القاهرة - المغرب اليوم
يرى بعض علماء النفس أنه نظراً لعدم قدرة الأطفال على رسم الخط بين الواقع والخيال تؤثر فيهم مشاهد العنف التي تحتويها كثير من برامج الكارتون، وتجعلهم أكثر عدوانية، وأقل حساسية للألم والمعاناة، فهم لا يفهمون أن ما يرونه على الشاشة يمكن أن يسبب الأذى في الحياة.
ينبغي حد أوقات التعرض لجميع أنواع الشاشات بحيث يكون الحد الأقصى اليومي ساعتين، ويفضل ألا يتجاوز وقت المشاهدة ساعة يومياً ويقول عالم النفس راجيش باراشار: "بعض حوادث العنف التي شهدتها مدن أميركية مثل ويسكونسن كانت مثلاً لأن طفلين في عمر 12 عاماً كانا يحاولان إقناع شخصية وهمية تظهر في قصص وبرامج فيديو الرعب الموجهة للأطفال لإثارة اهتمام بقية زملائهم، وقد أدى ذلك لمقتل طفل آخر".
هذه الحوادث المروعة لاتزال محدودة في عالمنا العربي، لكن هناك كم كبير من برامج الكارتون الأميركية تعرضه شاشات الأطفال على الرغم من محاولات بعض القنوات التلفزيونية فلترة ما يُقدّم.
لكن ينبه كثير من علماء النفس إلى مخاطر مشاهد العنف التي تُقدّم بطرق سهلة وميسرة دون إظهار للعواقب الحقيقة التي تترتب على مثل هذه الأفعال. حيث يتعلم الأطفال الاستجابات العدوانية نتيجة مراقبتهم لشخصيات الكارتون، وطريقة تعبيرها عن انفعالاتها.
ما يزيد المشكلة تعقيداً، أنه في الوقت الذي يحتاج الطفل إلى اللعب الحر في مكان مفتوح لمدة ساعة يومياً على الأقل، ليمارس نشاطاً بدنياً عفوياً، ويعبر عن أحلامه وخيالاته مع رفاقه، يمضي كثير من الأطفال وقتاً طويلاً أمام الشاشات، التي تقدم منتجاً مليئاً بالعنف الذي يستخف بالبيئة وبحياة الآخرين، فيشوش على منظومة القيم التي يتلقاها الطفل، وفي الوقت نفسه يحرمه من إخراج الطاقة التي لديه بالطرق الصحية.
ينبغي حد أوقات التعرض لجميع أنواع الشاشات، سواء ألعاب الفيديو أو برامج التلفزيون، أو غير ذلك، بحيث يكون الحد الأقصى اليومي ساعتين، ويفضل ألا يتجاوز وقت المشاهدة ساعة يومياً.
من ناحية أخرى يساعد اللعب الحر، وإشراك الطفل في مزيد من الأنشطة الرياضية على توجيهه نحو النشاط البدني، وإخراج طاقته وسط عالم حقيقي تحكمه قيم تراعي الآخرين، وتحث على الاستمتاع باللعب.