فاليتا ـ أ.ف.ب
وصلت الملكة اليزابيث الثانية الخميس الى مالطا في زيارة دولة من ثلاثة ايام لحضور قمة لدول الكومنولث، في رحلة نادرة بعد ان خففت كثيرا من وتيرة تنقلاتها الى الخارج خلال الفترة الاخيرة.
ويرافق الملكة زوجها الامير فيليب ونجلها الامير تشارلز وزوجته كاميليا. وابتداء من الجمعة، ستشارك الملكة والامير تشارلز في قمة الكومنولث التي يحضرها حتى الاحد رؤساء 53 دولة من المنطقة والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وسيكون موضوع المناخ في صلب المحادثات قبل افتتاح مؤتمر المناخ في باريس الاحد.
وارتفعت الاعلام البريطانية والمالطية في الشوارع الرئيسية في فاليتا للترحيب بالملكة.
وتحتل الجزيرة المتوسطية مكانة خاصة في الحياة الشخصية للملكة التي عاشت فيها مع الامير فيليب بين 1948 و1951، فيما كانا في مستهل حياتهما الزوجية، ولم تتسلم العرش بعد. وكان الامير فيليب آنذاك ضابطا في البحرية الملكية.
وقال ماريو فيلا (52 عاما) الذي يعمل في مطعم في احد شوارع فاليتا الرئيسية "اعتاد والداي على رؤيتها، تسير في الشارع مسرعة لملاقاة الامير لدى انتهاء عمله".
وسيقام احتفال ضخم الخميس لاستقبال الملكة وزوجها في ساحة القديس جاورجيوس في فاليتا، في حضور الرئيسة ماري-لويز كوليرو بريكا التي ستصطحبهما الى المقر الرئاسي الرسمي.
ومن المتوقع ان تلقي الملكة اليزابيث خطابا الجمعة في افتتاح اعمال قمة الكومنولث.
وذكرت الاجهزة الملكية البريطانية ان زيارة الدولة هذه "ستؤكد التعاطف الدائم للعائلة المالكة مع مالطا وسكانها وتاريخها ومستقبلها".
وقلصت الملكة اليزابيث الثانية (89 عاما) والامير فيليب (94 عاما) منذ سنوات رحلاتهما الى خارج المملكة المتحدة. وزيارة مالطا هي الثانية التي تقوم بها الرئيسة الفخرية ل16 من الدول ال53 الاعضاء في الكومنولث، بعد زيارة الى المانيا في حزيران/يونيو.
وزارت خلال وجودها في المانيا معسكرا نازيا قديما، والتقت الرئيس الفدرالي يواكيم غاوك ثم عقدت لقاء قصيرا مع المستشارة انغيلا ميركل.
وفي 2014، زارت الملكة روما حيث التقت البابا فرنسيس، وفرنسا في الذكرى السبعين لانزال الحلفاء في حزيران/يونيو 1944.
وقبل ذلك، زارت استراليا في تشرين الاول/اكتوبر 2011.
وشددت مصادر في قصر باكينغهام على انه لم يتم اتخاذ اي قرار حول احتمال تخلي الملكة عن الرحلات الطويلة. وبرامج الرحلات الملكية الى الخارج "مضبوط" بحيث انها تأخذ في الاعتبار عمر الملكة اليزابيث والامير فيليب، كما اوضحت هذه المصادر.
من جهة اخرى، اعلن رئيس وزراء مالطا جوزف موسكات انه يسعى الى ان تخرج القمة بنتائج متجذرة في الواقع، كونها ستتطرق الى مسائل "تثير قلقا مباشرا" مثل التغير المناخي والتطرف والتجارة ومشكلة الهجرة.
من لندن، اعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ان الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل حضاه على "بذل جهد حقيقي" في قمة الكومنولث من اجل التأكد من الوصول الى "جهد شامل" في مسالة التغير المناخي.
ويلتقى وزراء خارجية الدول المشاركة في القمة الخميس لليوم الثاني على التوالي للتحضير لمؤتمر الجمعة.
وعن مشاركة هولاند في القمة، قال موسكات لوكالة فرانس برس "ان مشاركته ترتدي رمزية كبرى، كونها زيارته الاولى الى منتدى دولي بعد اعتداءات باريس".
واضاف "حول طاولة واحدة، سيكون لدينا مزيج من دول غير موحدة من حيث الدين والعرق او المنطقة"، مضيفا "اتوقع من بعض الدول الاعضاء اعلان مبادرات تهدف بشكل مباشر الى التوجه الى الشباب لابعادهم عن التطرف وتقديم بدائل لهم".