الرباط - المغرب اليوم
يضم كتاب جديد تقييما لتجربة التعليم عن بعد، ووقوفا عند مكامن ضعفها وقوتها، في سبيل “استخلاص الدروس والعبر لتجاوز بعض الاختلالات والتحديات التي صاحبت هذه التجربة، بهدف الدفع بالمنظومة التعليمية إلى الأمام حتى تستجيب لتطلعات الأجيال الحالية والمستقبلية وللرهانات الاقتصادية والمجتمعية”.هذا الكتاب الذي نشره المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين سوس ماسة -الفرع الإقليمي طاطا، وصدر عن “دار العرفان للنشر – أكادير”، عنون بـ”التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا: قراءة في الحصيلة ومدارسة في التأثيرات المستقبلية”.ونسق هذا الكتاب الجديد مولاي الخليفة لمشيشي وأحمد أوالطالب محند، الأستاذان المكونان بالفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – طاطا، ويضم أعمال الندوة الوطنية التي نظمها المركز، بشراكة مع مركز الواحة للدراسات والأبحاث والتنمية.ويأتي هذا المؤلف بعدما شهدته البلاد من اعتماد التعليم عن بعد كوسيلة لاستمرار التربية والتكوين خلال جائحة “كورونا”، بشكل كلي ثم بشكل جزئي، بعد تخفيف حدة تدابير الاحتراز من انتشار “الفيروس”.
ووقف الكتاب عند أدوار الأطر التربوية والإدارية وأطر المراقبة التربوية في ضمان الاستمرارية البيداغوجية خلال الحجر الصحي والطوارئ الصحية، والإنتاج الديداكتيكي والمصاحبة البيداغوجية في التعليم عن بعد، وأدوار هيئة التأطير والمراقبة التربوية، والجوانب النفسية والاجتماعية للتعليم عن بعد.وتطرق هذا المؤلف الجماعي لرهانات وتحديات الاستمرارية البيداغوجية، وتجربة التعليم عن بعد المأمولة، والفرص التي تتيحها المصاحبة البيداغوجية أثناء التعليم لتعزيز التغيير بمنظومة التربية والتكوين، ودور المفتش التربوي في تأطير التعليم عن بعد في ظل توقف الدراسة الحضورية، إضافة إلى تقديم وجهة نظر التأطير التربوي في تدبير عملية إنتاج الموارد الرقمية المتلفزة.كما بحث الكتاب في رهانات البيداغوجيا والإكراهات الاجتماعية والنفسية للتعليم في ظل أزمة جائحة كوفيد-19، وإستراتيجيات التعلم الرقمي، وتمثلات المتعلمين للتعليم عن بعد، والتربية الدامجة من خلال مشروع القسم الدامج والمشروع البيداغوجي الفردي.وأورد المؤلف الجديد في ملاحقه كرونولوجيا المذكرات الوزارية التي أطرت أنماط التعليم في ظل جائحة كورونا “كوفيد-19″، والمذكرات الجهوية على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين سوس ماسة.
وأوصت الندوة الوطنية، التي صدرت أعمالها في هذا المؤلف الجديد، باستثمار الفرصة الراهنة “للدفع بعملية التعليم والتكوين للأمام وتطويرها في المرحلة المقبلة”، كما نصت على “ضرورة مأسسة التكوين عن بعد”، ونبهت إلى “أهمية تحفيز الموارد البشرية وإيجاد الآليات القانونية لتفعيلها”، و”الرفع من حصص تكوين الأساتذة المتدربين في مجال المعلوميات، وخاصة إنتاج الموارد الرقمية والتعامل مع المنصات الرقمية التفاعلية”.ودعت التوصيات إلى “ضمان تكافؤ الفرص بين المتعلمين لاستعمال الموارد الرقمية والولوج إليها”، و”وضع برنامج خاص بالتكوين المستمر على مستوى المديريات للأساتذة الممارسين في إنتاج الموارد الرقمية والتعامل مع المنصات الرقمية التفاعلية”، مع “ضرورة ضمان الولوج المتكافئ للمتعلمين للخدمات التعليمية عن بعد”، و”تعزيز الاستقلالية المهنية للمؤسسات التعليمية”.كما نصت التوصيات ذاتها على “تأهيل القطب البشري ومصاحبته وتأهيله بأطره المرجعية”، و”توفير الحاجيات اللوجستيكية لإنجاح عملية التعليم عن بعد”، و”الرفع من حجم الإنتاج وتجويد الموارد الرقمية المقدمة”، مع “تحفيز المتعلمين للمشاركة في عملية التعليم عن بعد”، وأخذ التربية الدامجة بعين الاعتبار في عملية التعليم عن بعد، و”تكوين فئة للدعم الاجتماعي والنفسي”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مرسوم التعليم عن بعد يدخل مرحلة التقنين كمكمل للتعليم الحضوري
جامعة محمد الأول في وجدة تنظم "الجامعة الدولية الصيفية" الثانية عن بعد