الرباط ـ يوسف عصام
أشرف امحمد خلفي المدير الإقليمي لـ وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في بني ملال، على تأطير لقاء تواصلي، الجمعة، بشأن تجربة الدعم التربوي في النظير، التي بادرت الإدارة التربوية في ثانوية المحمدية الإعدادية إلى اعتمادها ضمن مشاريعها التقويمية، الهادفة إلى استثمار قدرات ومهارات التلاميذ والتلميذات المتفوقين والمتفوقات، وتوظيف نتائجها لصالح الفئة المتعثرة، من خلال الإشراف التطوعي للمتميزين على تأطير حصص الدعم التربوي، وفق مقاربات تفاعلية وتكاملية، تهدف إلى تجاوز النواقص والرفع من حجم التحصيل الدراسي في شقيه التربوي والبيداغوجي.
وعرف اللقاء، الذي حضره مديرو ومديرات مؤسسات الثانوي الإعدادي، إلى جانب رئيسي مصلحتي تأطير المؤسسات التعليمية والتوجيه، والشؤون القانونية والتواصل والشراكة، عرض "شريط فيديو" يتضمن تسجيلًا لبعض الحصص الدراسية لمستوى الثالثة في ثانوية المحمدية الإعدادية، تم خلاله تقديم نماذج من دروس الدعم التربوي بالنظير، وتمت الدعوة إلى تقاسمها مع باقي الفاعلين وفق خطة محكمة ومنهجية عمل واضحة، تشكل المؤشر الحقيقي والواقعي لتجاوز كل مايمكن أن يطرح من معيقات، ودعا المدير الإقليمي بالمناسبة الجميع إلى الاستئناس بمشروع الدعم التربوي بالنظير، مع إمكانية تطويره وفق خصوصية الوسط المدرسي، وتحفيز الطاقات المؤطرة للبنية التربوية ذات الصلة بحصص الدعم، وتمكينها من إبراز قدراتها، وسط أجواء يسودها الانسجام والتكامل وتبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الفئات التلاميذ.
واختتم اللقاء بزيارة فضاء ثانوية المحمدية الإعدادية، وتتبع أطر الإدارة التربوية حصصًا للدعم التربوي لمادتي الفرنسية والرياضيات داخل بعض الفصول الدراسية، ووقفوا على سير مراحلها ومنهجية تعاطي التلميذات المؤطرات مع احتياجات المتعثرين والمتعثرات من الفئة التلاميذ المستهدفة. ورغبة في استخلاص العبر والقيمة المضافة من دروس الدعم التربوي بالنظير، تبادل أطر الإدارة التربوية مع التلميذات المؤطرات والتلاميذ المستفيدين، أطراف الحديث بشأن مؤشرات المستويات الدراسية قبل وبعد الحصص الداعمة، وسجل الجميع عقب ذلك انطباعاته التفاؤلية حول الجدوى من حصص الدعم التربوي بالنظير، فيما كشف المستفيدون والمستفيدات عن إيجابيات مشروع الدعم التربوي، ومدى إسهامه في تكسير حاجز الارتباك والخوف، وإزالة المعيقات التي كانت تعترض مسارهم التربوي.
وعلى هامش اختتام اللقاء التواصلي، سجل المشاركون بعضًا من إيجابيات مشروع الدعم التربوي بالنظير، معتبرين إياه رهانا أساسيا لتجويد العرض التربوي والارتقاء بمستويات التلاميذ، وفرصة حقيقية لإبراز القدرات والطاقات والكفاءات، والسعي إلى النأي بالتلاميذ عن مختلف مظاهر الانحراف وإشراكهم في الارتقاء بمساراتهم التربوية، وخلص الجميع إلى كون المبادرة ستساهم إلى حد كبير في التخفيف من عبء تكلفة الأسر، والحرص على مراقبة الأبناء، وذلك من خلال الاطلاع على جداول الحصص الدراسية المخصصة للدعم التربوي بالنظير.
وأكد المدير الإقليمي في الختام أن اللقاء يندرج ضمن مقتضيات المشاريع المندمجة 9 و10 ذات الصلة بالارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية، والإصلاح الشامل لمنظومة التقييم والامتحانات والتوجيه التربوي والمهني، فضلا عن كونه يستمد دعاماته من المشروع المندمج رقم 15 المتعلق بالتعبئة والتواصل، واعتبر أن تلاقح الأفكار وتبادل المقترحات والتصورات بين كافة الفاعلين، رهانات تشكل في مجملها خارطة طريق لبلورة مضامين الإصلاح.