الرئيسية » أخبار المرأة

بنى غازى ـ وكالات

يعد الاغتصاب أسوأ أنواع التعذيب الذي من الممكن أن يتعرض له الإنسان. في المجتمعات العربية تسود قيم محافظة، تدفع المرأة المغتصبة إلى الصمت، خوفا مما تعتبره "فضيحة". لذلك تقوم بعض الجمعيات بتقديم الدعم لهؤلاء النساء."قاموا بتعليقي من يديّ وعيناي مغمضتين، واغتصبوني وقاموا بضربي، دون أن أعرف من هو الفاعل. حارسات السجن كنَ يساعدن هؤلاء المجرمين في ذلك. كان يتم اغتصابنا في اليوم أكثر من أربع مرات، بالإضافة إلى تركيز الضرب والتعذيب على الأماكن الحساسة في أجسادنا. وعندما كانوا يعيدوننا إلى الزنزانة، فإن طعامنا كان رغيف خبز واحد نتقاسمه بيننا". كانت تلك شهادة صادمة أدلت بها لـ  في وقت سابق امرأة تعرضت للاغتصاب أيام الثورة الليبية. من أجل تقديم العون المادي والمعنوي لمثل هؤلاء السيدات قامت وزارة الخارجية الألمانية بتقديم دعمها بالتعاون مع ثلاثة شركاء هم منظمة أميكا AMICA للمعونة الإنسانية التي تدعم المرأة في مناطق الأزمات ومنظمة جندر كونسيرنر GENDER CONCERS و منظمة صوت المرأة الليبية. وقد صرح متحدث باسم الخارجية الألمانية:"إن ألمانيا تدعم ليبيا في طريقها نحو الديمقراطية...من ضمن ذلك أيضا تعزيز وضع المرأة في السياسة والمجتمع." من المعروف أن الاغتصاب يترك في نفس الإنسان جرحا غائرا، قد لا يندمل مدى العمر، لذلك يكون الإنسان المغتصب في حاجة إلى عناية خاصة. تقول هايده غوتنر وهي مسؤولة في منظمة" أميكا"، عن سبب الاهتمام بموضوع الاغتصاب خلال الحرب: "لقد أخذنا على عاتقنا مهمة دعم النساء المغتصبات منذ 1993، حين ظهرت حالات مماثلة خلال حرب البوسنة، وكانت هذه الحالات تشغل الرأي العام، ولم تكن توجد ساعتها الكثير من الجمعيات المتخصصة في هذا المجال." في ليبيا تعرضت مئات النساء للاغتصاب ووصل عددهن إلى ثمانية آلاف امرأة مغتصبة، بل هناك مدن بأكملها تعرضت فيها النساء للاغتصاب، خاصة تلك المدن التي أبدت مقاومة لكتائب القذافي. "المسألة لم تقتصرعلى الاغتصاب الوحشي والضرب والاحتجاز، وإنما تجاوز الأمر ذلك، حيث قام المُغتصِبون بتصوير هؤلاء النساء في أوضاع جنسية بالفيديو، لتهديدهن هن وعائلاتهن." حسب ما أفادت به منظمة" أميكا". نتيجة لذلك بدأت المئات من النساء بالهروب من قُراهن خوفا من الفضيحة، وكذلك لأن هؤلاء النساء يجدن صعوبة في العثور على زوج لهن في تلك المنطقة، ليعشن حياة طبيعية. "لقد تم اكتشاف حوالي 80 امرأة محتجزة في مرآب. جردن من ملابسهن لأسابيع وتم اغتصابهن. عندما تم تحريرهن، رفضن الخروج من ذلك المرآب بسبب الخوف وإحساسهن بنوع من العار" تقول غوتنر. في البداية وجدت ناشطات المجتمع المدني الألمانيات صعوبة كبيرة في الحصول على ثقة هؤلاء النساء، فلم يكن يرغبن في الحديث معهن في البداية. لكن، شيئا فشيئا بدأن يتكلمن، ووصف ما تعرضن له، كما أبدين مخاوفهن وأملهن في حياة أفضل. وعن كيفية الوصول إلى هؤلاء النساء تقول هايده غوتنر:" لقد كان صعبا ربط الصلة مع هؤلاء النساء، لكننا نجحنا في ذلك بفضل تعاون شركائنا المحليين في ليبيا، وخاصة الجمعيات النسائية هناك." كما وعدت المنظمة هؤلاء النساء بعدم الكشف عن أسمائهن أو هوياتهن. تحاول جمعية" أميكا" أن تقدم الدعم لهؤلاء النساء على مستويات عدة، كالمستوى الاقتصادي والمستوى النفسي والمستوى الاجتماعي. من أجل ذلك الغرض سافرت كريستينا هيرينغ منسقة المشروع إلى ليبيا لمتابعة المشاريع الصغيرة في طرابلس وبنغازي، وهي مشاريع تُنجَز في إطار مبادرة مساعدة النساء في مناطق الحرب. كما تقوم هيرينغ بتدريب الفاعلات الجمعويات الليبيات، اللواتي تنقصهن الخبرة التنظيمية. الهدف من هذا التدريب هو أن تتمكن النساء الليبيات في المستقبل من التنسيق فيما بينهن وربط الصلة بين كافة الجمعيات والمنظمات النسائية الليبية. كما تُقدم لهؤلاء النساء دروسا في اللغة الانجليزية ودروسا في استخدام الكومبيوتر، هذا بالإضافة إلى تبرعات مالية صغيرة. التكوين لا يشمل فقط الناشطات في مجال قضايا المرأة أو النساء اللواتي يردن تأسيس جمعيات، وإنما يشمل أيضا بعض الأطباء أو المعالجين النفسانيين، ومديرات المدارس والنساء العاملات في مجالات أخرى، وذلك من أجل تقوية وبناء مجتمع مدني حقيقي في ليبيا، الذي لم يكن فاعلا حقيقيا في المجتمع الليبي خلال عقود حكم معمر القذافي. لا تتلقى النساء ضحايا الاغتصاب دعما من الدولة الليبية، فالموضوع شديد الحساسية في المجتمع الليبي، حسب ما أفادت به منظمة "أميكا"، لذلك ترى العديد من المنظمات الدولية أنها الملاذ الوحيد لهؤلاء النساء. تتلقى منظمة أميكا ومنظمات أخرى الدعم المادي من وزارة الخارجية الألمانية. وعن مشاريع مستقبلية في بلدان عربية أخرى، كسوريا مثلا التي يوجد فيها عدد كبير من النساء ضحايا الاغتصاب، سألنا هايده غوتنر مسؤولة العمل الجمعوي داخل منظمة" أميكا" فأجابت:" في الوقت الحالي ليس هنا أي مبادرة في سوريا ظاهرة في الأفق. الحرب لم تنتهي هناك بعد، ولا يمكن أن أقول الكثير بهذا الخصوص."

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حكم يلزم رجلا بدفع 96 ألف دولار لطليقته مقابل…
مركز جديد لإيواء النساء المعنَّفات في إقليم الدريوش
المملكة المغربية تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا خديجة
"جائزة مجلس المنافسة المغربي" تكافئ 3 باحثات
وفاة رضيع جوعاً بجانب جثة والده في بريطانيا

اخر الاخبار

بوريطة يؤكد أن المغرب يرسم مساراً متميزاً وتجربة فريدة…
السفير عز الدين فرحان يُؤكد أن المغرب ملتزم بأن…
أخنوش يُؤكد أن الحكومة المغربية تواصل تنزيل ورش تعميم…
وزير الخارجية المغربي ونظيره البرتغالي يبحثان سبل تعزيز التعاون…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…
المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

التغذية السليمة سر الحفاظ على صحة العين والوقاية من…
أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

الأخبار الأكثر قراءة