سوف يتعين على جميع طلاب فرجينيا استخدام جهاز كومبيوتر للتمكن من دخول اختبارات التعليم الأولية لهذا العام، مما يجعل فرجينيا واحدة من الولايات التي تتجاهل بشكل كامل الاختبارات الورقية المنتشرة في كل مكان تقريبا. ومع إجراء اختبار الربيع في القراءة والرياضيات في العديد من المدارس هذا الأسبوع، يعني التحول إلى الاختبارات الإلكترونية أن فرجينيا - وهي واحدة من الولايات القليلة التي لم تتبن المعايير الأكاديمية الوطنية - قد أصبحت نموذجا لعشرات من الولايات التي تخضع لتلك المعايير. وتسارع تلك الولايات للحاق بالموعد النهائي الذي يقترب سريعا لإجراء اختبارات إلكترونية مناظرة. وقد تطلب الأمر أكثر من عشر سنوات من الاستثمار في التكنولوجيا المدرسية والتطويرات في فرجينيا من أجل الوصول لهذه النقطة.. بينما عملية تحديث أجهزة الكومبيوتر وإمكانية الدخول على الإنترنت بسرعة، في ظل اقتصاد بطيء بالنسبة للولايات الأخرى، «مسألة تكلفتها 64.000 دولار»، أو «ربما تضاف بعض الأصفار الإضافية»، بحسب دوغلاس ليفين، المدير التنفيذي لاتحاد مديري التكنولوجيا التعليمية بالولاية. وفي يونيو (حزيران) 2011، كانت الولايات تجري بعض الاختبارات الإلكترونية، ولكنها عادة ما كانت على نطاق محدود، بحسب آخر استبيان أجراه الاتحاد الوطني. ومن المقرر أن ينتقل هؤلاء الذين وقعوا على المعايير الوطنية المعروفة باسم «القالب المشترك» - وهو يتكون من 45 ولاية وواشنطن العاصمة - إلى الاختبارات الإلكترونية في القراءة والرياضيات بحلول العام الدراسي 2014-2015. ويقول مؤيدون للاختبارات الإلكترونية إنه يمكن الحصول على نتائج الاختبارات بصورة أسرع، ويمكن استخدامها من أجل وضع أسئلة مركبة، كما تقل معها احتمالات التلاعب في الاختبارات. غير أن الاختبارات الجديدة، التي يجري إعدادها من قبل اتحادين للولايات بتمويل من الحكومة الفيدرالية قيمته 330 مليون دولار، تشكل تحديا تكنولوجيا هائلا للمناطق التعليمية. لكن تلك الاختبارات أيضا تسلط ضوءا على قضية عدم المساواة المزعجة.. إذ إن بعض المدارس لا تتوفر لديها إمكانية الدخول على الإنترنت فائق السرعة. وكشف التسارع أخيرا نحو إجراء الاختبارات الإلكترونية عن زيادة أوجه الخلل والمؤشرات التي يقول كثيرون إنها تنذر بمشكلات أكبر. وقد اعترضت الاختبارات الإلكترونية الجديدة التي بدأت هذا الربيع في أوكلاهوما ومينيسوتا وإنديانا وكنتاكي مشكلات فنية واسعة النطاق، إلى جانب عقبة بطء التحميل.. والتي تسببت في اضطرار العديد من الطلاب لإعادة التحميل والبدء من جديد. وتعتبر العقبات الفنية الضخمة أحد الأسباب الكبرى وراء تطلع القادة في بعض الولايات إلى تطبيق أكثر بطئا للمعايير الوطنية، والتي أعلن عنها حكام الولايات رسميا قبل عامين كاستراتيجية حيوية لضمان التنافسية العالمية للدولة. وترتبط تقييمات المدرسين والمديرين بشكل متزايد بنتائج الاختبارات، غير أن التربويين البارزين يطالبون بوقف النتائج المترتبة على الاختبارات خلال فترة التحول. وقال مسؤولون من ميريلاند وواشنطن العاصمة، اللتين تلتزمان بالمعايير الوطنية، هذا الأسبوع، إنهم يسيرون على الطريق نحو إجراء اختبارات إلكترونية كاملة في العام الدراسي 2014-2015.. لكن حتى الآن، أجرت واشنطن العاصمة تقييما صحيا على الإنترنت يعرف باسم «دي سي سي إيه إس» (DC Comprehensive Assessment System، أو نظام التقييم الشامل لمقاطعة كولومبيا) في 14 مدرسة فقط. وفي ميريلاند، يتم إجراء اختبارات العلوم منذ قرابة خمسة أعوام، إلا أنه لا تجرى أي اختبارات أخرى معتمدة على استخدام الكومبيوتر في أنحاء الولاية. لم يقم مسؤولو التعليم بولاية فرجينيا مطلقا بالتوقيع على «المعايير الوطنية»، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن عملية إدخال تغيير كامل على التعليمات والاختبارات ستكون معطلة جدا.. وعلى الرغم من ذلك، فقد قاموا بتحديث معايير التعلم الخاصة بالولاية، معتمدين المعايير الوطنية كدليل إرشادي. وقدمت ولاية فرجينيا اختبارات رياضيات أكثر تعقيدا في العام الماضي، مما أدى لهبوط ملحوظ في الدرجات. وفي هذا العام، تجري الولاية اختبارات قراءة وعلوم وكتابة مطورة. وتستفيد الاختبارات من التنسيق الإلكتروني، وتتجاوز نطاق أسئلة الاختيار من متعدد إلى توظيف مهارات التفكير العليا. ويعود الاتجاه إلى الاختبارات الإلكترونية في فرجينيا إلى عام 2000، ويتماشى مع اتجاه أقوى لتوسيع نطاق استخدام التكنولوجيا في المدارس. وللمساعدة في تمويل التطويرات التكنولوجية، خصصت الجمعية العمومية مبلغا يقدر بنحو 60 مليون دولار للمناطق التعليمية سنويا. وتعاقدت الولاية مع «بيرسون»، وهي دار نشر تعليمية وشركة للتقييمات، لتطوير الاختبارات الإلكترونية. وبحلول عام 2007، أجرت المناطق التعليمية 1.5 مليون اختبار إلكتروني؛ وهو ما يمثل نحو 54 في المائة من إجمالي الاختبارات على مستوى الولاية. وبحلول العام الماضي، أجرت ولاية فرجينيا 2.7 مليون اختبار إلكتروني، أو ما يعادل 94 في المائة من إجمالي الاختبارات. وكانت مقاطعتا لودون وبرينس ويليام تجريان كل الاختبارات على الإنترنت في العام الدراسي الماضي. وتستكمل مقاطعتا أليكساندريا وفيرفاكس أنظمتهما الجديدة بالمدارس الابتدائية هذا الربيع. وسوف يكون عدد محدود من طلاب التعليم الخاص قادرا على اجتياز الاختبار الورقي. وحتى مع احتياج تفعيل التغيير إلى أكثر من عشر سنوات، كانت هناك عقبات، بحسب سارة ساسبري، مدير إدارة الاختبارات وتسجيل الدرجات وإعداد التقارير بالولاية. وتتذكر أوجه الخلل في البرامج وتعطل وحدات الخدمة.. من قبل، تم قطع أسلاك الألياف الضوئية بإحدى المدارس خلال أعمال بناء. وفي عام 2007، تعين على ما يقرب من عشرة آلاف طالب، من بينهم كثيرون في شمال فرجينيا، بدء اختباراتهم من جديد بسبب مشكلات بالإنترنت.. لكن قدرة المناطق التعليمية على تعقب المشكلات بدأت تتحسن، بحسب ساسبري. وقد انقطع التيار الكهربي بمدرسة لانيار المتوسطة لمدة نصف ساعة هذا الأسبوع خلال إجراء اختبار، لكن مجموعة البطاريات الاحتياطية ساعدت في إجراء الاختبار، بحسب كاثلين أوليفر، مديرة مكتب اختبارات الطلاب بمقاطعة فيرفاكس. ويقول ليفين إن التحول الصعب يتمثل في إجبار المناطق التعليمية على التعامل مع الدور الذي ستلعبه التكنولوجيا في الفصل الدراسي. لقد كانت بعض المدارس «مدفوعة بفكرة أنها مرحلة (يجب أن تمر)».. غير أنه يقول إنه قد حان وقت اتخاذ القرار، متابعا: «هل نحن ننظر للتكنولوجيا باعتبارها شيئا من الجيد امتلاكه، أم أنها في واقع الأمر جزء مما يبدو عليه التعليم؟».