طنجة مختار الرمشي
أسدلت الغرفة الجنحية في المحكمة الأبتدائية في طنجة، مساء أمس الخميس، الستار على القضية المثيرة للجدل، التي يتابع فيها أربعة أشخاص، والتي قضت ببراءة المتهمة بنقل فيروس "السيدا" مليكة.س، إلى عدد من الضحايا عن طريق الممارسة الجنسية.
كما قضت بسقوط الدعوة العمومية، بسبب التقادم في حق زوج المتهمة جلال.ن، و قررت إدانة المتهمين زكرياء.م و أيوب.س، المتابعين على خلفية هذه القضية، وحكمت عليهما بشهرين حبسًا مع إيقاف التنفيذ، بعدما ثبت في حقهما جنحة الفساد.
وأفاد مصدر مطلع، أنَّ هيئة المحكمة قررت براءة مليكة.س، بعدما إرتأت أنَّ الاثبات غير قائم، وتكونت لديها قناعة بعدم ثبوت جنحة الإيذاء العمدي في حق الأشخاص الذين مارست معهم الجنس.
وأوضح المصدر، أنَّ هذا الحكم جاء بعد جلسات عديدة، استمعت فيها المحكمة لدفوعات المتهمين وموكليهم، وإلى ممثل النيابة العامة، الذي كان يطالب بإنزال أشد العقوبات على جميع المتهمين، إلا أنَّ المحكمة ارتأت عكس ذلك، وأصدرت أحكامًا مخففة في قضية يبت فيها القضاء المغربي لأول مرة.
وكانت عناصر الشرطة القضائية، اعتقلت المتهمة(36 عامًا)، بعد أنَّ تقدم كل من زكرياء.م( 35 عامًا)، وأيوب.س( 25 عامًا)، بشكاية لدى مصالح الدائرة الأمنية الأولى، أفادا خلالها بأنهما مارسا الجنس مع المتهمة، التي استدرجتهما.
وأبرزوا في شكايتهما أنَّه بعد ذلك، إتصلت بهما إحدى صديقات المتهمة وأخبرتهما عن طريق الهاتف بكون السالفة الذكر مصابة بفيروس "السيدا"، إذ أكّد زكرياء أنَّه مارس الجنس مع المتهمة ثلاث مرات، وأوضح أيوب أنَّه مارس الجنس معها مرة واحدة.
على إثر ذلك، وبتعليمات من وكيل الملك، تم وضع المتهمة رهن تدابير الإعتقال الاحتياطي، كإجراء احترازي لتعميق البحث معها حول هذه القضية، كما تم اعتقال زوجها بعد التنقل إلى مسقط رأسه في مدينة وجدة، وكذا المشتكيين، إذ تم عرض الجميع على مركز تحاقن الدم في المدينة، لإخضاعها لتحاليل مخبرية.
وأسفرت نتائج التحاليل، عن كون المتهمة وزوجها حاملين لفيروس "السيدا"، وأنَّ نتيجة تحاليل كل من زكرياء، الذي يتحدر من الرشيدية، وأيوب، المنحدر من الخميسات، سلبية تؤكّد عدم حملهما للفيروس.
وكانت المتهمة، اعترفت بأنَّها كانت تعلم بإصابتها بهذا المرض، الذي انتقل إليها عبر زوجها في مدينة وجدة، وأبرزت أنَّ الأسباب التي دفعتها لممارسة الجنس مع أشخاص وهي تعلم بمرضها، كانت بدوافع انتقامية من الرجال.
وأشارت إلى أنَّها ضاجعت عددا من الشباب، إلا أنَّ الأبحاث أسفرت على التعرف على اثنين فقط، هما ضحيتان المتابعان في نفس القضية.