القاهره - المغرب اليوم
القيمة لغة واصطلاحا
القيمة في اللغة: مشتقة من القيام وهي نقيض الجلوس والقيام معناه العزم لقوله تعالى” وانه لما قام عبدالله يدعوه” أي عزم ، ويجيء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح لقوله تعالى” الرجال قوامون على النساء”، ويجيء القيام بمعنى الوقوف والثبات.
وقد جاء في معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية لجمال الدين سعيد أن: مفهوم القيمة يتشكل بالنظر إلى الاهتمام الذي نوليه لشيء ما أو الاعتبار الذي يكون لدينا عن شخص ما، ويمكن التمييز بين قيم مختلفة كالقيم البيولوجية والاقتصادية والأخلاقية والدينية والجمالية وما إليها.(سلوم وجمل، 2009، 35-36)
وظائف القيم
تعد القيم مكونا من مكونات الشخصية ومعيارا يعمل على توجيه السلوك الصادر عن الأفراد إلى جهة معينة ضمن الإطار الاجتماعي، وتخدم عدة وظائف:وظائف القيم على المستوى الفردي
وظيفة القيم على المستوى الفردي
تلعب القيم دورا هاما في تشكيل الشخصية الفردية وتحديد أهدافها في إطار معياري صحيح.
تعطي الفرد إمكانية أداء ما هو مطلوب منه وتمنحه القدرة على التكيف والتوافق الإيجابيين، وتحقيق الرضا عن نفسه، لتجاوبه مع الجماعة في مبادئها وعقائدها الصحيحة.
تحقق للفرد الإحساس بالأمان فهو يستعين بها على مواجهة ضعف نفسه والتحديات التي تواجهه في حياته.
تعطي الفرد فرصة التعبير عن نفسه وتأكيد ذاته من خلال الفهم العميق لإمكانياتها.
تدفع الفرد لتحسين إدراكه ومعتقداته لتتضح الرؤية أمامه وبالتالي تساعده على فهم العالم من حوله وتوسع إطاره المرجعي في فهم حياته وعلاقاته.
تعمل على إصلاح الفرد نفسيا وخلقيا وتوجهه نحو الخير والإحسان والواجب.
تعمل على ضبط الفرد لشهواته ومطامعه.
وينبغي أن ندرك أن هذه الوظائف ليست منفصلة عن بعضها بل تتداخل وتتكامل لتحقق في النهاية ذاتية الفرد وإنسانيته.
وظيفة القيم على المستوى الاجتماعي
تتمثل وظيفة القيم على المستوى الاجتماعي فيما يلي:
تعمل على وحدة المجتمع وتماسكه من خلال تحديد أهداف حياته ومثله العليا ومبادئه الثابتة التي تحفظ هذا التماسك لممارسة حياة اجتماعية سليمة.
تساعد المجتمع على مواجهة التغيرات التي تحدث فيه بتحديدها الاختيارات الصحية التي تسهل على الناس حياتهم وتحفظ للمجتمع استقراره وكيانه في إطار موحد.
تعمل على ربط أجزاء ثقافة المجتمع بعضها ببعض في صورة متناسقة، كما أنها تعمل على إعطاء النظم الاجتماعية أساسا عقليا يصبح عقيدة في ذهن أعضاء المجتمع المنتمين إلى هذه الثقافة.
تقي المجتمع من الأنانية المفرطة والنزاعات والشهوات الطائشة وتحمل الأفراد على التفكير في أعمالهم للوصول إلى أهداف هي غايات في حد ذاتها بدلا من النظر إليها على أنها مجرد أعمال لإشباع الرغبات والشهوات، ولذلك فإن القيم والمثل العليا في أي جماعة هي الهدف الذي يسعى جميع أعضائها إليه.(سلوم وجمل،2009، 46-47)
دور الإعلام في تغيير الموقف والاتجاه
في عملية تغير الموقف والاتجاه سواء على مستوى الأشخاص والقضايا أو على مستوى القيم والسلوك، يبقى الإعلام عاملاً مؤثراً ورئيساً في عملية التحول تلك، فمن خلال الرسائل الإعلامية (المعلومات) الصحيحة، أو المشبوهة، أو حتى المكذوبة، التي تقدمها وسائل الإعلام، يشكل الفرد من الجمهور موقفه. إن الإنسان أياً كان لا بد أن يكون له حكمه الخاص على كل ما يصادفه في بيئته، من أفراد أو قضايا أو سلوك، هذا الحكم تشكل لديه على أساس من المعلومات المتوفرة لديه، ألسنا في طفولتنا نحكم على الأشياء (صواب أو خطأ) من خلال (المعلومات) التي يوفرها لنا الوالدين وكذلك يفعل أطفالنا انطلاقا من القاعدة نفسها. إن وسائل الإعلام بما تبثه من كم هائل من الرسائل الإعلامية (معلومات)، وسعت مساحة نفوذها في عقول أبنائنا وبناتنا على حساب (المعلومات) التي نوفرها نحن لهم، كما أن وسائل الإعلام نفسها استحوذت على الجزء الأعظم من مصادر المعلومات التي نستقي منها فهمنا وبالتالي حكمنا على الأشياء. إن وسائل الإعلام أًصبحت تؤثر في مواقفنا لأننا أصبحنا نتعرض لها وحدها بطريقة تشبه الإدمان، والنتيجة الطبيعية لحالة التلقي من (مصدر واحد) هي فهم الأمور والحكم عليها بطريقة واحدة من خلال وجهة نظر واحدة. إن وجهة النظر ذات البعد الواحد غالباً بل دائماً ما تكون ناقصة ومنحازة لذا فالاتجاه الذي يشكل لدينا حيال أمر ما بتأثير وسائل الإعلام يحمل السمات نفسها.. أي أنه ليس دائماً صواباً.
أثر الإعلام في القيم الاخلاقية
كانت الصحافة تلعب دورا فعالا في تربية الناشئة وسائر أفراد المجتمع، لكن وسائل الإعلام اليوم أصبحت متنوعة، و انضاف إلى الصحافة المكتوبة وسائل جديدة كالراديو والتلفزيون، وقد كان لهذين دور عظيم في التثقيف والتربية ورفع مستوى سلوكيات الافراد، إلى أن حلت الفضائيات في المنازل فعظم الخطر السلبي في شباب الجيل.
فإذا كان التلفزيون المحلي قابلا للتحكم و المراقبة، فإن الفضائيات لا يمكن مراقبتها لأنها متحررة من القيود التي تفرضها الدول الملتزمة، وغدت الشاشة الملونة مسرحا للناشئة والكبار والمحافظين والمتحررين ، وصار أمر ضبط وسائل الإعلام ومراقبتها عسيرا .
دراسات حول الإعلام والأخلاق
1- ورقة بحثية في مؤتمر: الإعلام المعاصر بين حرية التعبير والإساءة إلى الدين للدكتور سعيد المهيري
ذكر الباحث في ورقته استبيانا أجرته مجلة ولدي على عدد من الآباء والأمهات في الكويت والسعودية والإمارات حول مشاهدة أطفالهم لما سمي بالفيديو كليب فوجدوا أن نسبة تصل إلى 92.3% من الأطفال تشاهده بانتظام وأن 7.7 % فقط من الأطفال لا تحرص على متابعته، مع ما لهذا اللون الفني من التأثير السلبي الكبير على سلوكيات الأبناء مما ينذر الآباء والأمهات والمربين حول خطورة الوسائل الإعلامية على تربيتهم لأولادهم، كما ذكر عدة استبيانات وإحصاءات أخرى عربية وعالمية تؤكد نفس الفكرة .
وقال الباحث أن أخطر ما يمكن تلقيه من القنوات الفضائية هو تزايد مشاهد العنف والإباحية، فهما يمثلان أشد السلوكيات خطورة على النشء المسلم بل على المجتمع المسلم كله بكل طبقاته وأعماره .
وفيما يتعلق بالإنترنت، ذكر الباحث أيضا عدة إحصاءات عربية وعالمية حول الساعات التي يقضيها المستخدمون على شبكة الإنترنت ونوعية الأعمال التي يمارسونها عليه وحول اهتماماتهم به وهل استخدامهم له للدراسة أم للترفيه، فاتضح منها أن الإنترنت الآن يدخل في كل المجالات ويتوغل فيها ولا يعيقه شيء عن النفاذ إلى كل المجتمعات فلا يحول بين الناس وبينه عائق مادي ولا معنوي، وفي كل يوم تزداد وسائل الوصول له تيسيرا وقلة كلفة ليكتسب في كل يوم أرضا جديدة لا تبرح تترك أحدا ممن اكتسبتهم، وأصبح الانترنت هو المصدر الأول لتلقي العلوم والثقافات بل وأغنت فضاءات المواقع الاجتماعية كثيرا من الناس عن صلة الأرحام والخروج من المنزل للتنزه أو تجديد النشاط وصار كثير من الناس حبيسي البيوت والمقاعد يتطلع أحدهم إلى شاشة صغيرة طول الوقت لينام مجهدا آخر الليل.
2- دراسة عبد المجيد السناني بعنوان : دور الإعلام التربوي في غرس القيم الأخلاقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الثانوية
والتي هدفت إلى معرفة الدور الذي يقوم به الإعلام التربوي في غرس القيم الأخلاقية الإسلامية في المرحلة الثانوية، وجاءت النتائج لتشير أن أعلى القيم التي يغرسها الإعلام التربوي هي على التوالي: قيمة طاعة ولي الأمر، قيمة الإخلاص في العمل، ثم قيمة الصبر.
3- دراسة أساليب الحياة التي تعكسها المسلسلات المدبلجة بالقنوات الفضائية ومدى ملائمتها للأسرة العربية
( دراسة مسحية ) د/ محمد محمد عبده بكير (2014م)
وهدفت الدراسة إلى معرفة نوعية القيم المقدمة في المسلسلات المدبلجة وكيفية عرض تلك القيم، وتم تطبيق الدراسة على عينة من الأسر العربية، وجاءت نتائجها لتؤكد الإقبال الشديد على مشاهدة تلك المسلسلات، وأن القيم المعروضة فيها تتضمن التفكك الأسري والعلاقات غير الشرعية وعلاقات الحب والرومانسية.
4- دراسة حنان عزت أحمد (1995م) بعنوان (تأثير المسلسلات الأمريكية الاجتماعية على إدراك طلاب المدارس الثانوية للعلاقات الاجتماعية)
جاءت الدراسة لتثبت عدم وجود علاقة بين النوع وإدراك العلاقة الاجتماعية كما يقدمها التليفزيون، وعدم وجود علاقة بين حجم وكثافة التعرض والتأثر بما يقدم..
5- دراسة بارعة حمزة شقير (1999م) حول (تأثير التعرض للدراما الأجنبية فى التليفزيون على إدراك الشباب اللبنانى للواقع الاجتماعي)
حيث أسفرت عن وجود علاقة بين التعرض للدراما الأجنبية ونوع الدوافع وإدراك الواقع الاجتماعي، وأثبتت عدم وجود فروق بين الذين يشاهدون الدراما الأجنبية من الشباب بدافع المنفعة أو التعود في إدراك واقعهم الاجتماعي.
6- دراسة: اتجاهات الطلبة الجامعيين الكويتيين نحو المسلسلات الدرامية المدبلجة في القنوات العربية (دراسة ميدانية) (2012م) الباحث: عبدالله الصفار.
هدفت الدراسة الى التعرف على اتجاهات طلبة جامعات الكويت والخليج نحو المسلسلات الدرامية المدبلجة التي تعرض في القنوات الفضائية العربية والتعرف على الإشباعات التي تحققها للشباب.
عينة الدراسة: 477 طالب وطالبة جامعيين
أداة الدراسة: الاستبيان ( منهج مسحي)
نتائج الدراسة:
أن مستوى مشاهدة الإناث للمسلسلات المدبلجة أكثر من الذكور.
أن الإناث يتقدمن على الذكور في متوسطات الإشباعات المتحققة من مشاهدتها مثل: إشباع المعرفة، المتعة والإثارة، الإشباعات الاجتماعية والوجدانية والجمالية والترفيهية.
ظهر ميل الشباب أكثر لتحقيق إشباع « الهروب من الواقع» إلى واقع آخر.
أشار نصف أفراد العينة أنهم «مع» بث المسلسلات المدبلجة ولكن «بالتصرف فيها» من حيث حذف بعض المشاهد.
7- دراسة: أثر البث الفضائي المباشر على الهوية الثقافية العمانية (2005م)الباحث: سالم المعشني، رسالة دكتوراه
هدفت الدراسة الى الكشف عن أثر البث الفضائي المباشر على الهوية الثقافية العمانية بأبعادها المختلفة من وجهة نظر جمهور المشاهدين.
عينة الدراسة: 522 من طلبة الجامعة و 52 من المسؤولين في التلفزيون العماني.
نتائج الدراسة:
أن مشاهدة القنوات الفضائية يؤدي إلى إقبال الشباب العماني على ارتداء الأزياء الغربية بنسبة 96.4%
أكد غالبية أفراد العينة على أن مشاهدة القنوات الفضائية يؤدي الى تعويد المشاهد على أنماط سلوكية يحرمها الدين.
أن 70.9% من عينة الدراسة يرون أن مشاهدة القنوات الفضائية الوافدة يؤثر سلبيا على القيم والعادات العمانية.
أن التأثير السلبي للقنوات الفضائية على الشباب العماني بلغت نسبته 64.4% من إجمالي العينة.
8- دراسة: أثر المسلسلات المدبلجة في القنوات الفضائية العربية على القيم لدى الشباب الجامعي الفلسطيني ( دراسة ميدانية)
(2012م) ، د. نعيم فيصل المصري ، استاذ مساعد بكلية فلسطين التقنية.
أهداف الدراسة: هدفت الدراسة إلى الكشف عن أثر المسلسلات المدبلجة المعروضة في القنوات الفضائية العربية على القيم لدى الشباب الفلسطيني الجامعي وإدراك مدى قدرتهم على التمييز بين السلوكيات الإيجابية والسلبية التي تقدم.
عينة الدراسة: تم سحب عينة عشوائية طبقية من طلاب الجامعات والكليات الفلسطينية في قطاع غزة ذكورا وإناثا.
أداة الدراسة: الاستبانة
نتائج الدراسة:
أن مشاهدة المسلسلات المدبلجة لها تأثير سلبي على العديد من القيم المختلفة وخاصة الدينية والروحية وأكثر تلك القيم التي تأثرت سلبا هي: الحياء، التقوى، الالتزام الديني، طاعة الوالدين، صلة الرحم، الصدق، الأمانة، الكرم، التضحية، الوفاء بالعهد، التعاون، التسامح ، الحب والحنان.
أن المسلسلات المدبلجة المعروضة تقدم سلوكيات سلبية تنعكس على المشاهدين وهي: تضييع الوقت، الإعجاب بالنجوم، إهمال الفرائض الدينية، المبالغة في حب المال، التدخين، الخيانة، عدم الاهتمام بالدراسة، العنف، الإسراف، الكذب، عدم احترام ملكية الغير، الطمع، الكره، مصاحبة رفاق السوء، عدم تقدير العلم، عدم احترام الاهل، عدم الاحساس بالوطن، عدم الاهتمام بالبيئة.
إن العلاقات العاطفية من أبرز الموضوعات التي تعرض في المسلسلات المدبلجة، وكذلك مشاهد العنف والانتقام، مما ينعكس سلبا على التعامل مع الآخرين.
9- دراسة: المسلسلات المدبلجة وتأثيرها على القيم والسلوكيات لدى الجمهور الجزائري ، 2006م ، الباحث : راضية حميدة، رسالة ماجستير
أهداف الدراسة: هدفت الى معرفة مدى تأثير المضامين الدرامية المدبلجة على قيم الجمهور الجزائري وانماط المشاهدة، بالإضافة الى استكشاف مختلف جوانب ظاهرة إقبال الجمهور على مشاهدة هذه المسلسلات.
عينة الدراسة: 160 فردا من ولاية البليدة بالجزائر، واستخدمت الاستبانة والمقابلة والملاحظة كأدوات لجمع البيانات.
نتائج الدراسة:
أن الجمهور الجزائري يتعرض لمشاهدة التلفزيون بشكل يومي وبنسبة 63%.
تفضيل العينة لمشاهدة المسلسلات المدبلجة على العربية أو الوطنية.
أن الإناث أكثر مشاهدة من الذكور.
أن فئة الجامعيين والعاملين شكلت أكبر نسبة مشاهدة من غيرها.