المنامة ـ وكالات
يعد العصر الحالي عصر تكنولوجيا الاتصالات وتطبيقاتها في جميع المجالات سواء أكانت مدنية أم عسكرية ، مثل : التسليح ، والمواصلات ، والأقمار الصناعية والفضاء ، والطب ، والتعليم وغيرها من المجالات ، وبالتالي انعكس ذلك على كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية . ونتيجة للتقدم المذهل في تكنولوجيا الاتصالات وما توفره من إمكانيات في جميع المجالات بصفة عامة ، ومجال الخدمات بصفة خاصة تتجه الدول المتقدمة حالياً نحو قطاع خدمي متوسع ومتطور وقطاع صناعي متدهور، فنجد أن القطاع الخدمي في الدول المتقدمة يمثل 70% من الاقتصاد ، ففي أمريكا لا تشكل الصناعــــة إلا 29.9 % من الاقتصاد ، وفي إنجلترا تشكل حوالي 30 % ، وفي فرنسا تشكل حوالي 28.7% ، ويتوقع بعض الاقتصاديين أن القطاع الصناعي في أمريكا سوف يتقلص حتى يصل إلى مستوى القطاع الزراعي ، أي إلى حوالي 2% ، وستخلق وظائف وصناعات جديدة بواسطة التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (30 : 23-24 ) . * يشير الرقم الأول إلى رقم المرجع بقائمة المراجع ، والرقم الثاني يشير إلى أرقام الصفحات بالمرجع وتعد الإنترنت إحدى التقنيات الحديثة التي أسفرت عنها تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حجم مستخدمي شبكة الإنترنت في العالم وصل 459 مليون شخص خلال النصف الثاني من عام 2001م ، أي بزيادة 30 مليوناً عن النصف الأول من العام نفســـه ، وأن نصف مستخدمي الإنترنت يتمركزون في الولايات المتحدة الأمريكية ، على الرغم من أنها لا تضم سوى نحو 4.5% من مجمل سكان العالم ، ومن المتوقع أن يصل مستخدمي الإنترنت في العام 2002م إلى نحو 500 مليون مستخدم. (14: 25-34) وفي الوطن العربي تشير الإحصائيات أن عدد مستخدمي الإنترنت في بداية عام 2001م يقدر بنحو 3.54 مليون مستخدم بزيادة قدرها 1.5 مليون مستخدم مقارنة بالعام الماضي مع توقع وصول هذا الرقم إلى 5 ملايين مستخدم في نهاية العام 2001م ، وسيتضاعف إلى ما بين 10 – 12 مليون في عام 2002م ، سيتركز 49 % منهم في منطقة الخليج العربي ، والتي تقدر نسبة استخدام الإنترنت بها حاليا إلى 5.6 % (1: 14-16) . ويتوقع فينتون سيرف ( أحد الرواد الأوائل في الإنترنت ) أن الإنترنت ستكون بحلول عام 2005م بحجم شبكة الهاتف اليوم ، وسيمهد الحكم الذي صدر عن الهيئة الفيدرالية للاتصالات في أمريكا عام 1996م الطريق في النهاية لاندماج التلفزيون والإنترنت ( 9: 2-6) ويعد التعليم في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعصر الاقتصاد العالمي سلعة أكثر حيوية ومقدمة للنجاح وقوة محركة للتغيير، لذلك من المهم أن ندرك أنه يجب علينا أن نتعامل اليوم مع التعليم بطريقة تختلف عن الماضي . فلقد أشار التقرير المعنون بـ " القضايا الأكثر أهمية " والتي أعدته اللجنة القومية للتعليم ومستقبل أمريكا إلى أن العالم لم يشهد مرحلة مثل المرحلة الحالية ، حيث يكون نجاح الأمم والشعوب وحتى بقاؤها مرتبطاً بقدرتها على التعلم ، ولا يوجد في المجتمع اليوم مجال واسع لغير الماهرين الذين لا يجيدون استخدام مصادر المعرفة ، وتحديد المشكلات وحلها وتعلم التقنيات الحديثة (9 : 2-6) ويعد التعليم الإلكتروني من أهم التطبيقات لتكنولوجيا الاتصالات في مجال التعليم ، حيث يقوم أساسا على ما توفره هذه التكنولوجيا من أدوات متمثلة في الحاسب الآلي والإنترنت ، والتي كانت سببا في انتشاره وتطويره ، ويعرف التعليم الإلكتروني بأنه " استخدام جميع الوسائط المتعددة بما فيها شبكة المعلومات الدولية وما تتمتع به من سرعة في تدفق المعلومات في المجالات المختلفة لتسهيل استيعاب الطالب وفهمه للمادة العلمية وفق قدراته وفي أي وقت شاء "(24: 5-12) . و يري التربويون أن التعليم الإلكتروني يحقق عدداً من المزايا : منها أنه ينقل العملية التعليمية من المعلم إلى المتعلم ، ويجعله محور العملية التعليمية بما يجعل المتعلم فعالًا وإيجابياً طول الوقت ، وينمي مهارات البحث والاستقصاء والتعلم الذاتي ومهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية لدى المتعلمين ومهارات التفكير من خلال جمع المعلومات وتصنيفها ونقدها ، ومهارات انتقاء المعرفة وتوظيفها ، كما أنه يساعد الإدارات التعليمية في التغلب على نقص المعلمين والتغلب على مشكلة الدروس الخصوصية ، كما ينمي المهارات الأكاديمية لدى المعلمين من خلال Video conferencing والاطلاع على التجارب والبحوث في مختلف أنحاء العالم (38) (5: 19) ويحقق التعليم الإلكتروني المزايا السابقة من خلال العديد من الأنشطة والوسائل ، حيث تري هاريزHarris 1998 (45: 39-41) أن الأنشطة التعليمية المستخدمة في التعليم الإلكتروني والتي يمكن أن تحقق أهداف المنهج المدرسي تنقسم إلى ثلاثة مجالات رئيسية هي: المجال الأول : الاتصال وتبادل المعلومات بين الأفراد ، المجال الثاني : جمع المعلومات وتحليلها ، المجال الثالث : حل المشكلات ، وتتم هذه الأنشطة من خلال وسائل عديدة منها المقرر الإلكتروني ، والكتاب المرئي. وتشير الدراسات إلى أن أكثر من 35.000 معلم ، و250.000 طالب في مدارس التعليم العام والجامعات والكليات والمنظمات في جميع أنحاء العالم يستخدمون مقررات إلكترونية على شبكة Blackboard ، وبلغ عدد الملتحقين بشبكة Online learning نحو 20.000 طالب في خمسين ولاية أمريكية ، وأن هناك 80 منطقة تعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية طرحت أكثر من 1700 مقرر على الإنترنت ، وفي الولايات المتحدة بلغ عدد المدارس المتصلة بشبكة الإنترنت 87.000 مدرسة بها ستة ملايين جهاز حاسب شخصي ، وبلغ عدد الرسائل المرسلة بالبريد الإلكتروني 2.2بليون رسالة يومياً ، ولم يعد الحاسب يستخدم في تعليم الطلاب العاديين فقط ، بل الطلاب المعاقين سمعياً وبصرياً، والطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، والطلاب الموهوبين أيضا ، وأصبح الحاسب يستخدم في التعليم عن بعد ، وفي المكتبات والنشر الإلكتروني وغيرها (10: 193-210).