
ووردت معلومات تفيد أن بعض الصحافيات المصرحات باعتداءات بوعشرين، يعشن حالة نفسية صعبة بفعل تزايد حملات التشهير بهن وقذفهن من طرف عدد من رواد شبكات التواصل الإجتماعي بأقبح النعوت، وهو الأمر الذي دفع بهن إلى إغلاق حسابهن على "فيسبوك" في سياق تنامي حملات التشهير ضدهن وإحساسهن بغياب مواقف التضامن من لدن منظمات المجتمع المدني، وفي مقدمتها جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة، التي لازالت لحدود الساعة خارج التغطية.
وفي الوقت الذي تساءلت بعض الصحافيات الضحيات في هذه القضية، إن كان مفروضا عليهن السكوت بعد الاستماع إليهن ويتبرمن من قول الحقيقة ، حتى لا تلحقهن هجومات قدحية تحط من كرامتهن، تساءلت أخريات إن كان من الواجب عليهن قلب الحقائق بعد افتضاح كل شيء، لكي لا يتعرضن للتشهير والسب والقذف من طرف بعض العقليات الذكورية.
أمران أحلاهما مر على ما يبدو، خصوصا أن مرارة الوضع الذي تعيشه الصحافيات المعتدى عليهن جنسيا حسب بيان النيابة العامة ، يزداد في سياق الحملة العجيبة التي تقودها إحدى الصحافيات التي تم الاستماع إليها في هذه القضية والتي اعترفت بعلاقتها الرضائية، وذلك من خلال قيادتها سلسلة اتصالات مع بعض الجمعيات النسائية حتى تلتزم الصمت في قضية بوعشرين ضد الشاكيات من ذوات جنسها، وهو الموقف الصريح الذي يقابله موقف صادم من لدن جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة المفروض عليها أن تتبنى قضية الصحافيات وتؤازرهن نفسيا ومعنويا ما دامت التمويلات التي تحصل عليها تأتي من المال العام وهذا هو دورها الأساسي.