صنعاء - وكالات
تجري الاستعدادات على قدم وساق لإطلاق بث قناة تعليمية في اليمن في 18 آذار/مارس الجاري تستهدف في المقام الأول تعزيز قيم الولاء الوطني والاعتدال لدى النشء وحمايتهم من الأفكار المتطرفة. وقد قامت وزارة التربية والتعليم اليمنية في 25 شباط/فبراير بتوقيع اتفاقية دعم إطلاق البث الفضائي للقناة التعليمية مع شركة "أم تي أن يمن" التي تمول المشروع بمبلغ 77.5 مليون ريال يمني (361 ألف و641 دولار أميركي). وقال وزير التربية الدكتور عبد الرزاق الأشول، في حديث للشرفة إن القناة ستقدم برامج تعليمية تستهدف الطلاب وبرامج تدريبية للمعلمين بطريقة تفاعلية. وأضاف الأشول "أما أولوية القناة التعليمية فهي حماية وتوعية النشء والشباب من الأفكار الهدامة وإبعادهم عن الأفكار المتطرفة والإرهابية، والسعي نحو غرس مفاهيم المحبة وقبول الآخر فيهم، وتحصين المجتمع ضد العنف وكل أنواع التعصب". وللقناة هدف آخر بحسب الأشول، هو "تقديم إعلام تربوي يعزز قيم الولاء الوطني والسلوكيات والأخلاق الفاضلة والاعتدال والقيم السامية، إضافة إلى إبراز دور المجتمع والمؤسسات التربوية والأسرة في العملية التعليمية والتربوية باعتبار أن التعليم مسؤولية تكاملية بين الجميع". وللقناة خارطة برامجية متنوعة ستقدم بقوالب وأشكال مختلفة تخاطب الشريحة المستهدفة، حسب الأشول. وأكد على ضرورة تظافر جهود الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية، وقال "إن التعليم بوابة الولوج إلى عالم المعرفة وصولاً إلى اقتصاديات المعرفة بما يكفل تحقيق مستقبل آمن ومزدهر لليمن الجديد". وكشف عزم الوزارة تدشين مجلس دعم التعليم في القريب العاجل والذي يضم أصحاب المال والأعمال وذوي الخبرة بغية تفعيل مشاركتهم وإسهاماتهم في تجويد وتطوير التعليم في اليمن. من جانبه، قال الباحث في الجماعات الاسلامية الدكتور سعيد الجمحي، رئيس مركز الجمحي للدراسات والأبحاث والباحث في الجماعات الإسلامية، للشرفة إن القناة تلعب دورا مهما في التوعية والتثقيف. ولفت إلى أن "برامج القناة يجب أن تكون على مستوى التحدي وأن تحقق الأهداف المرجوة منها". وأشار إلى ضرورة استعانة القناة بالخبراء والباحثين المتخصصين لإعداد رسالتها الاعلامية والتوعوية وتحقيق هدفها في محاربة الفكر المتطرف. وقال "إن البرامج يجب أن تكون موضوعة بشكل مدروس بحيث تقوم برصد الفكر المقابل الضال والمتطرف والإرهابي الذي وجدت لتكافحه". ووفقا للجمحي، فإن أحد أسس نجاح القناة التعليمية يتمثل في أن تتخذ التوازن والاعتدال في خطابها وأن يكون متسامحا"، بدلا من مواجهتها العنف الفكري والخطاب المتشدد الذي تنادي به بعض القنوات الأخرى بانتهاجها نفس الخطاب. وأكد أن دور القناة مهم جدا كونه من أهم حلقات التوعية المكملة لدور المدرسة والمنزل لتكون بمثابة حاجز يمنع تسرب الأفكار المتطرفة إلى الشباب والنشء. بدوره، أثنى المحلل السياسي محمد الغابري على الدور الذي يمكن أن تلعبه القناة في تجفيف منابع الارهاب وتعزيز روح الاعتدال. وقال إن هذه المبادرة تقع ضمن استراتيجية عامة تقوم بها الوزارة لإعادة وضع المناهج التعليمية بحيث يحذف منها كل ما ينادي إلى العنف. وقال الغابري للشرفة "إن أساس نجاح القناة في أداء رسالتها سيكون من خلال تنوع برامجها وقوالبها من اللقطات السريعة إلى الفلاشات إلى الرسائل المباشرة والبرامج الحوارية، وفق استراتيجية تكافح الأفكار المتطرفة والمتعصبة بشكل عام".