الرئيسية » كتب ومراجع وأبحاث
الشخصيات الكرتونية أنسب وسيلة لتثقيف الطفل

القاهرة ـ وكالات

يحتاج الأطفال إلى رعاية حقيقية ترتبط بالطريقة التربوية وأسلبوها لضمان شخصية مستقبلية سويّة، وبناء جسدٍ سليم ومعافى، ولكن تبقى المشكلة في أسلوب هذه الرعاية وتفاصيلها، إذ ليس من السهل على الطفل أن يتقبل كل المعلومات بطريقة التلقين دون أن يفهمها كاملة.فلا أحد يستطيع أن ينصح الطفل ويرشده أكثر ممن يشبهونه في العمر وفي التركيبة الاجتماعية والبيئية، في حين تبقى نصائح الكبار بعيدة بحكم مسافة العمر والتجربة.ومن بين الحلول المتاحة تظهر الشخصية الكرتونية كأداة ناجحة وفعالة في جذب الأطفال نحو التمييز بين الصواب والخطأ، على اعتبار أنه يمكن تطويعها لتناسب بيئة المكان والزمان، والتحكم بشخصيتها من حيث العمر واقترابها من مشاكل الطفل وما يعانيه في البيت والمدرسة ومع الأصدقاء. وبشكلٍ عام تؤثر أفلام الكرتون على وعي وسلوك الطفل وتحدد وجهات نظره وقناعاته وفهمه للحياة، من خلال توفير بيئة واعية موجهة، تمكنه من إشباع حاجاته المتنوعة، حتى يصل إلى سنٍّ تمكنه من إدراك محيطه، حيث يتفاعل مع بيئته فيكتسب المهارات والمعارف والخبرات.عند نقل أفلام ومسلسلات الكرتون للواقع من خلال شخصياتها، فإنها تطرحه بصورة مبسطة ومحببة للشريحة العمرية الموجهة إليها، ما يعني سهولة في الإدارك لطبيعة ما يجري واستيعاب المقولة النابعة من الأخلاق الحميدة والعادات الإيجابية التي تسعى مثل تلك البرامج لتعليمها لأبنائنا. ومنها: الشجاعة، الصدق، الكرم، مساعدة الآخرين، ضرورة التعليم وغيرها. ويتم ذلك بواسطة الشخصيات الكرتونية التي تترك بصمات مؤثرة على أفراد الشريحة العمرية التي تخاطبهم وتصبح أحيانا عنصرا فاعلا في عملية التنشئة الاجتماعية.وتسعى الأفلام الكرتونية إلى أن تقدّم نصائحها من خلال سرد قصة يواجه فيها البطل تجربة ما، قد يتعرض للأخطار والأشرار إلا أنّ الخير الموجود لديه لا بد من أن ينتصر. وأحياناً قد تغدو التجربة أبسط بمراحل، كعرض مشكلته بموضوع ما في المدرسة أو مع أصدقائه أو مع العائلة داخل المنزل. لكن في جميع الأحوال هناك درس ينبغي تعلّمه يتم التركيز فيه على الأخلاق الاجتماعية المتفق عليها بين جميع بني البشر.ومع أنّ الأطفال يتأثرون بالشخصيات الكرتونية بغض النظر عن جنسيتها بشرط أن تكون مترجمة إلى اللغة التي يتكلمونها ليفهموها كاملة، إلا أنهم يفضلون تلك النابعة من بيئتهم المعيشة بأسمائها وشوارعها ومشاكلها، فالاقتراب يفتح المجال أمام مزيد من التأثر والتفاعل، كيف لا والبطل الكرتوني يرتدي ذات ملابسهم ويعيش في شوارعهم وحاراتهم ويتكلم بذات اللهجة وله أسماء مشابهة لأسمائهم أو قريبة منها.لا تقترب البرامج الكرتونية بشخصياتها من الأطفال لمجرد أنها تحاكي البيئة والعمر لديهم وتعالج مشاكلهم وتطلعاتهم في الحياة، فتلعب طبيعة الطفل في رؤيته البصرية للأشياء دورا كبيرا بتعلقه بأفلام الكرتون. إذ أنه يميل إلى الألوان والأشكال المبهرة ويستهويه كل ما هو مشوّق ومثير ويحتاج إلى متابعة عالية الدقة وتمعن شديد.بالمقابل ومع تغير نوعية برامج الأطفال التي تبث يوميا على القنوات الفضائية، ينبغي على الأهل مراقبتها لأبنائهم ومعرفة الجيد والسيّء منها حتى لا يقع الأطفال فريسة للأخطاء الإعلامية الاستهلاكية. لقد تغيّرت حقيقةً وأصبحت شخصياتها تعاني من ابتعاد شاسع عن الواقع إلا نادراً، معظمها كائنات فضائية وآلية أو وحوش غريبة لا وجود لها في الواقع، قصصها وأفكارها المطروحة ترتبط بالمغامرة والتشويق على حساب التربية والتثقيف الذين كانت تسعى لهما البرامج والمسلسلات القديمة بشخصياتها المنبثقة من الحياة الطبيعية والتي لا تخلو من التشويق والخيال والإبداع على مستوى الشكل والمضمون.تأثير الشخصيات الكرتونية على حياة ووعي الأبناء لا يقتصر على المسلسلات والأفلام المشاهدة على التلفاز، فالقصص المطبوعة المخصصة للأطفال، استطاعت عبر شخصياتها التي اشتهرت عبر امتداد التاريخ الإنساني، واختلفت وارتبطت بثقافات معينة، وأنماط معروفة في التراث الشعبي، أن تقوم بدور توعوي صحيح للقراء من الكبار والصغار، وبالتالي تسهم في بناء جيل سليم على أكثر من صعيد.ومع أن البعض يعتقد أنّ تأثير الأفلام والمسلسلات الكرتونية، يكون أكبر وأعمق في سلوك وتصرفات الأطفال، تستطيع القصص المصوّرة المليئة بالشخصيات المحببة أن تلقي بتأثيراتها على مدىً أوسع له علاقة بالتحفيز والتشجيع على القراءة والمطالعة من جهة، وبأن المعلومات التي يستخرجها بنفسه عند القراءة ترسخ في ذاكرته ووعيه، أكثر من تلك التي تصل إليه بسهولة وهو مستلقٍ يشاهد التلفاز، من جهةٍ أخرى.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة التربية المغربية تفرج عن النتائج النهائية لانتخاب اللجان…
وزارة التربية المغربية تفرج عن النتائج النهائية لانتخاب اللجان الثنائية
رجال ونساء التعليم غاضبون من "تماطل" أمزازي في التسوية…
رجال ونساء التعليم غاضبون من "تماطل" أمزازي في التسوية المالية للترقيات
"مجلس المستشارين" يفشل في إنجاح المهام الاستطلاعية
"مجلس المستشارين" يفشل في إنجاح المهام الاستطلاعية
"إنجاز المهام" كتاب عن الطرق المناسبة لتحقيق أكبر قدر…
"إنجاز المهام" كتاب عن الطرق المناسبة لتحقيق أكبر قدر من الأهداف
أغلى 5 كتب فى العالم أبرزها "مخطوطة ليستر"
أغلى 5 كتب فى العالم أبرزها "مخطوطة ليستر"

اخر الاخبار

وزير العدل المغربي يؤكد أن مشروع قانون المسطرة الجنائية…
بوريطة يستقبل وزيرة خارجية جمهورية إفريقيا الوسطى حاملة رسالة…
الملك محمد السادس يُهنئ البابا فرانسيس بمناسبة الذكرى الثانية…
انتخاب المغرب بالإجماع لرئاسة الدورة الـ57 للجنة الاقتصادية لإفريقيا…

فن وموسيقى

يسرا تقيّم أعمال رمضان وتؤكد أنها لا تحب المشاركة…
شائعات عن خلاف بين جورج كلوني و زوجته اللبنانية…
المغربية سميرة سعيد تنعى رفيقة طفولتها الفنانة نعيمة سميح…
نيكول سابا تكشف كواليس عودتها القوية إلى الدراما المصرية…

أخبار النجوم

أحمد العوضي تفاصيل قبوله شخصية "فهد" في مسلسله الرمضاني
أكرم حسني يكشف تفاصيل تعاونه مع الفنانة أنغام في…
تامر حسني يُشوّق جمهوره لعمل فني جديد خلال الفترة…
باسم سمرة يكشف أسباب خوفه من عادل إمام وعلاقاته…

رياضة

بكاء محمد صلاح بعد خسارة ليفربول أمام باريس سان…
صلاح ينتقد أداء فريقه رغم الفوز على ساوثهامبتون
الكشف عن حقيقة اعتزال حكيم زياش اللعب دولياً مع…
ظهور أبو تريكة في إعلان النادي الأهلي يُثير ضجّة…

صحة وتغذية

شرب المياه بكثرة في السحور يساعد في تقليل العطش…
فريق طبي مغربي يجري عملية جراحية دقيقة لإعادة زرع…
طرق لتقليل تأثير الحلويات على الجسم وصحة الأمعاء
المغرب يستمر في حملة التلقيح ضد الحصبة "بوحمرون" لرفع…

الأخبار الأكثر قراءة