غزة - صفا
بدت مدارس حي الشجاعية شرق غزة فارغة إلى حد كبير من الطلاب جراء انتقال معظم سكان الحي الذي تعرض للتدمير خلال العدوان الإسرائيلي الأخير للسكن في مناطق شمال وغرب مدينة غزة.
وما تبقى في هذه المدارس بعض الطلاب الذين تمكنت عائلاتهم من السكن في منزلهم بعد معالجته ميدانياً، وأخرين فضلوا البقاء فيها رغم بعد المسافة عن سكنهم الجديد.
الطالبة غيداء البطنيجي (9سنوات) تدرس في مدرسة شهداء المنطار الواقعة شرق حي الشجاعية على الرغم من سكنها بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة تقول لـوكالة " صفا" : " آتي كل يوم لمدرستي من أجل رفيقاتي ومدرساتي التي تعودت عليهم وهم يعاملوننا كأننا أطفالهم بكل أريحية".
وما دفع الطالبة البطنيجي أيضاً للالتزام بمدرستها رغم بعد المسافة هو عدم اكتظاظها بالطلاب كمدارس المنطقة الغربية التي لجأ إليها معظم النازحين.
وتضيف "خلال العدوان على غزة أصيب منزلنا بقذائف المدفعية الاسرائيلية، وانتقلنا بعد ذلك لمنطقة الثلاثيني وسط مدينة غزة، وبعدها تم استهداف منزل بالقرب منا وانتقلنا لبيت أقربائي في منطقة الشاطئ، ولا أريد ان تبقي عائلتي هناك، ولا أريد أن أدرس بمدارس الشاطئ".
وكان تقرير إحصائي أصدرته وزارة التربية والتعليم أكد أن الأضرار التي لحقت بقطاع الأبنية المدرسية نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ أكثر من 13 مليون دولار، وقال نائب مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الوزارة معتصم الميناوي إن 174 مدرسة حكومية قد تضررت, منها26 مدرسة قد تضررت بشكل كامل خلال افتتاح العام الجديد.
الطلاب والمدرسين
فيما يصرف الطالب وائل الحرازين 15 عاماً المقيم في مدرسة إيواء بحي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة بعد أن دمر الاحتلال منزله في حي الشجاعية يومياً أكثر من 6 شواكل من أجل الوصول إلى مدرسته في الحي المدمر.
ويقول : " لأنني تربيت هنا (الشجاعية)، لا أريد الدراسة في مدراس غرب غزة لاكتظاظ الطلاب داخل الصفوف". ويضيف " هنا يعرفوني من الثالث الابتدائي، وأنا الأن في الصف التاسع، أما هناك فأحتاج إلى علاقات جديدة".
أما الطالب ضياء النواتي ويبلغ من العمر 6 سنوات رفض العودة لمدرسته القديمة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفضل البقاء بمدرسة حسن البصري غرب غزة لعدم مقدرة والده دفع أجرة المواصلات مع أجرة المنزل الذي يقطن به.
ويضيف النواتي وبجواره العشرات من طلاب حي الشجاعية يتلقون تعليهم في مدارس غرب غزة، " هنا يوجد العديد من سكان الشجاعية في مدراس غرب غزة بسبب الدمار في بيوتنا وشوارعنا، وعدم توفير لنا مواصلات تنقلنا هنا ما سبب زيادة في فصول التعليم واكتظاظ كبير بين الطلاب".
ويطالب النواتي وزارة التربية والتعليم بتوفير مواصلات لهم للعودة إلى مدارسهم بحي الشجاعية.
إدارة المدرسة
وتشير مديرة مدرسة حسن البصري في غرب غزة صفاء جرادة إلى زيادة في أعداد الطلاب في مدارس غرب غزة، وتقول : " كان عدد طلاب الفصل قبل العدوان بالمدرسة من 25 – 27 طالب وتزايد العدد ليصل إلى 37 إلى 40 طالب مع زيادة شعبتين بعد العدوان".
وأكدت جرادة لـوكالة " صفا " أن هناك العديد من الطلاب في المدرسة قادمين من حي الشجاعية يقيمون بجوار المدرسة بسبب الدمار الكبير في منازلهم.
وتوضح بأن المدرسة بكافة مدرسيها يعملون على قدم وساق من أجل التخفيف عن الطالب الذي يعاني من أمراض نفسية بكافة الطرق منها تعزيز الثقة بين الطالب والمدرسة لكي يبوح لها ما يخيفه أو يخشاه حتى تستطيع هي بدورها تقديم المساعدة.
من جانبها، تقول مديرة مدرسة شهداء المنطار الأساسية للبنات سمر الصفدي إن الصفوف في المدرسة بحالة طبيعة ولا تعاني من اكتظاظ بسبب تنقل العديد من الحي من أصحاب البيوت المدمر بشكل كلي إلى غرب غزة.
وأكدت بأن هناك العديد من الطلاب المقيميين غرب غزة ويأتون لمدرسة المنطار لتقلي الدراسة على الرغم من تكلفهم الكثير من المواصلات، مشيرة إلى أن الوزارة يجب عليها النظر حيال هذا الموضوع ولهذا الفئة من الطلاب.
وقالت الصفدي لـوكالة " صفا " : " تأتينا أوامر من التريبة والتعليم العالي باستقبال أي طالب يريد الالتحاق بالمدرسة حتى لو كانت المدرسة مكتظة بالطلاب".
بدوره، طالب مجدي المغني نائب مدير مدرسة معاذ بن جبل الاساسية للبنين الواقعة أقصى شرق حي الشجاعية وزارة التربية والتعليم العالي بتقديم مزيد من الحلول للطلاب التي ترفض الانتقال من مدرستها والذهاب لمدارس غرب غزة، موضحاً بأن الوزارة يجب أن توفر مواصلات للطلاب أو توسيع الفصول بغرب غزة.
وأوضح المغني بأن المشكلة في الطلاب المقيميين غرب غزة يأتون إلى المدرسة متأخرين بسبب ازدحام الطريق وبعد المسافة، مشيراً إلى أن الطالب يأتي أحيانا بملابس غير جيدة للمدرسة بسبب إقامته في مدرسة تابعة لـ"أونروا" "ما يجعلنا نقدم تسهيلات بسبب الازمة التي يمر بها هو وعائلته".
وزارة التربية والتعليم
بدورها، قال نائب مدير عام العلاقات الدولية والإعلام بالوزارة معتصم الميناوي إن الوزارة لم يصلها شكوى بخصوص توفير المواصلات للطلاب المقيمين بغرب غزة، وفي حال تم ذلك ستنظر الوزارة بالشكوى بشكل مباشر لإيجاد الحلول.
وكانت وزارة التعليم وفرت 15 حافلة لنقل المعلمين من جنوب القطاع إلى شماله ذهاباً وإياباً، من أجل التخفيف عن المعلمين ومراعاة ظروفهم، خاصة وأنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ 8 أشهر.