الرباط - المغرب اليوم
يُولد 50 ألف طفل كل عام خارج نطاق الزواج، في المغرب، حيث تُحظر العلاقات خارج إطار الزواج والإجهاض، وفق صحيفة " لوموند".وتحكي أسمهان، وهي أم عازبة، "أردت أن أقتل نفسي والرضيع "، وجدت هذه الشابة البالغة من العمر 20 عاما نفسها في الشارع، وهي حامل في شهرها السابع، وكانت مستعدة لإنهاء حياتها، وتابعت "لحسن الحظ، قابلت امرأة أخبرتني عن "إنصاف" وجئت إلى هنا كحل أخير".
وتقع مؤسسة (إنصاف) في الدار البيضاء، وهي ترحب بالأمهات العازبات اللواتي يرفضهن شريكهن وأسرتهن ومجتمعهن منذ ما يقرب من عشرين عاما، ويتم إيواؤهم ودعمهن لعدة أشهر، على الأقل حتى ولادة الطفل، وتقول رئيسة الجمعية مريم العثماني "اغتُصب معظمهن أو اعتقدن أنه وعد بالزواج، وعندما أصبحن في فترة الحمل، تُركن بمفردهن، البعض يذهب إلى حد الانتحار"، وتضيف " هؤلاء النساء خائفات، ولا يملكن بالضرورة الشجاعة للذهاب إلى دار للأيتام، حيث يخاطرن بالتعامل مع الشرطة، ولا يعرفن إلى أين يذهبن".
وتتابع الصحيفة أنه في المغرب، حيث يُعاقب على العلاقات خارج إطار الزواج بالسجن والإجهاض محظور، يتم تسجيل 50.000 ولادة خارج مؤسسة الزواج كل عام، ويدفع الخوف من السلطات، وأيضا الخوف من الانتقام من أسرهم بالعديد من الأمهات الشابات إلى التخلص من أطفالهن، ووفقا للجمعيات، يتم التخلي عن 24 رضيعًا كل يوم في المملكة ويتم العثور على ثلاث مئة جثة من الأطفال كل عام في صناديق قمامة الدار البيضاء.
وشدّدت العثماني على أن "الأمهات اللواتي يردن الحفاظ على أطفالهن عليهن مواجهة عدوان الناس"، مضيفة "نريد أن نغيّر نظرتنا لهذه الفئة، التي تُرفض وتُحتقر وتُهان في مجتمع لا يزال فيه التيار الديني المحافظ قوي جدا"، واستكملت "وبعد ذلك تصبح محنة الأم العازبة طويلة جدا، رفض العائلة، نظرة الآخرين، الصعوبات الإدارية، وأحيانا التهديد بالقتل".