عمان - بترا
رعت الأميرة بسمة بنت طلال، رئيسة اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة اليوم ، المائدة المستديرة لمناقشة التقدم الذي أحرزه الأردن في تنفيذ إعلان ومنهاج بيجين بعد عشرين عاماً على إطلاقه، والتحديات التي تواجه تنفيذ بنوده.
ونظمت المائدة المستديرة التي جمعت عددا من مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة في قضايا المرأة، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومنظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
وأثنت سموها على جهود اللجنة الوطنية لشؤون المرأة والنهج التشاركي المتبع للتنسيق مع مختلف المؤسسات والقطاعات للنهوض بواقع المرأة وتمكينها على جميع الصعد خاصة الاقتصادي، وإزالة كافة المعيقات التي تحول دون وصول النساء لحقوقهن.
كما أكدت أهمية دور الحكومة في تنفيذ مضامين اعلان بيجين، مشيدة بالشراكة ما بين اللجنة الوطنية لشؤون المرأة والوزارات ذات العلاقة والتي تقوم بتنفيذ برامج تستجيب لأهداف ومحاور الاستراتيجية الوطنية للمرأة.
وقالت سموها ان تنظيم مثل هذه الفعاليات واللقاءات، يشكل أدوات مهمة لقياس ومتابعة المنجزات والوقوف على التحديات ومراجعة ما تم تحقيقه على أرض الواقع من أجل السير بخطى أسرع لضمان النهوض بواقع المرأة.
وبينت أنه لا تنمية حقيقية بدون إشراك المرأة، وأن هناك معاناة حقيقية للكثير من النساء نتيجة للظروف الاقليمية التي أثرت على الاردن، فيما اكدت سموها أن المرأة الاردنية تمتلك طاقات هائلة تمكنها من المساهمة بشكل فاعل في عملية التنمية المستدامة، إذا ما أتيحت لها الفرصة.
من جانبها، قالت الأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس، ان هذه الفعالية هي استمرار لنهج تتبعه اللجنة منذ تأسيسها قبل 23 عاماً، ويعكس حرصها على التشبيك مع مؤسسات المجتمع المدني وبناء التوافقات لايجاد آلية موحدة لمراقبة عمل الحكومة في مجال قضايا المرأة وضمان اتخاذ خطوات واضحة لتنفيذ ما ورد في إعلان ومنهاج بيجين.
وعرضت الدكتورة النمس تقرير اللجنة حول التقدم المحرز في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين، والذي تم إعداده بعد 24 لقاءً وطنياً تم عقدها في 12 محافظة لضمان اشراك وتضمين اراء مختلف شرائح المجتمع الأردني.
واعتبر التقرير أن الأردن نجح في تحقيق الهدف الثاني من الأهداف الإنمائية للألفية، واحتل المركز 74 من بين 142 دولة مدرجة في قائمة التحصيل العلمي بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن الفجوة بين الجنسين، فيما تضاعفت نسبة الإناث الملتحقات بالتعليم العالي ثلاثة أضعاف في الآونة الأخيرة.
كما احرز الاردن تقدما في مجال الرعاية والخدمات الصحية، وبلغ متوسط عمر الإناث 76.7 عاماً مقابل 72.7 عاماً للذكور بحسب ما جاء في التقرير.
وسلطت اللجنة في تقريرها الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المرأة وشملت ارتفاع نسب البطالة في صفوفهم وانخفاض الأجور رغم ارتفاع نسب التحاق الإناث في التعليم العالي.
واعتبر التقرير أن ارتفاع نسب البطالة للمرأة الأردنية يؤثر على قدرتها في تحقيق الاستقلالية الاقتصادية، وقد يدفع إلى اتباع آليات سلبية مثل الزواج المبكر الذي شكل 2ر13 بالمئة من مجموع حالات الزواج المسجلة في عام 2013.
وأضافت اللجنة في تقريرها، أن تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن أثر سلبا على الجهود المتحققة نظراً لتزايد الأعباء على الحكومة الأردنية في ظل وجود ما يقارب 4ر1 مليون لاجئ سوري في البلاد، مبينةً أن الأسر التي ترأسها امرأة أو الصبيان والفتيات الذين يعيشون في الأردن بلا مرافق، هم الشريحة الأضعف من فئة اللاجئين ما يتطلب ايجاد اليات فعّالة لحمايتهم.
وناقش ممثلون عن مختلف المؤسسات الاهلية واللجنة التنسيقية لمؤسسات المجتمع المدني خلال مشاركتهم في المائدة، نتائج التقرير، مؤكدين على ضرورة الاستمرار في العمل بتشاركية عالية في مختلف القضايا التي تضمن تحقيق المساواة وإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
وعرضت مؤسسات المجتمع المدني لموقفها من التقدم المحرز نحو تنفيذ اعلان ومنهاج عمل بيجين والاولويات التي يجب العمل عليها، فيما توافق الحضور على مسودة التزام الاردن "لكي نسرع خطانا" والذي سيرفع الى رئيس الوزراء ليصار لاعتماده من قبل الامم المتحدة كجزء من الالتزامات الوطنية نحو تحقيق "كوكب 50-50فا" في العام 2030.